الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل العلاقة الدبلماسية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية في ضل تواصل التصعيد

مثنى إبراهيم الطالقاني

2024 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية تراجعاً ملحوظاً في ظل استمرار التصعيد والتوتر، مما يجعل الوضع الحالي يعد من بين أخطر الأزمات التي مرت بها البلدين منذ عام 2003. تتجلى هذه الأزمة في جوانب أمنية واقتصادية، وهو ما يتطلب إدارة مناسبة للأزمة بموجب مبادئ السلوك السياسي.
فمن الجانب العراقي شعر معظم ساسة العراق الجدد بالثقة بأميركا كونها أطاحت بالنظام السابق،كما شعروا بالمصلحة في أدامة علاقة ممتازة معها ما دامت القوة العظمى التي لم يستطع أحداً الوقوف بوجهها حينما أرادت أسقاط نظام صدام. قابل ذلك شعور أمريكي مماثل بالثقة في شخوص النظام الذين أختارتهم لأدارة العراق الجديد،كما كانت تعلم أن لديها مصلحة أستراتيجية في أدامة علاقة مميزة بالنظام العراقي. لكن ونتيجة ظروف كثيرة على المستوى الاقليمي والدولي ابان الاحتلال الامريكي، بدأت الثقة،وهي الأساس كما ذكرت لأي علاقة ،بالأهتزاز بين الطرفين حتى وصلوا لأتفاق الأنسحاب الأميركي من العراق. مع ذلك فقد ظل عدد كبير من ساسة العراق يدركون أن لديهم مصلحة مهمة في أدامة علاقة جيدة مع أمريكا. على الجانب الآخر فعلى الرغم من تباين تقييمات الأدارات الأمريكية المختلفة للثقة بالنظام العراقي وحكوماته المتباينة، الا أن كل الأستراتيجيين الأميركيين،ومعهم معظم ساسة أمريكا كانوا يدركون،ولأسباب كثيرة، ليس محل تفصيلها هنا،أهمية العراق لهم والخسارة الأستراتيجية الكبرى لفقدان نفوذهم عليه. أن كل ما يحصل من توترات وتداعيات أمنية وأقتصادية بين الطرفين الآن هو حصاد لأهتزاز "الثقة" وبقاء "المصلحة" لأستمرار العلاقة.
السلوك السياسي، كالسلوك الإنساني، يعتمد على مبادئ الثقة والمصلحة. فالثقة تشكل الأساس لأي علاقة، وفي حال فقدها، يمكن أن يسود الشك والتوتر، مما يؤثر على المصالح المشتركة. ورغم الثقة المتبادلة بين العراق والولايات المتحدة في فترات سابقة، إلا أن التباينات السياسية والاقتصادية والأمنية أدت إلى تدهور العلاقة.

من الناحية الاقتصادية، فإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البنوك والمؤسسات العراقية أثرت سلباً على الاقتصاد العراقي، مما دفع بالبعض إلى السؤال عن مدى توجيه هذه العقوبات بشكل عادل ومنصف. وعلى الرغم من وجود مصالح أميركية في استمرار العلاقة الجيدة مع العراق، إلا أن انعدام الثقة يعتبر عائقاً رئيسياً.

أما من الناحية الأمنية، فإن التصاعد الحالي يعكس تدهور الثقة بين البلدين، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. ورغم أهمية العراق للولايات المتحدة، فإن عدم الاعتماد على الثقة يؤدي إلى تباين في السياسات والاستراتيجيات المتبعة.

لذا، يجب على الطرفين السعي إلى استعادة الثقة وتعزيز المصالح المشتركة، مع مراعاة توجيه العقوبات والإجراءات بشكل عادل ومتوازن. ومن الضروري أن تقوم الحكومة العراقية بتحديد المجالات التي تخدم مصالحها مع الولايات المتحدة، والعمل على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والتفاهمات الدولية.

في النهاية، يتعين على العراق والولايات المتحدة تبني استراتيجيات دبلوماسية واقتصادية وأمنية متوازنة، تهدف إلى استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الثنائية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود والتعاون المشترك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا