الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكريم المجاهد بنسعيد آيت يدر في مهرجان الاشتراكي الموحد بسيدي بطاش المنظم سنة 2014

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 2 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


شهد مركز جماعة سيدي بطاش، مساء يوم الأحد 18 ماي الجاري، حدثا سياسيا بمواصفات وخصوصيات استنائية نابعة من التحولات المتسارعة التي كانت القرية مسرحا لها منذ مهرجان الربيع المنظم في الأسبوع الثاني من أبريل الماضي, ففي أحد أيام المهرجان الذي تزامن مع حملة السلطة والأمن لتطويق تداعيات وامتدادات ظاهرة "التشرميل" السيئة الذكر، أقدم القائد حجار على اعتقال الشاب أحمد البيهاوي لمدة غير يسيرة خضع خلالها لصنوف من المعاملة التي لا تليق بكائن بشري. وإمعانا في إذلال الشاب المعتقل وإهانته، أبى القائد البطاش إلا أن يتحول إلى حلاق رغم أنفه ليقص بمساعدة أعوانه خصلات شعر الفتى المغلوب على أمره. بعد إخضاعه لهذه " الحصص" من التعذيب والتنكيل، أطلق سراح الشاب المسكين الذي لم يستطع ابتلاع ما تعرض له من إهانة فقرر الانتحار شنقا ونفذ قراره في الهزيع الأخير من الليل في غفلة عن الجميع. ومع حلول فجر يوم الغذ، بدأخبر انتحار البيهاوي يشيع في أرجاء الجماعة القروية وينتشر كالنار في الهشيم.
ومنذ تلك اللحظة، أصبحت قضية هذا الشاب الهالك الشغل الشاغل لسكان المنطقة الذين تأكدوا أنه ذهب ضحية طغيان و استبداد السلطة المحلية استنادا إلى ما استنتجوه من متغيرات وثوابت الواقعة. لهذا كله، حشدت جنازة الشاب عددا غفيرا من الجماهير التي قامت بمسيرة حاشدة في اتجاه مقر القيادة مباشرة بعد الانتهاء من مراسيم دفن الجثة. وهكذا بدأ الحدث يأخذ بعدا وطنيا بعدما تداولته وسائل الإعلام كمادة إخبارية استمرت في الرواج والانتشار لأكثر من أسبوع. في غضون ذلك، أذاعت الصحف بنوعيها نبأ عزل القائد الإبن وإحالة الجنرال الأب على التقاعد.
في ظل هذه الظرفية الدقيقة والحساسة ، نظم فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي بطاش، بتنسيق وتعاون مع نظيريه في بنسليمان والصخيرات- تمارة، مهرجانا خطابيا إحياء لأيام الشموع وتخليدا للذكرى العاشرة لقضية حماة الديمقراطية بسيدي بطاش تحت شعار: من المقاومة ضد الاستعمار إلى المقاومة من أجل الديمقراطية. ومن اجل إغناء فقرات هذا الحفل وتنويعها، ارتأى الرفاق المنظمون إدراج نقطتين إضافيتين في برنامج المهرجان: الأولى تتعلق بتقديم حصيلة التسيير الجماعي لسيدي بطاش فيما النقطة الثانية تعني تكريما مناسبا للمجاهد محمد بنسعيد آيت يدر.
حضرت هذا اللقاء التواصلي، إلى جانب الشخصية السياسية البارزة المحتفى بها، السيدة نبيلة منيب بوصفها الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد برفقة أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني بالإضافة، طبعا، إلى مناضلي الحزب في مناطق مجاورة. كما تميزت هذه التظاهرة بتواجد ضيوف من عيار ثقيل نذكر في طليعتهم عبد الرحمن بنعمرو نقيب المحامين الشهير والقيادي الكبير في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وأحمد ويحمان رئيس مرصد مناهضة التطبيع وخالد السفياني دينامو لجنة دعم فلسطين والعراق، بالإضافة إلى وجوه أخرى كعبد العزيز النويضي وعبد الغني الراقي و...إلخ.
مع حلول الساعة الخامسة مساء، أتاحت الترتيبات والاستعدادات القائمة على قدم وساق لرئيس الجلسة الرفيق محمد العوني البدء في تصريف فقرات هذا المهرجان الخطابي انطلاقا من منصة اعتلتها الرفيقة والمناضلة نبيلة منيب وعلى يمبنها جلس المجاهد آيت يدر، أحد رموز المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني وقيادي مؤسس لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي سابقا وللحزب الاشتراكي الموحد حاليا.
في كلمته التمهيدية، رحب العوني بكل الحاضرين الذين لبوا دعوة المنظمين لهذا المهرجان الخطابي الذي يأتي كتتويج لمسار نضالي انخرطت فيه ساكنة منطقة سيدي بطاش منذ سنة 1997 عندما انتفضت ضد الفساد الانتخابي المتمثل في تدخل السلطة للحيلولة دون فوز السيد عبد الله أعكاو ابن البلدة المرشح للانتخابات باسم منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والناجي من جحيم تزمامارت واستمرت وفية له حتى يومنا هذا من خلال إصرارها على إسقاط التسلط والاستبداد. في هذا السياق، أعرب المتحدث عن اعتزازه بصمود أبناء البلدة أمام الظلم والظلام. سلاحهم ضد الأول الاستمرار والاستماتة إلى أن تتحقق العدالة الاجتماعية وسلاحهم ضد الثاني إشعال مزيد من الشموع لإضاءة دروب النضال.
في معرض تقييمه لنتائج هذه المعركة ضد الفساد والاستبداد، نوه الرئيس بصلابة موقف شباب سيدي بطاش أثناء دفاعهم عن النزاهة والكرامة. على هذا المستوى، سجل مسير الجلسة حصول تغيير ملموس يؤشر على إسهام ساكنة البلدة في كتابة التاريخ. هنا، بالتحديد، يتم التذكير بمطالب حركة 20 فبراير التي كان حماة الديمقراطية بسيدي بطاش سباقين إلى المناداة والجهر بها دون أدنى تهيب او خوف من الاعتقال والانتقام حتى ولو كان نفس المصير هو مآلهم. بناء على هذه النتيجة العملية، يخلص المتحدث إلى قناعة راسخة وهي ان من يعتقد أن حركة 20 فبراير قد ماتت فهو واهم. وبهذا الصدد يعيد رئيس الجلسة إلى الأذهان احتصان مقر الحزب بالدارالبيضاء لاجتماعات ولقاءات قادة الحركة تعبيرا عن دعم لا مشروط لمطالبها ضدا على إرادة جهات رافضة للتغيير ومستعدة للأمر باقتحام المقر بالعنف والقوة؛ الشيء الذي وقع يوم 13 مارس 2011 حيث هاجمت جحافل الأمن مناضلي 20 فبراير بمقر الحزب الاشتراكي الموحد الذي كان يتواجد به آنئذ المناضل الفذ محمد بنسعيد آيت يدر.
بعد ذلك، انتقل محمد العوني للحديث عن المحتفى به تحت عنوان بارز يفيد المرور من المقاومة ضد الاستعمار إلى المقاومة من أجل الدمقراطية، في إشارة إلى المحطات التي اجتازها آيت يدر منذ مرحلة الكفاح الوطني إلى مرحلة النضال الديمقراطي.
في ختام مداخلته، اعطى رئيس الجلسة الكلمة لامحمد بوعطية، رئيس الجماعة القروية لسيدي بطاش، الذي لفت انتباه الحاضرين إلى أن هذا العرس السياسي يجري تنظيمه للاحتفال بالذكرى السابعة عشر للحدث الذي جعل البلدة في مركز دائرة الضوء والذي كان وراءه أبطال حملوا عن جدارة لقب حماة الديمقراطية اعترافا بما عانوه من عسف وعنت نظير إرادتهم رفض تزوير نتائج الانتخابات التي شاركوا فيها بأصواتهم. وبعد الترحيب بالضيف الكبير موضوع التكريم والأمينة العامة لليسار الاشترلكي الموحد التي استلمت منه المشعل، انتقل رئيس الجماعة إلى الحديث عن تجربة العمل الجماعي بوصفها تكليفا ومسؤولية جسيمة مرتبطة في نهاية المطاف بالمحاسبة.
مباشرة بعد انتهاء رئيس جماعة سيدي بطاش من كلمته، جاء دور نبيلة منيب التي ارتجلت بالمناسبة مداخلة خصصتها للحديث عن البلدة باعتبارها مدينة رغم ما يعيشه سكانها من فقر وتهميش؛ الشيء الذي يحتم على مناضلي الحزب بذل الجهد تلو الجهد من أجل أن تتوفر في هذه المدينة، كما في غيرها من البلدات والقرى، كل شروط الكرامة والعيش الكريم. وأضافت الأمينة العامة للحزب معربة عن استعدادها عن طيب خاطر للاستماع إلى حصيلة تجربة نموذجية في العمل الجماعي تحققت فيها مزية الالتفاف حول المواطنين ولابد من تقويمها لغاية تحقيق التنمية المحلية المستدامة.
في الفقرة التالية من فقرات هذا الحفل البهيج، تناول الرفبق مبارك العثماني، النائب الأول لرئيس جماعة سيدي بطاش، الكلمة ليدلي بلائحة المنجزات التى رأت النور في الخمس سنوات من عمر الجماعة. فرغم قلة المداخيل المحصلة وضآلة الميزانية استطاع المجلس الجماعي أن يحقق على أرض الواقع جملة من المشاريع التي وإن كانت بسيطة في مجملها فهي ذات دلالة خاصة بالنظر إلى الكم الهائل من الخصاص والاحتياجات. في هذا الصدد أتى نائب الرئيس على ذكر مجموعة من المنجزات تمثلت في بناء أحد المحسنين لمسجد جديد عد بديلا عن مسجدين قديمين شارفين على الانهيار ومدرسة جماعتية في طور البناء، فضلا عن تسوير مقبرتين وبناء ست قناطر لفك العزلة عن بعض الدواوير واقتناء حافلتين للنقل المدرسي وربط بعض دواوير قبيلة السلامنة بشبكة الكهرباء.
في نهاية هذا التظاهرة، كان الحاضرون على موعد مع مداخلة محمد بنسعيد آيت يدر الذي استهلها بالتنويه بالمجهودات المتواصلة التي بذلها ويبذلها الشباب المغربي والخطوات التي يخطوها على درب النضال من أجل الديمقراطية والكرامة سواء على أعمدة الصحافة أو في الميادين والشوارع رافعين شعارات ضد الفساد والزبونة والريع والمحسوبية...واعتبر معارض الملوك الثلاثة أن التجربة الجماعية بهذه المنطقة إيجابية ويمكن لكل مناضلي الفدرالية الديمقراطية أن يتخذوها قدوة ومثالا يحتذى لتسيير شؤون المواطنين.
تنويه الأستاذ بنسعيد بالمنجزات التي تحققت في جماعة سيدي بطاش كان مناسبة مواتية للحديث عن تجربته في سياسة القرب التي انتهجها في منطقة اشتوكة آيت بها والتي أهلته لإحراز ثقة ناخبيها عقب كل استحقاق انتخابي. في هذا الإطار، يذكر زعيم حركة 23 مارس أنه بفضل العمل المباشر مع المواطنين تم في ظرف سبع سنوات كهربة 70% من المنطقة المذكورة وجرى تنظيم فضاءات للاصطياف خاصة بطلبة وشباب المنطقة. وبما أن الدولة – يقول المتحدث – لا يمكن لها أن تحقق جميع المشاريع، فيج ب البحث عن مصادر بديلة للتمويل مثل فاعلي الخير والجمعيات المهنية. وقبل إنهاء مداخلته، أشار بنسعيد إلى أن أعمالا كبيرة أنجزت قبل التصويت على دستور 1996. من أبرزها المظاهرة التي شارك فيها مليون نسمة تضامنا مع فلسطين والعراق. كذلك انتهز المتدخل هذه المناسبة ليقول في حق حكومة التناوب التوافقي كلمة مفادها أن هذه الحكومة حققت مهمتين اثنتين وهما انتقال الحكم من الحسن الثاني الى محمد السادس في ظروف سلسة و إعطاء التزكية للاحزاب الادارية التي أصبحت متكافئة مع الأحزاب المتفرعة عن الحركة الوطنية؛ الشيء الذي أدى إلى خلط الأوراق وضرب المصداقية في الصميم، وكانت انتخابات 2007 أولى المؤشرات على حدوث هذا التراجع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سقوط الأسد.. دعم أمريكي -بلا حدود- للسلطة السورية الجديد


.. أزمة البطاطا في تونس.. ماذا نعرف عنها؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. خامنئي يخطط لتوسيع محور المقاومة.. هل تنجح إيران في استقطاب


.. مئات الأهالي في الانتظار.. وعمليات الحفر تستمر.. ما هي آخر ا




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات من أمام قاعدة حميميم في اللاذقية