الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، السيد - ستيفان دومستورة - ، في ضيافة جنوب افريقيا .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


" عندما كنت بصدد التحرير ، كان البوليس السياسي يعرقل صفحة Word حتى يستحيل التحرير ويستحيل النشر " .
في سابقة من نوعها ، وهي سابقة ليست بالممنوعة ، ولا بالمحرمة ، تستدعي دولة جنوب افريقيا ، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد " ستيفان دومستورا " ، لزيارة العاصمة Pretoria ، للتباحث حول نزاع الصحراء الغربية . والخطوة التي قامت بها " بريتوريا " ، تدخل في المجال السيادي لدولة Pretoria ، التي يحق لها استقبال من شاءت على أراضيها ، اذا كانت في زيارة الشخص موضوع الزيارة ، ما يحقق مصالحها ، ويحقق مبتغياها ، ومن دون ان تعترض دولة ، او نظام آخر ، على موضوع الزيارة ، اذا كانت لا تعجبها الزيارة ، او انها تتوجس منها سياسيا ، او ستلحق الأذى بمصالحها ممّا يهدد وجودها ..
يلاحظ ان دعوة نظام ، Pretoria للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Steffan de Mistura ، لزيارة Pretoria ، بقدر ما زكتها الجزائر ، وزكاها العديد من دول الاتحاد الافريقي ، لأنها تتعلق بسيادة الدول على مجالها الدبلوماسي ، لان لأيّ دولة كامل الصلاحية في التصرف ، بما لا يغضب أحدا ، او يزعج اخرا ، بقدر ما أصيبت الدولة المزاجية في كبدها ، وكأن دعوة نظام Pretoria للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Sttafan de Mistura ، ستحقق غدا استقلال الصحراء ، لتصبح الدولة الصحراوية واقعا لا محيد عنه ، رغم الفشل في عدم اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الصحراوية ، " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " .. فهل أصبحت دولة جنوب افريقيا بهذه القوة التي اخافت النظام المزاجي السلطاني البوليسي ، العدو للديمقراطية ولحقوق الانسان ، من التأثير على أي حل لن يكون مغربيا ، مما ستترتب عنه أوضاع ، تهدد وتهز اركان النظام المزاجي السلطاني ، المهدد في كل كيانه بحرب الصحراء الغربية .. ؟ ..
لقد صرح عمر هلال ، سفير النظام المزاجي السلطاني والبوليسي ، وصرح قبله وزير خارجية النظام ناصر بوريطة ، بان النظام الطقوسي المغربي ، لن يسمح لأيّ دولة بان تحشر انفها في ملف نزاع الصحراء الغربية ، وتملي على الرباط ما يجب القيام به ، خدمة لأجندة ، تنتهي باستقلال الصحراء . وبما ان النظام المزاجي السلطاني المخزني البوليسي ، وجوده يرتبط بالصحراء التي تعطيه فيزا / تأشيرة المرور الى أوضاع تقويه على خصومه ، سواء جبهة البوليساريو ، او نظام الجيش الجزائري ، او كل الدول التي ترفض أي حل خارج حل الاستفتاء وتقرير المصير .. فهل النظام ومن خلال زيارة Sttafan de Mistura ، بلغ من الضعف والهوان ، لتأثر عليه وتخيفه مجرد دعوة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، وجّهتها له دولة ذات سيادة ، تتصرف طبعا ضمن الاجندات التي تعدها وترسمها لخدمة مصالحها ؟ .
بالفعل لبّى السيد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، وحل ضيفا عند نظام Pretoria . لكن لماذا أصيب النظام الطقوسي بكل هذا الخوف ، من مجرد زيارة للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة ، وبناء على دعوة ، موجهة من نظام Pretoria لجمهورية جنوب افريقيا ؟ .
-- هل النظام المزاجي السلطاني المخزني والبوليسي ، لا يثق في نفسه من حقيقة ، انّ الصحراء مغربية ، سيما وقد تصرف وبسبب العقلية المزاجية ، بما اساء لأطروحة مغربية الصحراء ، وهنا ستكون زيارة السيد Sttafan de mistura ، حقا قد اصابت النظام الطقوسي في كبده ..
-- هل هيجان النظام المزاجي البوليسي المخزني الطقوسي ، الذي سببته له دعوة نظام Pretoria للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لزيارة دولة جنوب افريقيا ، يستهدف اصل النظام ، واصل الدولة العلوية ، وكأنّ للوصول الى فك الارتباط المغربي بالصحراء ، قلْبُ نظام الحكم المزاجي الطقوسي التقليداني ...
-- هل انزعاج وغضبة النظام المزاجي الطقوسي والبوليسي ، من زيارة السيد Sttfan de Mistura لجنوب افريقيا ، بناء على دعوة موجهة له ، يستهدف النظام المخزني السلطاني والبوليسي في شخصه ، أي يستهدف الدولة ، اكثر من استهدافه طريقة حل النزاع الذي دام اكثر من سبعة وأربعين سنة مضت . مما تكُونُ معه دولة جنوب افريقيا ، تساهم مع نظام الجيش في الجزائر ، في اعداد كل الوسائل التي تسقط النظام المغربي ، من خلال استقلال الصحراء ..
-- وبالرغم من الموقف السلبي لدولة جنوب افريقيا من نزاع الصحراء الغربية . فبعد الزيارة ، لم تطلعنا وسائل الاعلام الدولية الكبيرة ، بما راج في المحادثات ، والتزام السيد Sttafan de Mistura بالتأثير لصالح استقلال الصحراء ، ومن ثم يكون قد ساهم في اسقاط النظام السياسي المزاجي السلطاني والبوليسي المعزول في العالم ، والمعزول داخل المغرب ..
فهل اصل النزاع ، ملف الصحراء الغربية ، ام ان اصله ، اصل الدولة التي تزعج وتقلق كثيرا نظام الجيش الجزائري " الاشتراكي " ، خاصة نوع المحادثات التي جرت بين النظام الجزائري ، وبين حكام دولة جنوب افريقيا ، اثناء عقد مؤتمر دول عدم الانحياز ، رغم انه بموت المعسكر " الاشتراكي " ، تكون دول مؤتمر عدم الانحياز ، بدون جدوى ، ومن دون معنى ، لان العالم اصطف وراء أحادية القطب ، التي عوضت الثنائية القطبية ، وانغماس روسيا الاتحادية ، ودول أوروبية الشرقية السابقة ، في الرأسمالية ، في وجهها الشقي ..
فالحوار بين نظام الجيش الجزائري ، ونظام Pretoria ، على هامش مؤتمر دول ( عدم الانحياز ) ، كان سياسيا جغرافيا ، اكثر اتصالا بالأنظمة السياسية ، قبل ان يدرج فيه مستملحات نزاع الصحراء الغربية .
ان قناعة النظام الجزائري ، ونظام Pretoria ، بحتمية الارتباط بين النظام السلطاني المخزني المزاجي والطقوسي ، وبين نزاع الصحراء الغربية التي يجب ان يصبح لها نظام قانوني جديد ، على حساب الدولة المغربية ، كان مافيا لتعرية هدف النشاط السياسي الجزائري ، ونظام جنوب افريقيا ، لان عند سقوط النظام المزاجي السلطاني الطقوسي ، سيكون الصراع قد حسم من اجل الوجود ، قبل ان يكون مجرد صراع حدود ..
-- واذا سلمنا بسيادة كل دولة في بناء سياستها الدبلوماسية ، فان تدخل دولة جنوب افريقيا في نزاع الصحراء الغربية ، يجب التسليم به ، لأنه موقف قديم وليس بالموقف الجديد .
لكن ورغم الأجواء التي كانت ستعم اطوار وحالة المحادثات ، فما سينبثق عنها ، سيكون عاجزا في جعل العالم ، مجلس الامن ، المحكمة الدولية ، الاتحادات القارية كالاتحاد الأوروبي .. عن دفع اعترافهم بالجمهورية العربية الصحراوية ، لان المجتمع الدولي يرتبط بالقرارات الأممية ، ويرفع دائما راية المشروعية الدولية لحل نزاع الصحراء . وطبعا عند بحثنا في المشروعية الدولية ، فأننا لم نجد اية إشارة تتحدث عن الدولة الصحراوية ، الجمهورية العربية الصحراوية ، فالقرارات الأممية تتحدث عن التوافق بين اطراف النزاع للوصول الى حل يقبل به المتصارعان لتمكين شعب الصحراء الغربية من تقرير مصيره . لكن ماذا اذا لم يوافق احد اطراف النزاع ، على الحل الذي قد يكون الطرف الاخر قد تقدم به ؟ .
وبما ان قرارات المشروعية الدولية ناطقة بما فيها ، تبقى مشروعية القرارات ، مرتبطة بالإجراءات التي ستفرض نفسها في اخر المطاف ، أي اذا لم يوافق احد الأطراف على حل الطرف الاخر ، فلا يمكن تنزيل أي حل مخالف للمشروعية الدولية . هنا سنجد اصل الصعوبة في تفكيك القرارات الأممية ، وهي استحالة تنزيل وتطبيق المشروعية الدولية ، لكون اطراف النزاع يتمسكون بأطاريحهم ، النافية لأطروحة الطرف الثاني في النزاع .. أي اذا لم يصدر مجلس الامن قرارا من قراراته القادمة ، بالاستناد على البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، فان أي ، حل ودون موافقة الأطراف ، يبق مستحيل التطبيق . ويجب ان نشير هنا الى الدول الكبار عند اصدارهم القرارات الأممية ، وهي لجم اطراف النزاع ، كما تشير الى ذلك الخطة الأممية ، لان جميع القرارات تبدو مفيدة لأطراف النزاع ، لان كل واحد يفسرها حسب مصلحته ، وحسب فهمه لها ..
اذن . فزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، لدولة جنوب افريقيا تلبية لدعوة، وجهها له نظام Pretoria ، لن يؤثر في شكل وفي موضوع المشروعية الدولية ، ولا يمكنه ان يغير من قوة القرارات التي اتخذها مجلس الامن طبقا للبند السادس من الميثاق الاممي ، الذي لا تتجاوز طاقته السلطة الاستشارية المعنوية والمرتبطة بالضمير ، لتنتقل الى فرض البند السابع من الميثاق ، المصاحب باستعمال المجلس للقوة بمختلف درجاتها ، لتنزيل قرارات مجلس الامن الإلزامية ..
واذا اخذنا بعين الاعتبار مكانة المبعوث الشخصي للأمم المتحدة ، وهي مكانة رخواء ، لان المبعوث الشخصي لا يتوفر على سلطات فعليه ، تسهل عليه فرض نفسه ، وفرض أفكاره للتحكم في اطراف النزاع .. ، فان في انحصار مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، في دعوة الأطراف للاجتماع ، وفي التنسيق بينهم كسلطة كان من المفروض ان تكون ضبطية ، تبق زيارة السيد Staffan de Mistura ، زيارة مجاملة ، وزيارة صداقة للجزائر العاصمة ، كما انه لو قام بنفس الزيارة الى الرباط العاصمة .. فالعبرة بالخواتم وليس بالبدايات ..
ان السيد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، السيد Staffan de mistura ، يمكن من خلال التقرير الذي يحيله على الأمانة العامة للأمم المتحدة ، والأمانة العامة هي من يتولى احالته على انظار الأمين العام للأمم المتحدة ، يمكن ان يشير الى بعض الإجراءات ، او الى بعض الظواهر التي قد تشكل استثناء . لكن تلك الإجراءات التي تكون رسالته قد ضمتها ، فهي ليست بالقرآن ، او الانجيل ، او التوراة التي لا تتطلب " التغيير " . كما انه في تقريره ، ليس من حقه الإشارة الى حل للنزاع المعروض ، لأنه ليس بسلطة ، وهو مجرد موظف سامي تابع للأمين العام ، دون ان تكون له صلاحية فرض الحلول ، التي تبقى من اختصاص مجلس الامن ، الذي قد يقبل نص التقرير كاملا ، او يعدله ، او يلغيه ويفرضه ، لان صيغة هندسة التقرير تبقى للولايات المتحدة الامريكية . ومن خلال الرجوع الى دور المبعوثين الثمانية الذين سبقوا السيد Staffan de mistura ، يلاحظ ان فشلهم كان بسبب عدم تمتعهم بسلطات واختصاصات جبرية وضبطية ، وكان عندما يصل التفاوض ازمته ، يبحث المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، عن عذر يريحه من ملف ليس له سلطة لفكه .. فيقدمون الاستقالة .. وهو نفس المسار ينتظر Staffan de mistura ، بسبب افتقاره الى سلطة ضبطية ، بل ان المبعوث الشخصي ، خاصة اذا كان ضعيف الشخصية ، ، يصبح متحكما فيه من احد اطراف النزاع ، ليتحول سريعا الى خصم وحكم دون ان يشعر بذلك ..
نعم لقد فشل السيد Staffan de Mistura ، رغم محاباته للنظام الجزائري ، الذي يتعاطف معه من خلال دور النظام الجزائري في الدفاع عن الملف السوري ، وتواجد السيد Staffan de mistura ، كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة مكلف بملف الازمة السورية .. ورغم الحجج التي كانت تطرحها المعارضة السورية ، خاصة الإسلامية ، فالإشارة التي صدرت للسيد Staffan de Mistura، هي الجرجرة ، وابعاد أي حل قد يأتي بالحركة الاخوانية ، ومنظمات الإسلام السياسي ، لان خطرهم اقوى واكبر من خطر النظام السوري الذي تم قص اجنحته ، وتم اضعافه الى اقصى درجات الضعف ، خاصة امام إسرائيل .
ان حل نزاع الصحراء الغربية ، لن يفد فيه لا Ross ولا De Mistura . ان مجلس الامن صاحب الاختصاص ، هو من خلق هذا الوضع ، من خلال القرارات التي يصدرها ، وتصبح في حد ذاتها المسؤولة عن عدم حل النزاع .. فماذا حين تنص جميع قرارات مجلس الامن ، على الحل السياسي المتفاوض حوله ، ومن دون شروط مسبقة ، على ان يكون قرار الحل معلقا على تحقيق شرطين يؤكد عليهما مجلس الامن ، هما شرط القبول والموافقة . أي ان أي حل لن يطبق الا اذا كانت اطراف النزاع قد قبلت ، ووافقت على الحل المطروح .. فهل ممكن تصور قبول واتفاق احد الأطراف على حل من الحلول ، التي قد يتقدم بها احد اطراف النزاع .. اذن ان التحقيق الشرطين المعلقين ، شرط الموافقة ، وشرط القبول ، هما سبب استعصاء تطبيق المشروعية الدولية ..
ففي هذا الخضم يبقى كيفية إدارة المناوشات العسكرية التي تدور ، فتصبح حقا حربا ضروسا ، تفوق حرب السنوات من 1975 الى 1991 ، تاريخ اعدام المشروع الصحراوي ، بإنشاء الدولة الصحراوية ..
وللوصول الى هذه الدرجة ، أي الحرب وليس المناوشات ، يتوقف الحال على نوع الأسلحة التي تحارب بها الجبهة منذ 13 نونبر 2020 .. فهل ستملك الجبهة الأسلحة النوعية ، وحتى اذا استعملتها فلا يجب انتظار الانتصار السريع . بل يتطلب الامر سنينا وسنينا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس