الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النَّهْضَة ( 4 )

عبد الله خطوري

2024 / 2 / 9
الادب والفن


قال الكالح موجها كلامه لصاحب الوجنتين المنتفختين :

_ تْـــــسِـــــيــــرِي

_ لا

_رَبعينْ ريال

_ لا

_ عشرين ريال

_ لا

_كِــيوي .. حاجة مزيانة ...

_ لا

قالت الفتاة :

_ هاذْ الراجل حتى هو فيه البسالات؟؟

قال الأب :

oui mon chou وِي مُونْ شُو_

قال الكالح:

_شُوفْ تْشُـوفْ .. والله ايما تَندم

قال الأب مهددا وقد ازدادت أوداجه احمرارا وانتفاخا :

_واشْ تمشي .. ولَّا نْعَـيَّطْ للِـي غادي يربيك ..!!..

قال الكالح بنبرة ساخرة مستنكرة :

_يــربيني ؟؟

_.. نعم .. يربيكْ ...

_ شكون هذا نعم آ سي ؟؟؟

_ البوليـــــــــس

قال الأب بنفاذ صبر، و من داخل المذياع قال المُغني :

_ جَاوْ الجدارمية لقاونا خابطينْ ...

بينما عَلَّقَ الكالح وهو يرافق المذياع مصفقا بكلتا يديْه :

_ بوووليييس .. بولي بولي .. بُولْ غيرْ أنتَ .. نعم آسي ...

وبلهجة حادة ساخطة قال الأب :

_ واش تسكَّـتنا ولَّا لا لا ؟؟؟

_ .. بُووولْ غير أنتَ وسَكَّتْنا غير أنتَ ...

_آسيدي بَعَّدْنا عْطِينا التيسَاعْ !!

لكن الكالح استمر في غنائه ورقصه غير مبال .. كان يتحرك كبهلوان .. يضرب برجليه الهواء .. يُقَرِّبُ بينهما تارة يباعد أخرى على إِيقاع : "جاوْ الجدارمية لقاونا خابطين" .. السيارة آلفا رُومِيُو الجاثمة كمومس كانت تضحك في فجور .. الكلب كانيش كان ينبح في وجه الكالح دون يغادرَ حِضنَ الفتاة التي انكمشت مذعورة خائفة .. تقف سيارة (جيبْ) مكتوب عليها (إنجاد السيارات) قرب الرصيف .. يتوجه سائق إنجاد الى الفاجرة رُومِيُو .. يطوقها بسلاسل من حديد .. تزداد انتفاضة صاحب الكرش المنتفخة .. يقصد السائق الذي سولت له نفسه أن يفعل ما فعل بالفاجرة زاعقا في وجهه بأقذع الشتائم :

_ إنها سيارتي يا هاذْ الموسخ ...

يتقدم شرطي مرور .. ينحني للرجل الساخط ويؤنب السائق :

_ألمْ تعرف الحاج ..؟؟.. انه الحاج (...) ..!!.. زَوَّالْ علينا هاذْ شي .. سيرْ بحالكْ دابا ..!!..

يتراجع السائق .. يمتطي (جِيبْ الإنجاد) وينسحب ..

_اسمح لنا يا سي الحاج على سوء التفاهم هذا ..

قال الشرطي ....

_ ما وقع بأس ...

قال الحاج بطيب خاطر ...

في الخارج .. كانوا يضحكون .. " ألفا رُومِيو " تخرج لسانها عابثة .. البرصاء أمامي تقرفني .. تتحداني .. يا داعرة ..!!.. سأودي بكِ .. وبجرعة واحدة كانت في جوفي .. تنساب متعرجة هنا .. ملتوية هناك .. لقد أوديتُ بها .. وااا فرحتـاه ..!!.. الحاج مع شرطي المرور يتهامسان .. غصة في معدتي .. ألم حاد يصعد إلى فوق، لكنه لا يخرج .. الكلبة كانيش تلطع وجه الفتاة .. الفتاة تقبلها بوُد .. إنهما مسروران فرحان .. وعلى الرصيف تربض داعرة مغناج .. الكالح مايزال يغني يرقص منتشيا هاذيا .. يتقدم الشرطي .. يمسك بالكالح .. الحاج يصفعه على خديْه معنفا .. الفتاة تضحك ...

_ oui papa ... bravo papa ...!!!...

الكلب في حضنها يهر ينبح .. الشرطي يضع المينوط في يدي الكالح .. يمسكه من مؤخرة بنطاله الحائل لونه ويدفعه أمامه معنفا صارخا :

_ زيــدْ قدامي يا وَلْد الحرامْ ..!!..

تطفـو المعدة فوق .. إلى الأعلى .. إلى الحلق .. إلى الفم .. أنهَضُ .. الفاجرة آلفا رومِيو تُخْرِجُ لسانها متشفية .. أسرع الى المرحاض .. الى الحَنَكِ وصلت حموضة الطوفان .. أمشاج تتراقص صاخبة تُغَرْغِرُ تقرقرُ عبر المريئ والقصبة الهوائية .. مظلمة مسالكها .. وعرة مدارجها .. أبصق المَرَارَةَ في ثقب البالوعة .. يخرج الداخل الى الخارج .. يخرج الكل الى الفراغ .. العدم ينطلق من الأحشاء ليعانق في عبث عدما آخر .. من الباب الخلفي، خرجتُ تاركا كل شيء ورائي .. ومن حين لآخر ألتفتُ، فلا يظهر لي أي شيء، ماعدا آسم تلك المقهى وهو يلمع بحروف حمراء عريضة : النهضـــــة ...

تمت

☆إضاءات :
_ تْــــسِـــيــــرِي: أتمسح حذاءك ؟؟
_كيوي : أحد دهانات الأحذية
_ بْحَالَكْ : مثلك.
_ غادي تخسر ليه la coiffure ديالو: ستفسد حلاقته.
_oui mon chou : نعم عزيزتي
_ واشْ تمشي .. ولا نْــعَــيَّطْ للِّــي غادي يربيك : أتنصرف أم أنادي مَنْ يربيك.
_ جَاوْ الجدارمية لقاونا خابطين : كلمات أغنية من أغاني "الراي" رذيئة.
_oui papa ... bravo papa ..!!!..
نعم بابا عظيم بابا ..
_زَوَّالْ علينا هاذْ شي .. سيرْ بحالكْ دابا : أزحْ عنا هذا الشيء .. اذهب لحالك الآن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح