الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عن قاسم في ذكرى اغتياله
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2024 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
وفاءً لتقاليدنا في خلق الآلهة وعبادتها، يستمر غالبيتنا في عبادة الأنبياء، ومن يقدمون أنفسهم ورثة لهم، فيما يعبد آخرون منا جنرالات اقتحموا عالم السياسة مثل ناصر وقاسم والأسد، أوبلطجية سياسة انتحلوا صفة جنرالات مثل صدام حسين. ويحولوهم الى رموز مقدسة، مما يحول دون النظر الى شخصياتنا السياسية الراحلة نظرة موضوعية، والتوصل إلى خلاصات عامة قريبة الى الدقة والابتعاد عن التخندق وما يرسخ عبادة الفرد في أفكارنا وسلوكنا.
وفي هذا المسار اعتاد العراقيون على تحويل الثامن من شباط من كل عام إلى مناسبة لنكئ الجراح، بين مترحم على الزعيم قاسم ولاعن لقتلته. وبين لاعن له ومبرر لجريمة قتله وقتل وتعذيب الآلاف من العراقيين الذين رفضوا الأنقلاب عليه.
التيار الأخير ينكر أي جانب إيجابي في قاسم ولا يرى فيه سوى قاتل للشواف والطبقجلي ورفعت الحاج سري الذين تآمروا عليه وحاولوا الإطاحة به. وينسى انه أفرج عن عديد من المتآمرين ومنهم عبدالسلام عارف وأياد سعيد ثابت وغيرهم كثر.
فيما ينسى المترحمون على قاسم دكتاتوريته ولؤمه الذي حمله على استخدام كل الوسائل للتفرد بالحكم، بما فيها تآمره على أقرب أصدقائه.
لقد نجح قاسم نجاحا كبيرا، ولكن إلى حين، في أمر واحد، وهو استخدام القوى والأحزاب ذات النفوذ ضد بعضها. فسجونه كانت عامرة بناشطين من مختلف التيارات، قومية وإسلامية وشيوعية.
كما شن حربا شرسة ضد الحركة القومية الكردية، حملت البارزاني مصطفى على التواطئ مع انقلابيي شباط.
وفيما حاول الحد من نفوذ القوى القومية، وسعى إلى إحباط مؤامراتها ضده، عمل قاسم في ذات الوقت ضد الشيوعيين واستخدم الألاعيب للحيلولة دون تمكنهم من النشاط القانوني، حتى انه فبرك حزبا شيوعيا صوريا بقيادة داوود الصائغ.
كل ذلك من اجل ان يتفرد في الحكم.
هم قاسم الوحيد كان الاحتفاظ بالسلطة. اضطر الى الاحتماء بالشيوعيين من ضغط ناصر، وأنصاره من الضباط القوميين العراقيين.
سلح "المقاومة الشعبية" لقمع نشاط الحركات القومية التي وقفت الى جانب غريمه "عارف" ومن اصطفوا خلفه من "الضباط الأحرار" وحين إطمأن الى ثبات سلطته، التف على "المقاومة الشعبية" وأرسل قادتها الى السجون، مثل مهدي حميد الذي ساهم في قمع تمردي الشواف وكركوك، لينفذ فيه البعثيون عند وصولهم ألسطة في شباط 1963 حكم الإعدام الذي اصدرته ضده مجالس قاسم العسكرية العرفية.
قاسم ما كان يطيق بروز أية شخصية أو قوة سياسية، تنافس شعبيته، وكان تكتيكه يقوم على أضعاف كل القوى، دون القضاء عليها، لانه كان يحتاجها في ضرب القوى المنافسة الأخرى. من اجل البقاء زعيماً أوحداً للبلاد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تونس: فوز قيس سعيد بولاية رئاسية جديدة حسب استطلاعات لآراء ا
.. بعد تعليقها.. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية في البلاد إث
.. حماس تطلق صواريخ على تل أبيب تزامنا مع إحياء إسرائيل للذكرى
.. عاجل | وزير الخارجية الأردني من بيروت: إسرائيل تتحمل مسؤولية
.. اجتياح إسرائيلي جديد يجبر السكان في شمال غزة على الإخلاء