الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولات بلينكن الى المنطقة

حاتم استانبولي

2024 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


جولات بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة للمنطقة
يعود بلينكن للمرة الخامسة خلال أكثر من ١٢٠ يوما منذ بدء العدوان البربري الوحشي على غزة طال كل ما هو فوق وتحت رمالها تنفيذا للوعود التي أطلقها وزراء حكومة الإسرائيلية التي عبرت دون ادنى شك على الطابع العدواني الأكثر فاشية استخدمت فيها كل انواع اسلحة الدمار ومارس جنودها طقوسا علنية على الهواء من متعة في تدمير الممتلكات الفلسطينية الخاصة والعامة على الهواء مباشرة كهدايا في عيد ميلاد أطفالهم ومنهم من دمر أحياء كاملة هدية للمستثمرين العقاريين حسب ما ورد في الفيديو الذي بث على الهواء لفصيل الهندسة الإسرائيلي العامل في العدوان على غزة.
المدقق في هذه الممارسات يكشف مدى النزعة العدوانية التي يتمتع فيها جنود الاحتلال الصهيوني الإحلالي التي تتلاقى مع عدوانية وفاشية وزير دفاعها غالانت الذي أعلن صراحة منذ بدء العدوان بضرورة قطع الماء والطعام والكهرباء والدواء وأعلن حربا ممنهجة على القطاع الصحي والصحفي و المائي والغذائي.
إذا ما جمعنا كل هذه التصريحات التي تحولت الى ممارسات ميدانية لجنود الاحتلال بمباركة أمريكية تشرع علنيا هذه الممارسات العدوانية التي تتنافى مع قوانين الدولية للحروب التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ضرورة الحرص على تجنب المدنيين السلميين .
كل هذا يؤكد أن الموقف الأمريكي هو العامل الحاسم في العدوان على غزة واستمراره وتوضح أن اسرائيل وحمايتها هي ضرورة حيوية للسيطرة الأمريكية وموافقتها على هذا الحجم من العدوانية هو يعكس جوهر الأيديولوجية الصهيونية التي تتحكم في الادارة الامريكية ان كانت جمهورية أو ديمقراطية و الاتجاهين مجمعين على أن اسرائيل هي خارج إطار صراعهما على السلطة بل إن عنوان دعمها المطلق هو ما يتسابق عليه كل من الجمهوريين أو الديمقراطيين.
وإذا ما دققنا في امتدادات هذا الموقف العابر للأطلسي من خلال تصريحات اميرة الحرب اورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وجوزيب بيريل المفوض السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ورئيس حكومة بريطانيا ووزير خارجيتها كل هذا يوضح مدى تغلغل الفكرة الصهيونية في السياسة الغربية وعلى ما يبدو أن معيار الالتزام الصهيونية كعقيدة هي المعيار لتبوء المناصب العليا المقررة في الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية هذا يوضح ان الفكرة الصهيونية هي عقيدة النظام الرأسمالي العالمي و مراكزه العليا التي تقرر السياسات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاختبار العملي لكفائتهم واهليتهم لهذه المناصب هو الموقف العدائي لقضية الشعب الفلسطيني بحيث أصبحت فلسطين وقضية شعبها هي الحد الفاصل ما بين العدالة الإنسانية واعدائها.
أما غزة فهي التي ستحدد وجه المنطقة واي إنهاء للعدوان عليها بدون نصر حاسم فإنه يعتبر خسارة لواشنطن تحديدا وهي لن تتحمل خسارتين في أوكرانيا وغزة وفي هذا الإطار تفهم الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية لوكلائه الخمسة في المنطقة بالإضافة إلى اسطنبول التي سارعت لدعم موقف دولة جنوب أفريقيا التي قدمت دعوى قضائية إذا ما نجحت فإنها ستكون ضربة قانونية تحت الزنار لواشنطن واسرائيل باعتبارهما تمارسان الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني .
جولة بلينكن الأخيرة تحمل عناوين اساسية اولها تحذير لوكلائها بعدم دعم رسمي لدعوة جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية وثانيها تقديم فاتورة العدوان الصهيوني لدول الخليج لتمويل إعمار ما دمرته اسرائيل العدوانية وثالثا دعم استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني من خلال تصريحه ان اسرائيل لها الحق في العمل على عدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر ورابعا تقديمه شروط استمرار دعمه للسلطة الفلسطينية في إطار المعيار لفهم واشنطن الأمني لدور السلطة هذه السلطة التي انحسرت قاعدتها الاجتماعية إلى ما هو مرتبط اقتصاديا بها وهذه القاعدة تتآكل ايضا بسبب عدم قدرتها لتأمين رواتب موظفيها واجهزتها.
خامسا حمل بلينكن رسائل ضغط على دول الخليج للاشتراك في الجهود الأمريكية البريطانية لوقف مساندة وجهود صنعاء لوقف العدوان على غزة.
١٢٠ يوما من الجهود الامريكية البريطانية الغربية تهدف إلى تقويض دور عمل المؤسسات الدولية التي من واجبها القانوني وقف العدوان وتقديم المساعدات والدعم الميداني للفلسطينيين في غزة .
جهود الوزير بلينكن الاخيرة تهدف الى اخراج اسرائيل من هوسها والضغط من أجل وقف عدوانها قبل انتهاء فترة الشهر الذي اعطته محكمة العدل الدولية للحكومة الاسرائيلية لتقديم تقريرها ووقف اجراءاتها وعملياتها العشوائية التي تستهدف المدنيين وتطالبها بإدخال المواد الغذائية والطبية وعدم العمل على استمرار تهجير المدنيين القسري وغيرها من إجراءات عسكرية عدائية شاملة ضد المدنيين أن استمرار ارتكاب جرائم المدنيين يضع واشنطن أمام احراج أخلاقي لا تستطيع واشنطن أن تستمر بتغطيته وهي ترى أن أقرب حلفائها بدء بالتململ من الصلف الاسرائيلي .
بلينكن يريد ان يطالب الرياض بأن تقوم بتقديم اغراء لِنِتنياهو بالموافقة على التطبيع لكن الرياض أعلنت أنها لن تقوم باية خطوات قبل وقف العدوان على غزة وقيام الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧.
١٢٠ يوما تقوم واشنطن بفرض رؤيتها على المجتمع الدولي المطالب بوقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية التي تشهد حربا غير معلنة على مدنه وقراه ومخيماته وتعتقل وتداهم البيوت والأملاك وتقوم بقتل وحشي ميداني للفلسطينيين .
١٢٠ يوما تؤكد فيه واشنطن وبيتها الأبيض والبنتاغون أن الحرب على غزة هي حربها تخوضها إسرائيل بالوكالة عنها وعن مصالحها القومية ويقوم كل من ممثلي البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية لتبرير وتغطية الجرائم المعلنة والواضحة لجيش الاحتلال الإحلالي ويتغاضى عن التصريحات المعلنة لقادة اسرائيل العدوانية حول شرعية الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
الموقف الأمريكي المضلل حول إقامة دولة فلسطينية هو في الجوهر موقف تستخدمه واشنطن منذ إدارة الرئيس بوش الابن التي وعدت بإقامتها بعد الانتهاء من عدوانها على العراق وبعدها كررت الكذبة إدارة أوباما التي قدمت أكبر دعم مالي لاسرائيل وقعها في الساعات الاخيرة لادارته وكانت تبلغ ٣٨ مليار دولار تقدم على دفعات سنوية وبعدها قام ترامب وصهره كوشنير في تشريع القدس كعاصمة لاسرائيل وقدم خطته التي عرفت بصفقة القرن والتي اعتبرها خطة طريق لتسوية الصراع في المنطقة ومدخلها كان تطبيع عربي خليجي مع إسرائيل تحت دعوى تشجيعها للموافقة على إقامة دولة فلسطينية وبعدها جاءت إدارة بايدن الصهيوني الذي لم يختلف مع ترامب حول العنوان الفلسطيني بل أوغل في تصفية القضية الفلسطينية وتغاضى عن كل الممارسات الإسرائيلية التي كانت أولوياتها ما قبل السابع من أكتوبر هو تصفية قضية اللاجئين ووقف دعم الاونروا وصولا لتصفية دورها وعملها والغائها وكل ما يدور الآن في الضفة وغزة وقبلها في سوريا ولبنان هو تصفية وجود المخيم الفلسطيني الشاهد على جريمة النكبة وما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة هو تصفية غزة كونها تعتبر غزة أكبر مخيم فلسطيني وتصريحات نتنياهو و غالانت حول تحويل غزة الى العصور البدائية أي تحطيم كل امكانية للحياة الانسانية بمعايير انسانية جماعية عصرية هذه المواقف شرعتها كل الادارات الامريكية ان كانت ديمقراطية او جمهورية.
كل هذا يؤكد أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية إنسانية وقانونية وسياسية واقتصادية وحقوقية وتاريخية وهي المعيار والناظم لحركة التحرر الانسانية من شرور الأيديولوجية الصهيونية التي تتحكم في مراكز القرار في واشنطن وحلفائها ويتبعها وكلائها.
وتأكد أمرا لا لبس فيه أن إسرائيل هي اداة امريكية عسكرية همجية تمارس كل أنواع وأشكال الجرائم ضد الإنسانية من ابادة جماعية وفصل عنصري وقتل ممنهج خارج إطار القانون الإنساني الدولي ويمارس بشكل ممنهج كل أشكال الأعمال الإرهابية المُقوننه أمريكيا وغربيا في تناقض مع كل المعايير التي وضعتها المؤسسات الدولية والتي استخدمها مدعي عام المحكمة الدولية ضد روسيا والرئيس بوتين لكنها هذه القوانين عندما تصل الى ممارسات اسرائيل يصبح هنالك فيها وجهة نظر وتعطل هذه القوانين والإجراءات الفورية.
أما فلسطينيا فهناك ضرورة من أجل تغيير الخطاب السياسي من مواجهة بين اسرائيل وحماس الى مواجهة تحررية وطنية فلسطينية شاملة لكافة القوى الاجتماعية المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإحلالي الإسرائيلي الذي عمره أصبح ٧٥ عاما وهو يكبر جميع الفصائل بما فيها حماس بعشرات السنوات.
الفصائل هي أدوات مواجهة فرضتها القضية الفلسطينية وأشكال النضال ان كانت سياسية أو عسكرية او قانونية او ثقافية او اجتماعية او جماهيرية واعلامية جميعها تكتسب اهمية قصوى في المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال العدوان الصهيوني الاسرائيلي وهي تعبر عن مواجهة جمعية لكافة القوى الاجتماعية الفلسطينية هذا الذي يكسبها الطابع الوطني التحرري ولذلك هناك ضرورة لتغيير نمط الخطاب السياسي يعطيها الشرعية الوطنية في إطار القانون الدولي الذي يشرع للشعوب بمقاومة الاحتلال وتقدم رسالة الى المجتمع الدولي والشعوب أن الصراع ليس بين تنظيم مع دولة عضو في الأمم المتحدة التي يكسبها الحق في الدفاع عن النفس.
الإطار الوطني العام للصراع يعطي الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والاجتماعية الحق في الدفاع عن النفس بكل الأدوات والأشكال الممكنة في إطار القانون الدولي وتحويل وجهة الصراع إلى صراع بين احتلال و شعب مُحتل.
هذا يضع السلطة الفلسطينية في حالة من الضروري تحديد موقفها والانتقال من الجانب الرمادي الى موقف اما مع شعبها أو مع واشنطن التي تذل مؤسساتها عبر الطلب الواضح المطالب بتأمين الشروط الأمنية للاحتلال الإسرائيلي بدلا من أن تكون سلطة وطنية تحمي شعبها ومصالحه الوطنية وتواجه عملية التدمير الممنهج لمقدرات الشعب الفلسطيني البشرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ووقف الإبادة الجماعية.
السؤال الاهم : لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بحكم عضويتها في الجامعة العربية لتقديم طلب رسمي لحث الدول العربية ومجلس الجامع لتبني ودعم رسمي لدعوى دولة جنوب افريقيا امام المحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب