الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة

صلاح بدرالدين

2024 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


التهرب من مواجهة الحقيقة ، والتضخيم الإعلامي الحزبي ، وتوجيه الأنظار اما الى الخارج ، او الى الأمور الهامشية ، ومواصلة تضليل الشعب ، واخفاء الحقائق عنه ، ولان الأحزاب ، والكيانات التي تدعي المعارضة زورا اصبحت وسيلة – تجارية – لاغتناء المتنفذين فيها فبات الحزب أولا ، وقضايا ومصائر الشعب بالدرجات الأخيرة ، ماهو سائد ، ومتحكم خارج نفوذ نظام الاستبداد ، دفع الناس الى التفكير بعودته بكل اجرامه الفظيع ، ثقة المواطنين العادين ، ومختلف أطياف جمهور الوسط الوطني الكردي ، وفي البيئة الوطنية الحاضنة لمعارضي النظام ، تزعزعت ان لم تكن انعدمت كليا بكل الأحزاب ، والتنظيمات ، والميليشيات ، والكيانات ، وسلطات الامر الواقع .
هذا هو المشهد ( المحزن ) على ارض الواقع ، وهذا هو عنوان المرحلة المخفي عن الناس في بلادنا ، ولكن لماذا ؟
أولا – في الوسط الكردي
١ – تستمر احزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – انكسي ) ومن يلف لفهما في السير قدما حسب القواعد التفاهمية المرسومة ، بالحفاظ على الامر الواقع من دون أي تبديل ، وعدم التساهل مع اية محاولات ترمي الى اصلاح الوضع الكردي ، وإعادة بناء ما تفكك من الحركة السياسية الكردية السورية ، وعرقلة ظهور أي مشروع قومي – وطني وبرنامج عملي لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
٢ - سد الطريق على إمكانية أي حوار كردي – كردي سوري ، للإبقاء على الحوار الجاري بين المحاور الكردستانية بشان مصير الكرد السوريين ( بالنيابة ! ) منذ اكثر من عقد من الزمن ، تكريسا للتبعية ، ومصادرة للقرار الكردي السوري الوطني المستقل ، وهذا التوجه ( الحزبوي الآيديولوجي الانتهازي ) اللاقومي ، واللاوطني ، واللاديموقراطي من اخطر مايواجه شعبنا وقضيتنا في هذه المرحلة .
٣ – أحزاب الطرفين وتوابعها قررت عن سابق إصرار حرمان الكرد السوريين من واجب الدفاع عن قضاياهم ، بعد افتقارهم الى الأداة السياسية الديموقراطية المدنية الموحدة ، والوسيلة النضالية المركزية الشرعية المنتخبة ، وتغييب دورهم الوطني على مستوى البلاد ، وعدم إيجاد موقع لهم في النضال الثوري عبر التواصل والتفاعل ، والتضامن مع كل بؤرة ثورية سلمية لاحياء الثورة السورية المغدورة بشكل جديد كما هو حاصل الان في السويداء على سبيل المثال .
٤ – مازالت أحزاب طرفي الاستقطاب وتوابعها تمضي في طريق تضليل الكرد والسوريين عموما عندما تزعم انها تعادي النظام ، وتعمل من اجل التغيير ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، فاحزاب سلطة الامر الواقع – ب ي د – وقسد ،وكل مسمياتها ظهرت عبر التسليم والاستلام ، ومحاربة الثورة السورية ، ومازالت الأقرب الى النظام وكذلك الى نظام ايران ، اما أحزاب – الانكسي – التي تدعي انها مع اسقاط النظام في حين انها تابعة على المستوى الوطني للائتلاف ومشاركة في مؤسساته ، ولكن الائتلاف ليس مع اسقاط النظام بل يتحاور مع وفوده، ويسعى الى الشراكة معه مستقبلا هذا اذا قبل النظام ذلك .
٥ – من ذيول ونتائج الأداء الكارثي لاحزاب طرفي الاستقطاب ، ابتلاء المجتمعات الكردية بظواهر مرضية سياسية واجتماعية ، اضافة الى مخاطر احتلالات الدول والميليشيات المسلحة لبعض المناطق ، استفحال العشائرية ، والمناطقية ، وازياد وتيرة الهجرة – الانتحارية – وتكاليفها المادية الباهظة ، وانتشار الانتهازية بين متزعمي بعض المجموعات والحزيبات ، وتعمق الروح الانتقامية المشبعة بثقافة الانشقاق ، والمصبوغة باللون المناطقي الواحد ، وخطاب المبالغة المفرطة فمثلا تجد – حزيبا – لايتعدى أعضاؤه أصابع اليدين ينشر بلاغات عن ( موضوعات ) مؤتمره المرتقب حيث يذكرنا ( بموضوعات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي الذي كان يبلغ أعضاؤه الملايين ، ويقرر مصير السلم والحرب بالعالم ، ) وفي حقيقة الامر فان ( موضوعاته ! ) لاتتعدى كيفية زيادة مخصصاته لدى احد اطراف الاستقطاب او الطرفين معا ، ولان أحزاب الطرفين واتباعها لايمتلكون قضايا نضالية لمناقشتها يتوجهون الى الخارج حيث تحول معظم مسؤوليهم الى خبراء في مسائل كركوك ، والمناطق المتنازعة عليها ؟؟؟؟؟ .
٦ – اما المتعلمون الكرد السورييون من أصحاب الشهادات ، والحرف ، والادباء ، والكتاب ، والطلاب فهم اخواتنا واخوتنا وابناؤنا ، حيث يطلق البعض على كل هؤلاء صفة المثقفين ، والبعض الاخر يشترط توفر مزايا مثل الالتزام بقضايا الشعب والوطن ، في كل الأحوال هناك من انطلق من قلب المعاناة ، وتثقف في اطار الحركة النضالية الكردية ، وبالتالي كان جزء من الحالة القومية ، وحمل مبادئها بطريقته الخاصة ، واسلوبه الذاتي ، ويستحق هذا بجدارة صفة المثقف ، وهناك من ظهر من خارج ( السور ) كمايقال ، بعضهم أصاب ، واكثرهم اخطأ ، وهؤلاء الأخيرون بسبب افتقارهم الى الحصانة القومية والوطنية ، والتربية النضالية والثورية ، شكلوا عبئا إضافيا على كاهل الحركة ، وفاقوا المسؤولين الحزبيين تبعية ، وفسادا .
ثانيا – على المستوى الوطني
١ – البقعة المضيئة الوحيدة الان في مشهد بلادنا المظلم هي – حراك أهلنا بالسويداء – هذا الحراك الذي مازال يحتاج من اجل ان يستمر ، ويحقق الإنجازات ، وينجح في تحقيق أهدافه ، وشعاراته ، الى تحويله من ثورة سلمية مدنية في محافظة واحدة الى ثورة وطنية شاملة ، وهذا واجب يتحمله كل الوطنيين السوريين ، وليس فقط ثوار السويداء .
٢ - شركاؤنا من معارضي النظام ، وبدلا من اجراء مراجعة بالعمق حول نكسة الثورة السورية والغدر بها ، وتصحيح المسار ، والعمل على توفير شروط المؤتمر الوطني السوري الجامع ، والالتفاف حول – حراك السويداء – دعما واسنادا ، نراهم بكل اسف كما كانوا عليه قبل عشرة أعوام ، بعضهم مازال اسيرا لثقافة العنف ، ومرض التسلح ليس من اجل التحرير بل في سبيل الاعتداء على الاخر ، ورهن البندقية للايجار ، والتبعية لاوامر الخارج من المانحين .
٢ – استمرار البعض الاخر في افتتاح الدكاكين الجديدة تحت اسم ( تجمعات – مجالس – جمعيات – أحزاب – كروبات ...) من دون التحاور الجاد مع البعض الاخر ، فترى مجموعة مثلا تدعوك الى مؤتمرها كضيف ، وكانك غريب وطارئ ، في حين انها المضيف ، واللجنة التحضيرية ، وعليك ان تبصم على بيانها الختامي الذي لايعبر عن مواقفك ، من دون أي اعتبار لمبدا الشراكة الديموقراطية ، والعيش المشترك بوطن واحد يضمن حقوق الجميع ، فبماذا يختلف هؤلاء عن حزب البعث الحاكم ؟ .
٣ – بعض اعلاميي المعارضة وبينهم أصدقاء كفوؤون ، شغلهم الشاغل هو متابعة الاحداث الخارجية ، والدوران حول الفقاعات الإعلامية التي تتعلق بالشان السوري وكذلك بوضع المنطقة عموما ، بدلا من التركيز على قضايا السوريين ، وسبل إعادة بناء وإصلاح المعارضة ، وطرح – حراك السويداء – على بساط البحث والنقاش .
وماذا بعد ؟
ان طرح صورة المشهد السوري – كرديا ووطنيا – كما هو حق وواجب بالرغم من سوداويته ، وهو ليس من باب التوصيف فقط ، بل من اجل تذكير الجميع بواقع الحال المؤلم ، والدعوة الى تغييره عبر الجهود الجماعية التي لن تخلو من التضحيات ، والتغيير في الراهن السوري قد يبدو ضربا من المستحيل ، خاصة وان التركيبة الحالية في ( الكيانات المعارضة الرسمية ومؤسساتها ، والفصائل المسلحة ، والميليشيات ، وسلطات الامر الواقع ، ومسؤولي الأحزاب من المتنفذين ) تتشبث بمواقعها ، وتتمسك بمصالحها الذاتية ومصادر عيشها ، ولكن لا مستحيل في قضايا مصائر الشعوب ، وليس هناك من قوة على وجه الأرض تقف امام إرادة الشعوب خصوصا امام الشعب السوري بكل مكوناته الذي مر باخطر المراحل ، وكسب الخبرات التي تجعله اكثر صمودا وتحملا ، في سبيل استعادة الحرية والكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل