الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (20)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


طوفان الأقصى؛ استقر أخيرا بعد زمن الخيبات مكونا في نسغ عقل الأمة؛ من الخذلان راكم الكثير و بالكاد وعاه؛ و لم يتسن له تجاوز ما طاله.
فكان 7 أكتوبر الحدث؛ الطوفان الملحمة؛ و الصدى المدوي لمقاومة فلسطينية باسلة. جعلت خططها مبهمة مثل قطع الليل المظلم لا سبيل لفهمها من الغير، و عندما تحركت كانت خاطفة مثل صاعقة السماء.( سون تزو - فن الحرب).
و من غزة المحاصرة؛ يشع هذا البارق في عليائها. لتأخذنا رأسا على ما اجترحته. الجينرال كلاوزفيتز زكاها،لما سجل في كتابه "عن الحرب":العاملان اللذان ينتجا المباغتة هما السرية و السرعة. و كلاهما يستلزمان قدرة على درجة كبيرة فيما يخص الحكومة و القائد، أما فيما يتعلق بالجيش فالمطلوب هو قدر كبير من الكفاية."
و من حنكته الجنرال لم يفته أن يسجل أنه " لا يمكن أبدا تحقيق المباغتة في الظروف المتسمة بالانحلال و الميوعة و فقدان السيطرة.لكن و مع أن الرغبة في تحقيق المباغتة شيء عام، و في الحقيقة، لا يمكن الاستغناء عنها، و مع أن الواقع يؤكد أن المباغتة لن تكون دون فائدة مطلقا.لكن يقابل ذلك و بنفس الدرجة، إن من الصعوبة بمكان و بسبب الطبيعة المطلقة للمباغتة أن تحقق هذه نجاحا مدويا. لذلك من الخطأ اعتبار المباغت عاملا مهما للنجاح في الحرب. المباغت كمبدأ ، شديد الجاذبية نظريا،، أما عمليا فغالبا ما تتعثر بفعل الاضطراب في الماكنة الحربية ككل".".[1]
كانت السرية والسرعة و المباغتة؛ اجتمعت طرا في موج هادر تعدى صداه و تخطى جاب أركان المعمور و طال كل تخم محضور. الكيان هباء منثورا. و تحقق النجاح المدوي.
و غداة الحدث؛ شرع البيدق و رعاته الباب توا ليستقبل دفق الأسئلة حارقة؛ و قد انجر الوعي غصبا من استكانته؛ و من وقع ما أربك ذاكرته الجمعية المغتصبة انجرف يحقق و يستقصي فيما حصل.
و ها جوناثان مارتن، كاتب العمود في مجلة بوليتيكو، يرفع الستارة عن إقرار لعضو ديمقراطي في الكونجرس ؛ "هذه كارثة سياسية". "القاعدة غاضبة حقًا - وهم لا يمثلون اليساريين فقط. لم أر قط مثل هذا العمق من الألم الذي رأيته بشأن قضية غزة هذه. بيبي – نتياهو- شخص سام في نظر معظم الناخبين الديمقراطيين، ويجب على بايدن أن ينأى بنفسه عنه".
و كيف سيتأتى لذلك؛ و بايدن هو الآخر صهيوني قح إلى مخ العضم. و بعبارة تومي فيتور، المسؤول السابق في إدارة أوباما؛ خلق بايدن تحديات سياسية لنفسه عندما لم تتوافق رسائله العامة والخاصة. لذا فهو كما كتب مارتن، لديه "خوف عميق" من أن يجرّ نتنياهو الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، بحيث يضمن استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية والقوات إلى المنطقة. وفي ظل هذه الدوامة، تبدد الضغوط الدولية على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، وتبدد الصعوبات السياسية الداخلية التي يواجهها.
و بذلك ينهي الغرب مجتمعا و أمريكا آخر فصل من باقي عنجهية من صهيونة عالمية هم بالكاد ابتدعوها؛ و عملوا قصاراهم على تأبيدها ظنا منم بأنها مشروع تفتق عنه عقلية الغرب الاستعماري؛ و لا مرد له عن متابعة مساره كما سطر له؛ ليباغتوا بطوفان الأقصى يجر بذيول خيبتهم إلى غير رجعة.
فبتاريخ 5 فبراير 2024؛ الجنرال فرانك ماكنزي القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية؛ يعرب و بلغة في قاموس العسكر؛ تشي بالجلاء من غير لبس؛ لا تحرجني على قول المزيد؛ فأنت من اندحارك تفقه. "إسرائيل بحاجة إلى رؤية للوضع النهائي عندما تبدأ حملة عسكرية لأن كل شيء يتم بعد ذلك بالخصم أو الإضافة إلى قدرتك على الوصول إلى تلك النقطة".
و زيادة في التوضيح لمن في جواه حسرة؛ أضاف ماكنزي لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، "لقد وضعوا لأنفسهم هدفا يتمثل في إزالة المستوى السياسي ومستوى القيادة العسكرية لحماس عندما دخلوا، ولم ينجحوا حتى الآن في القيام بأي منهما". لينتهي مقرا "إنه يجب أن تكون لديك نظرية لما ستبدو عليه عندما تنتهي".
و لم يفت الجنرال فرانك أن يضع ملاحظته الأخيرة على هامش الملف المطروح بين يديه؛ إن نجاح "إسرائيل" في تحقيق أهدافها في غزة حتى الآن محدود للغاية.
و في انكسار البيدق اندحار راعيه ضرورة من غير تسويف.
---------
1 - الجنرال كلاوزفيتز، عن الحرب؛ ترجمة سليم شاكر الأمامي. المؤسسة العربية للدراسات و النشر.الطبعة الأولى. 1997. ص277








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم