الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ما تريده أميركا بالضبط !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بالمنظور الأميركي الإسرائيلي المشترك، أهل غزة ليسوا مدنيين يتوجب على المجتمع الدولي حمايتهم في أوقات الحرب، بل حُماة حماس وحاضنتها الشعبية. هذا يعني، شرعنة قتل الأطفال والنساء والعزَّل الأبرياء في حملة همجية بربرية، تفوق بوحشيتها ما شهدته الإنسانية في حروب سابقة عليها. ولا غرابة في هذا المنطق الإجرامي اللصوصي المشترك بين أميركا واسرائيلها، فهذه وتلك قامتا بالمجازر وسفك الدم بحق أهل الأرض وأصحاب الحق. الفرق، أن أميركا الأنجلوساكسونية حققت بالقتل والإجرام الشرط الرئيس لنجاح أي احتلالٍ، أي فصل التاريخ (الإنسان) عن الأرض (الجغرافيا). تمكنت أميركا من إسكات صوت أهل الأرض الحقيقيين، وهم الهنود الحمر. أما الكيان اللقيط، فقد أخفق في هذا الجانب، بل ويواجه بمقاومة متصاعدة من صاحب الأرض المسروقة، الذي بدأ يتفوق عليه على صعيد الديمغرافيا أيضًا في فلسطين التاريخية. من هنا نفهم المحدد الرئيس لجولات مسؤولي الإدارة الأميركية في منطقتنا، بعد السابع من اكتوبر، وعلى وجه التحديد وزير الخارجية "اليهودي" بلينكن. العنوان الأبرز لهذا المحدد يتمثل في حماية كيان، بدأت أميركا عن جد تقلق على مصيره. فقد زرعته بريطانيا في فلسطين، كمشروع استعماري، ثم تولته أميركا بالدعم والانحياز الأعمى، ليكون ذراعها القوي في المنطقة، القادر على هزيمة الجيوش العربية مجتمعة. لكن ملحمة طوفان الأقصى، كشفت ضعف الكيان اللقيط وهشاشته، وأثبتت أن هزيمته ممكنة، وهو لا يتحمل الهزيمة. لقد أصابته ملحمة الطوفان في أخطر نقاط ضعفه، ونعني القلق الوجودي الملازم لكيان يعي جيدًا أنه نشأ خلافًا لسنن التاريخ وشروط الجغرافيا، في منطقة ترفضه مهما حاول رعاته تخديرها. سددت المقاومة الفسطينية ضربة قاسية للكيان الصهيوني، في السابع من اكتوبر، كاد ينهار تحت وقع مفاجأتها الصادمة، لولا "فزعة" أميركا وغربها الأطلسي لإنقاذه. وما تزال أميركا القلقة على مصيره، تحاول انتشاله من جنونه أولًا، ومن غرقه في رمال غزة، ثانيًا. بعد 124 يومًا على حملة الإبادة الجماعية، أخفق الكيان اللقيط في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، وهي معروفة. الجيش الذي هزم ثلاثة جيوش عربية في ستة أيام، سنة 1967، يقف عاجزًا على أبواب خانيونس، حيث يتكبد خسائر كبيرة، ويُواجه بمقاومة باسلة وصمود اسطوري، رغم الكلفة الباهظة والارتكابات الإجرامية البشعة بالسلاح الأميركي. أميركا تريد وقف حملة الابادة، ولكن بطريقتها ولمصلحتها، وليس حبًّا بأهل غزة. تريد أميركا وقفًا لاطلاق النار، لا يفهم منه أن اسرائيلها هُزمت. هدف أميركا الرئيس، قبل الكيان اللقيط وباندفاع أكثر منه، هو تصفية المقاومة. لكن من الواضح أنها أدركت استحالة تحقيق ذلك أخيرًا. لذا، تحول الهدف إلى اضعاف المقاومة، وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بقدراتها البشرية والمادية، كمقدمة ل"ترتيبات" ما بعد الحرب، موضوع مباحثات بلينكن خلال جولاته في عواصم عرب أميركا. ولعل أول ما يقفز إلى المقدمة في هذا السياق، الرطانة الأميركية في الآونة الأخيرة، عن "دولة" فلسطينية. أدركت أميركا أن ما قبل السابع من أكتوبر لم يعد قابلًا للإستمرار بعده، ولا بد من تقديم "شيء ما" للفلسطينيين، لتحقيق أهداف عدة كلها تصب في صالح أميركا واسرائيلها. الهدف الأول، استئناف حركة مسار التطبيع مع الكيان اللقيط. أما الهدف الثاني الأخطر، فهو تصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان إنشاء كيان ما تحت سيطرة الكيان الكاملة وفي خدمته، ولا مشكلة لديهم في تسميته دولة. مقصود القول وخاتمته، أميركا تسعى في تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة، وشطب مفاعيل ملحمة طوفان الأقصى، فحذارِ وألف حذارِ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتقام متبادل بين مريانا وجلال عمارة عقاب بالمشابك وصيادة فئ


.. مناظرة تلفزيونية أولى اليوم بين رئيس الوزراء البريطاني وزعيم




.. ما الذي يعطل مسار التهدئة في غزة؟ وهل تؤثر الخلافات بين قياد


.. خلافات بين فصائل عراقية موالية لإيران بسبب التصعيد ضد إسرائي




.. شبكات | إسبانيا لإسرائيل: قنصليتنا بالقدس أقدم من دولتكم