الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية غاية و وسيلة

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2024 / 2 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مُقدمة لابد منها

لا يخفى على أحد منا ما يدور في الجو السياسي العام للعراق، إن أهم ما في ملامح العملية السياسية للبلد سيطرة الأحزاب الرجعية للقوى الإسلامية على أهم مفاصل البلد الحيوية. بذلك تجلس هذه القوى بكل ثقلها على كُل ما ينبض بالحياة. ويرى الكثيرين في ذلك أمراً "يشمئز" منه كُل شخص يسعى الى سلك طريقه صوب مجتمع يحترم الإنسان و الحرية. مما يدفع بالكثيرين الى الإيمان بأن للخروج من هذا المنزلق طريقة واحدة لا مناص من اللجوء إليها، يتم من خلالها إنتهاج العنف و القوة مع الأخذ بزمام المبادرة لإجل التغيير المنشود، فيما يرى طرف آخر أهمية تعزيز الديموقراطية و المطالبة بالدولة العلمانية، حلاً أمثل لكبح جماح سيطرة هذه الأحزاب على المشهد السياسي. و أنا هنا أتبنى الرأي الآخر، و أبتعد كُل البعد عن ترجيح كفة العنف، لما شهدته العقود الثمانية السابقة من أحداث عززت للخراب على المدى الطويل. فالتغيرات السياسية التي حصلت بإستخدام القوة كانت ذات تبعات كارثية نشهد آثارها الى يومنا هذا.
أرى في تعزيز الديموقراطية و المطالبة بالدولة العلمانية حلاً،
أنا هنا لا أعود بالتعريف الى القول بأن الديموقراطية هي "حُكم الشعب" و أسرد بالخلفيات التاريخية و راء هذه الممارسة و كيف تطورت. لكن بوسعي القول بانني أرى بالديموقراطية السبيل الحيوي لحماية حقوق الإنسان و إعمالها إعمالاً فعلياً، أُسسها تكمن بالإلتزام بالمسؤلية و إحترام النظام و ترجيح كفة المعرفة على القوة و العنف.
أهم إيجابياتها تكمن في فسح المجال واسعاً للجميع للنقاس الحر و الإحتكام للعقل لإقناع الآخر، كما أنها تُدير الصراع السياسي و الإجتماعي بشكل سلمي.
الديموقراطية، تصور و مفهوم تكونت من خلال تجارب إنسانية مُتعددة و مُتعلقة بالسياسة و مصدر السُلطة. الديموقراطية سلوك إجتماعي يزدهر بوجود ركيزة واسعة من المواطنين الواعين لإمورهم، تحت ظلها يعيش المواطنون بحرية دون خوف من سُلطة تُهددهم بشكل إعتباطي.
لا يٌمكن للديموقراطية أن تتكبل بأحكام تستند الى سياق تأريخي منحاز في سرديته، و إلا أٌفرغت من مُحتواها. فمُتلازمتها الأساسية هي الدولة العلمانية. و بما أنها سلوك إجتماعي وجب بذلك تربية الأطفال عليها و توعية المجتمع بأهميتها، و التشديد على المطالبة بتفعيل أدوات قوتها دون تراخي أو إستهانة. فالديموقراطية غاية و وسيلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال العلمانية نُقدم إعتباراتنا البشرية الخالصة دون التكبل بسلطة لها رسم مُسبق مُنحاز السردية. بهذا المقوم فقط، يُحتكم الى لغة الحوار بإعتبارها ثقافة مُعتادة و بغياب هذا الشرط نعود الى ظُلمات الإضطهاد. التشجيع على لغة الحوار كفيل بأن يُنتج لنا تغييراً إيجابياً حتمياً مهما طال إلتماس أثره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للأسف،
حسب مؤشر الديموقراطية الذي يشمل جميع الدول تقريباً بالدراسة، يحتل العراق في التصنيف رقم 124 من بين 167 دولة شملتها الدراسة، أعلى مؤشر للديموقراطية سجله العراق كان في العام 2014
و أخفض مؤشر كان في عام 2022. حسب المؤشر فأن سنة 2022 تُعد الأكثر تراجعاً منذ العام 2006. أي بمعنى آخر نحن في تدهور مُستمر و بوتيرة متطاعدة. يا تُرى ما السبيل الى التحسن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب