الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكال القهر والحكم في النظام السياسي العربي

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


" طيلة اشتغالي على هذه المادة الثقافية السياسية ، كان البوليس السياسي يطفئ صفحة Word " .
كقاعدة عامة ، تعتبر الأنظمة السياسية العربية ، ومن دون استثناء ، أنظمة لا علاقة تربطها ،لا من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية . ولعل تقارير المنظمات الدولية سواء تلك التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الانسان المستقلة ، او التقارير التي تصدرها المؤسسات الحكومية ، كتقرير وزارة الخارجية الامريكية ، وتقرير البرلمان الأوروبي ... غنية عن تعريف أنواع واشكال التسلط ، والقهر الذي يمارسه الحاكم العربي ضد الشعب المُكتوي بنيران التسلط والقمع ، ورمي المناضلين والمثقفين والكتاب وفاضحي الفساد بمحاضر بوليسية مزورة ، لرمي الناس في السجون لسنوات ، يذبل فيها العمر ، ويشيب الرأس ، وتخر القوة ، لا لشيء ، فقط لان الحاكم العربي ، الذي سرق الحكم يريد الاستفراد بالثروة والجاه والمال المكدس بطرق خبيثة في الابناك الأوروبية ، وبالملادات الآمنة .. لذا سنجد ان الحاكم العربي ، يكره الشعب حدّ التمالة ( تمل ) ، خاصة عندما يفلت من العقاب عن الجرائم المقترفة في حق الشغب .
وبالرجوع الى اشكال الحكم التي يعتمدها الحاكم العربي ، سنجها تتوسع بين الدكتاتورية ، وبين الاستبداد وبين الطغيان .. فحين يتم رمي الناس ظلما في سجون الحاكم العربي ، سجون سرية وسجون رسمية ، كسجن تزمامارت ، وسجون سرية أخرى ، كان يشرف الحاكم نفسه على استنطاق الضحايا فيها ، تبدو في الحال سيطرة مرض السوسيو-باتية ، ومرض البسيكوباطية ، التي اصابت الحاكم العربي المريض مرض " نيرون " الذي احرق روما .. وطبعا تكون نهاية الحاكم العربي تراجيدية كنهاية " نيرون " ، ونهاية صدام حسين ، ومعمر القدافي ، وحسني مبارك ، وحاكم اليمن صالح ، وحاكم تونس بنعلي ، والحسن الثاني الذي مات ب L’emphysème .. أي ان الله يمهل ولا يهمل ..
لذا سنجد اشكال الحكم التي مارسها ويمارسها الحاكم العربي ، وان كانت تختلف بالتسمية ، فهي كانت مسترسلة ، وتكمل بعضها البعض ، لنصل الى معرفة اصل حكم الحاكم العربي المريض ، الذي لا تعيرهم الدول الديمقراطية أهمية وكأنه غير موجود ، لان اصل السلطة التي يمارسها مرفوضة ولا تقبل بها الأنظمة الديمقراطية حكاما وشعوبا . اذن الحاكم العربي هو حاكم دكتاتوري ، حاكم مستبد ، وحاكم طاغية .
1 ) الدكتاتور : شعار الدكتاتور : أنا الدولة / الدولة أنا .
الدكتاتور ، هو الحاكم الذي يجمع بين يديه كل السلط ، فهو المشرع ( البرلمان ) ، وهو المنفذ ( الحكومة والوزارة ) ، وهو القاضي الاول والأخير ( القضاء ) .الذي وحده مؤهل لحكم الرعايا ، من اجل تربيتهم ، او إعادة تربيتهم . فالقضات قضاته ، والاحكام تصدر باسمه ، وتنفذ باسمه ، والاعوان الذين ينفذونها هم اعوانه ، والسجون هي سجونه ..اي يتصرف مزاجيا كحالة خاليد عليوة ، والبيدوفيل " گلفان " الذي اطلق سراحه بعد ان كان محكوما بثلاثين سنة .. وتهريب احد الكويتيين من السجن بتهمة الاغتصاب .. الخ .
الدكتاتور هو أعلى من البرلمان ، لأنه هو الدولة ، وهو الشعب الذي ينتخب موظفي ( برلماني ) الدكتاتور .
هو أعلى من الحكومة ، لأنه هو من يملك سلطة القهر والبطش ، وما يسمى بالوزراء ، هم مجرد موظفين سامين بإدارته ، شأن البرلمانيين الذين هم برلمانيه ..
اذن الدكتاتور هو أعلى من القضاء ، لأنه هو من يعين القضاة من مختلف الدرجات ، وهو رئيسهم الذي يتولى تعيينهم كما يتولى عزلهم ..
الدكتاتور يأتي الى الحكم بانقلاب عسكري ، بعد ان ينقلب على من انقبلوا معه ، او قد يأتي عن طريق ثورة طبقية ، بعد ان ينقلب على الثوار الذين ثاروا معه ، وقد يأتي للحكم صدفة او مصادفة ، او بضربة حظ ، كملك المغرب محمد السادس ، الذي سلم المغرب الى اصدقاءه الذين ينعمون اليوم بثروات لا تحصى ولا تقدر ..
2 ) الاستبداد : عندما يتحكم الدكتاتور في الدولة ، ويتمكن من ذلك ، ينتقل الى المرحلة الثانية من السطوة والتسلط ، التي هي الاستبداد بالمجتمع ، ومن ثم تحنيطه طبقا لنواميس وطقوس رجعية بالية ( دار المخزن ) ، يصبح فيها الناس عبيدا لا مواطنين .
الاستبداد كنظام هو اخطر من الدكتاتورية ، لأنه يفعل فعلته اللعينة في نفسية الدكتاتور المستبد المريض ، فيجعله يتصرف بدون ضوابط ، ولا ميكانيزمات ، أي يحكم البلد مزاجيا ، وخطورته انه ينتقل به الى المرحلة الخطيرة التي هي حالة " بسيكوباطية " ، " وسوسيو باتية " ، أي مرضية التي هي الطغيان .
3 ) الطاغية : عندما ينجح الدكتاتور المستبد ، في تحنيط المجتمع الذي غالبيته مجرد رعايا ، وليس فقط السيطرة على الدولة . وفي غياب وانعدام المعارضة الشريفة التي تصبح بفعل الخوف من الطاغية ، جزءا من فسيفساء نظام الدكتاتورية والاستبداد ، يتحول الدكتاتور المستبد الى طاغية ، وهي قمة المرض السسيوباتي ، والبسيكوباطي ، الذي يعاني منه الطغاة .
الطاغي ، Le despote ، وفي أعلى وأوج درجات انفعاله ، يفقد البصيرة ، ويختلط عليه الوضع ، ولا يميز بين الخير و الشر ، الظلم والعدل ، القانون والاجرام ، بل وما علمنا التاريخ ومختلف تجارب الطغاة ، ان الطغيان يصبح ماكينة منتجة للأجرام ، والشر ، والظلم بأشكال متعددة ومتنوعة .
في بلاد الطغيان ، يعشق الطاغية الطاووسية لانه خاوي الوفاض ، ويكره الفن ، والمثقفين ، واهل الفكر وبُعد النظر ، لأنه وبحكم الطغيان والامراض المختلفة ، يكون للطاغي فنه الخاص به ، وثقافته الخاصة به ، التي لا علاقة لها بالثقافة ولا بالفنون الإنسانية الرفيعة ، وله طقوسه الخاصة وجذبته ، وقد تصل به الجذبة والفراغ ، الى هجر البلد والعش ، والتسكع ليلا ثملا / سكرانا في عواصم الانوار ، مع شرذمة متخصصة في الاجرام .
والطاغية يتميز بخصال خاصة ، يسببها له مرض السكيزوفرانية . فتراه يكذب و ينافق نفسه حين يحاول الظهور بحبه للشعب ، لكن الحقيقة المجردة ، أنه يكره الشعب حد الثمالة . ألم يحرق " نيْرون " روما فوق رأس شعبها ، وهو يتمايل سكرانا ، ومزهواً " بابسيكوباطيته " و" سوسيوباتيته " اللعينة .
محيط الطاغي معروف ، والطيور على اشكالها تقع .
التاريخ علمنا أن نهاية الطغاة تكون تراجيديا جد مؤلمة .
نسأل الله حسن الخاتمة والسلامة .
سؤال للمهتمين : من هو الحاكم العربي الذي تجتمع فيه كل هذه الصفات الحسنة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة