الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النَّهْضَة (3 )

عبد الله خطوري

2024 / 2 / 7
الادب والفن


قالت الفتاة ذات الخدود الوردية والضفائر المعقوصة إلى الأمام لأبيها تلاعبه :

_شُوفْ .. هناك .. ذاك الولد شْحَالْ موسخ ...

قال الأب :

_هَـــاذِيكْ البسَالات أبابا ...

ثم طوقها قائلا :

_إذا لم تنتبهِي لدروسك ستكونين مثله ..!!..

قالت الفتاة:

_اِي لَافْوَاتُوغْ پَاپِي et la voiture papi !؟

قال الأب :

_عندما تنجحين أشتري لابنتي la belle voiture de sport ...

قالت الفتاة ممتنةً :
_مِيغْسِي پَاپِي merci papi !! ...

وعانقَتْه وقبلته في خده الأيمن قبلة خفيفة وقالت :

_أنا بَعْدَا لا مِيتْغِيسْ دْيَالي تَتْقُولِّي دائما بأني مجتهدة.

قال الأب :

_ طبعا بابا...

قال رجلٌ كالحُ الوجه مقطب الجبين وقد وقف بجانبهما صدفة :

_ تْــــسِـــيــــرِي ..!!..

_ لا ...

ثم اقترب من الفتاة وكلبها الذي بدأ ينبح في وجهه صاخبا غاضبا :

_كلب زوين هذا ...

_ أحسن منك ...

قالت الفتاة ...

فقال الكالح بحركة مسرحية :

_ وِي مَادْمُوزيلْ .. زوين بْحَالَكْ تبارك الله .. الله يصلح ..!!..

ثم قَرَّّبَ يديْه من الكلب يداعبه، فانتفضت الفتاة :
_ oh ..!!.. touche pas mon
اُوو تُوشْ پَّا مُونْ مِينُو minou
غادي تخسر ليه la oiffure ديالو ..

تراجع الكالح الى الوراء معتذرا :

_ بَـــاغْدُونْ مَادْموزيلْ ...

بينما آحتضنت الفتاة كلبَها الذي انكمش في حِجرها :

_ minou .. petit minou ..oh .. il est beau mon bébé ...

حرك الكالح رأسه موافقا :

_ وي مادموزيل ...

انعكاسُ ضوء الشمس على الطريق المزفتة على واجهات محلات بيع الحلوى، وعلى السيارة الرابضة قرب الرصيف مثل مومس متبرجة .. يعشي عينيَّ رغم الحاجز الزجاجي الذي يفصل داخل المقهى عن خارجها .. أحدق في البرصاء، فأرى بُؤْبُأَيَّ مُحمريْن قانيَيْن .. عبثا حاولتُ تقطيب الحاجبَيْن وتقليص المساحة الفاصلة بين المحجريْن بعقد أسفل الجبهة على شاكلة رعاة البقر في صحراء كلاهاري .. هذا الضوء الساطع .. هذه السيارة القطران .. عيناي تدمعان .. وتلك الواجهات المنمقة مصفوفة كأرائك منضدة : مقشدة الهنـــاء مخبزة العطاء حلويات الصفاء مقصف الخلان ملهى ليلي ..
.. banque bmce .. BRASSERIE DE LA RENAISSANCE SALON DE thé
.. VICTORIA .. OPTIQUE BELLE VUE .. بنك القروض المُيَسرة أكبر التخفيضات في محلكم مرحبا بكم في كل وقت ..

في الخارج .. كانوا يضحكون .. جالسون .. منتشون .. يجيئون .. يذهبون .. يمرحون .. يذرعون الرصيف خفافا ثقالا، فتنتقل معهم الأضواء لتعشيني .. أحاول لا أنظر إليهم، فأرسلُ عيني صوب الإسفلت المبلط بالإسمنت المسلح والغرانيت حيث بعض الظلال مخضبة بشيء من الرطوبة جراء هرق قطرات من الماء .. أبقي نظري على الرصيف .. لكن السيارة الجاثمة كمومس مقرفة تخرج لسانها مستهزئة عابثة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع