الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 2 / 9
القضية الفلسطينية


ننطلق في هذه المقاربة لوقائع الحرب على قطاع غزة من التسليم بأننا حيال مشروع استعماري استيطاني صهيوني مموّه علينا بالحضارة اليهودية ـ المسيحية ، في حين انه ليس مشروعا يهوديا و ليس مسيحيا ،و لكن هذه مسألة خارج نطاق البحث هنا ، فما نود قوله هو أن الصهيونية التي تشن الحرب على الفلسطينيين منذ نهاية القرن التاسع عشر ، هي محاكاة للصليبية التي تذرعت في القرن الثاني عشر بالمسيحية . تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى ان بريطانيا تبنت الحركة الصهيونية منذ ولادتها ، و لولا ذلك لما قامت دولة إسرائيل ، و أن العباء ة الاستعمارية التي لبستها كانت الديانة اليهودية . لا يخفى أيضا أن الدول الأوروبية الغربية ، بريطانيا ، فرنسا و المانيا ، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية كانت حاضرة في جبهات القتال في جميع حروب إسرائيل ضد الفلسطينيين ، في المقابل لم تكن شبه الدولة العربية جميعها ، مؤهلة و قادرة على التصدي للمشروع الصهيوني . يحسن التذكير بأن حرب قناة السويس سنة 1956 وقعت بمشاركة فرنسا و بريطانيا ، و أن سلاح فرنسا و ألمانيا كان أداة الحرب في حزيران 1967 بالإضافة طبعا للضغوطات الأميركية السياسية و الاقتصادية ، و لم يختلف الأمر في حرب 1973 .
مجمل القول أن الفرق أساسي بين اليهودية و الصهيونية . فما يجري في فلسطين و محيطها ، بل في كامل البلدان العربية هو من انتاج الصهيونية و ليس اليهود ، و الدليل على ذلك يتجسد فيما يبدو في ظاهر الأمر ، مصالحة بين التيارات السياسية اليمينية ، التي أولدت تاريخيا ، الفاشية و العنصرية و غلاة المستعمرين الاستيطانيين من جهة و بين الحركات الصهيونية ، على اختلاف المعتقدات الدينية التي يتظلل بها أعضاؤها من جهة ثانية . بكلام أكثر وضوحا و صراحة إن وكلاء المشروع الصهيوني يتواجدون في العلن أو في السر و فاعلون توازيا مع تنامي النفوذ الأميركي بوجه خاص و الغربي الأطلسي عموما .
ينبني عليه ان الفلسطينيين و من معهم من الشعوب ، العربية و غير العربية ، يتعرضون للتصفية او للتطهير ، على يد الصهيونية بماهي حركة استعمارية استيطانية ، تتغطى بما يسمى الحضارة الغربية أو الحضارة اليهودية المسيحية ، و هي في جوهرها حركة عنصرية قائمة على الادعاء بفوقية الرجل الأبيض و حقه في السيادة على البشر على أساس زعم بانه مفضل على غير و أن وتطوره بلغ درجة الكمال الإنساني .
يوصلنا مسار هذه المداورة في الواقع إلى استنتاجات عبثية تكاد أن تكون محبطة حيال هذا الكم من الدماء المسفوكة و هذا الدمار الهائل ، نتيجة معاودة حرب بين الفينة و الفينة لا نميز فيها أعداءنا بوضوح ، و أسباب عداوتهم لنا و غاياتهم الحقيقية ، و لا شك في أن فشلنا في إحباط مشروعهم ، عائد في جزء منه إلى جهلنا بهم و إلى عجزنا عن فهم أسباب هزائمنا و استخلاص الدروس منها .
من البديهي أن المقصود هنا ، هو أن الحروب التي نتعرض لها بين و الفينة ، متشابهة أو متكاملة ، فهي لا تعدو مراحل و خطوات تنفيذية في أطار مشروع واحد . هذا من ناحية اما من ناحية أخرى فإن العدو الحقيقي الفعلي ،وراء هذه الحروب هي دول استعمارية تمسك بزمام السلطة فيها الرأسمالية الجديدة ، متمثلة بالرأسمالية الليبرالية الأميركية ،الجشعة إلى حد إبادة و افتراس كل من يعترض طريقها ، و ليس باليهود كما يزعم بعض الجهلاء ، و لكن الديانة اليهودية تستخدم بعد الحرب العالمية الثانية ، لأسباب معروفة قناعا مثلما استخدمت المسيحية في الحملات الصليبية . نكتفي بهذا الكلام لان المجال لا يتسع هنا للدخول في تفاصيل مفهوم " الحضارة اليهودية ـ المسيحية " .
يبقى أن نقول في الختام ، أن الشعوب العربية التي تقدم دوريا ألاف القتلى و تهجر من أوطانها او تضطر للعودة الى الخيم ، و يمنع عنها الغذاء و الماء ، تعرف بسهولة إذا ساءلت التجربة ، أنه لا يحق لها أن تدافع عن نفسها ، و أن الحكام في بلدانها يولون مصالحهم الخاصة أهمية أكبر على حساب مصالحها و مستقبلها . و لكن الغريب في الأمر أن أعداءها يتدخلون يطرق مباشرة أو غير مباشرة دفاعا عن حكامها المهزومين أو من أجل استبدال حاكم بآخر اكثر ليونة .(يتبع )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة