الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب التشخيص سبب الموت في العراق

عدنان جواد

2024 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ابرز تعريف للتشخيص بعيداً عن اللغة والبلاغة والاصطلاح: هو تحديد السبب الجذري للمشكلة، وفي مجال المرض تعيين طبيعته استناداً الى اعراضه، وبالرغم من ان المصادر التاريخية في العراق ومصر قد ذكرت تشخيص الاعباء والمرض قبل الاف السنين على ورق البردي في مصر وعلى الرقم الطينية في وادي الرافدين، لكن مع الاسف اليوم نحن في وضع بعيد عن التشخيص في جميع المجالات، فالتشخيص مفيد في تحديد العلاج المناسب، وان اغلب مرضانا يغادرون العراق للهند وايران ولبنان من اجل التشخيص والعلاج، وسمعنا الكثير من القصص، من اشخاص كانوا على شفا الموت نتيجة التشخيص الخطأ وصرف العلاج الخطأ، بل البعض منهم تم اخبارهم بإجراء عمليات كبرى واستئصال اجزاء من اجسامهم في المستشفيات الحكومية وحتى الاهلية في العراق، ولكن عندما ذهبوا الى الهند تم علاجهم بأقراص (حبوب) دوائية بسيطة!، وذكر بعض المرافقين للمرضى في الذهاب الى الهند ان هناك ثلاث رحلات في الاسبوع تغادر الى الهند محملة بالمرضى العراقيين لمراجعة المستشفيات والاطباء الهنود ، والسبب الرئيسي عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة في الجانب الصحي للمواطن، وعدم حفاظها على الاطباء المهرة واصحاب الاختصاص بتوفير الحماية والدعم المناسب لهم، فكثير من الاحيان يتم اغتيال الاطباء من قبل مجموعات مسلحة مجهولة، ومراقبة العلاج الداخل الى العراق وصرف العلاج للمرضى العاجزين عن شرائه من الاسواق السوداء ، مثل ما فعلت الحكومة الحالية في مجال الغذاء، ومعاقبة بعض المتهورين من المواطنين الذين يعتدون على الاطباء في مكان عملهم.
ولكن في المقابل على الاطباء واجب مضاعف، فمهنتهم فيها الجانب الانساني اكثر من الجانب المادي، والتشخيص المشكلة التي ليس لها حل مع الاسف، وهذا ما حدث معي بالفعل ، فقبل اسبوع راجعنا طبيب اختصاص مجاري بولية وكليات كون والدتي تعاني من ضعف في احد كلياتها، لكن صار لديها ضيق نفس، فاخبرنا الطبيب بذلك فرد بانه مجرد التهابات في المجاري التنفسية وانها سوف تتشافى بعد العلاج الذي وصفه، ولكن الحالة زادت سوءاً ، ونتيجة لنصيحة بعض الضالعين في الطب لابد من مراجعة طبيب قلب، فتم التوجه لطبيب القلب وطبعاً بعد اخذ الايكو والتخطيط والتحاليل والعلاج ، ولكن بقت الحالة على حالها بل تدهورت الامور، فاتجهنا الى طبيب قلب مشهور وايضاً تم اعادة التحاليل وكل مستلزمات التشخيص فتبين ان القلب سليم ولابد من التوجه الى الجهاز التنفسي والرئتان بالذات فربما تكون كورونا، فحزمنا امرنا الى طبيب الجهاز التنفسي وبعد التي والتيا حصلنا على دور في المراجعة، وعندما راها دكتور الصدرية نهرنا بصوت عالي اين كنتم كل هذه المدة، فسردنا له القصة، فلم يرمي اللوم على اصحاب المهنة والسلك كما يقولون، بل قال هذا تقصيركم!، فامر (بمفراس )سريع وتحاليل معقدة وطبعا بمبالغ كبيرة، فتبين ان رئتيها قد ملئت بالماء وان الاوكسجين صار يلامس الخمسينات، وهي لم تغادر قنينة الاوكسجين وبين الحياة والموت فيا ترى من كان السبب، ومتى يكون عندنا تشخيص للمرض بدل حقل التجارب على المرضى، الذين قد يفقدون ارواحهم خلال تلك التجارب، نتساءل عن حال الذين لا يملكون ثمن مراجعة الطبيب؟! ما هو مصيرهم غير توفير مبلغ دفن موتاهم، وهل يقبل اصحاب السلطة والقرار في الدولة ان يمر بعوائلهم وأعزائهم ما يمر به المواطن البسيط ؟!!، ام انهم يرسلونهم للدول الصديقة وبواسطة الطائرات الخاصة من اجل العلاج، فعلى رئيس الحكومة الحالية الاهتمام بالجانب الصحي ووسائل التشخيص بالذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان