الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كريم خان- المدعي الذي خان !

الجندي وضاح

2024 / 2 / 10
القضية الفلسطينية


أثارت الازدواجية و الانحياز الواضح في تعامل "كريم خان" المدعي العام الثالث للمحكمة الجنائية الدولية - مع ما يجري في غزة- سخطا شعبيا و مهنيا، لم يسبق له مثيل.
و وصل الأمر إلى رفع قضية ضد "خان" من قبل منظمات حقوقية و شخصيات مدنية تونسية امام المحاكم التونسية
بتهمة «التواطؤ في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة»، و قد ايدتهم في ذلك منظمات جزائرية.
وذكر تقرير نشرته إذاعة "موزاييك"، أن هذه المبادرة تأتي في إطار مكافحة "رفض مدعي عامّ المحكمة الجنائية الدولية التصدي بالصلاحيات التي يمتلكها لجريمة الإبادة الجماعية الواقعة مجرياتها أمام أنظاره".
و اعتبر الحقوقيون ان الأدلة التي جرى توثيقها و تقديمها من قبل منظمات و دول في ملفات عرضت على المدعي، توثق الدمار الواسع و القتل المستمر للمدنيين و الصحفيين و الإعلان الواضح لقادة اسرائيل و جيشها عن النوايا في القضاء على غزة، وشن حرب يمكن توصيفها قانونيا بالابادة، و ان امتناع المدعي "خان" عن اتخاذ أي اجراءات تعتبر تواطئا من جانبه في هذه الابادة.
و كانت قد ارتفعت اصوات من قبل محامين و منظمات حقوقية تستغرب البطء في عمل المدعي "كريم خان" في ملف غزة، فهو لم يقم بالإجراءات التي تعتبر ضمن واجبه و صلاحياته، فلم يستدعي أحدا او يصدر مذكرة اعتقال بشأن الانتهاكات الدموية في الأراضي الفلسطينية، كما كان يفعل سابقا في القضايا التي عمل فيها في افريقيا و اخيرا في أوكرانيا حيث بدا نشاطه مفرطا.
و قد طاف الكيل بعد الزيارة المشؤومة التي قام بها المدعي إلى إسرائيل بدعوة من أهالي المستوطنين المخطوفين، و انتظر العالم أن يزور المدعي المناطق الفلسطينية المنكوبة و يلتقي ممثلين عن مئة الف ضحية فلسطينية في الضفة و غزة.
و لكن "خان" اتى إلى تل ابيب و التقى أهالي المخطوفين و اطلق تصريحات لا يمكن أن يقوم بها حقوقي توصف و تجرم حماس بدون التطرق إلى المجزرة الدائرة في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي و بدون أن يزور غزة ليطلع على ما يجري، و ردا على التساؤلات قال إن الجيش الإسرائيلي لم يسمح له بزيارة غزة، ليظهر تساؤل اخر و لماذا لم يلتق بأهلي الضحايا الفلسطينيين في الضفة الغربية؟!!
و ردا على الازدواجية و الانحياز الواضح رفضت المنظمات الحقوقية الفلسطينية لقاء المدعي، معتبرة أن "خان" خان العدالة و الضمير و القسم الذي اداه.
لقد كانت الزيارة مذلة ليس لشخص المدعي فقط بل للمحكمة الجنائية الدولية، لان إسرائيل ليست عضو فيها و كانت قد تطاولت مرارا و تهجمت على المحكمة و خاصة بعد انضمام فلسطين إلى نظام روما عام 2014.
و لا شك ان الاستغراب يأتي على خلفية مقارنة عمل المحكمة و المدعي "خان" و خاصة في القضية الأوكرانية، فهذا الارنب الاليف أمام الإسرائيليين هو نفسه من قام و بسرعة غريبة و بأدلة ضعيفة باسناد التهم إلى أكبر الشخصيات الروسية، و قدم طلبات إلى الدائرة التمهيدية بالمحكمة لاعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
و اتهم (مارينيلو) عضو الفريق القانوني الذي يمثل ضحايا غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية، المدعي العام للمحكمة كريم خان، ب"تطبيق معايير مزدوجة" عندما يتعلق الأمر بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل.
و قد نشر موقع "Opinio Juris"، مقالة لمارينيلو الذي يعمل استاذا للقانون بجامعة "ليفربول جون موريس"،
قال فيها ان هناك "تناقضً حادً" بين نهج خان و عمل المحكمة، في التحقيقات المتعلقة بفلسطين وأوكرانيا.
فاولا . نستغرب من الصمت الطويل للمدعي العام بشأن القضية الفلسطينية، مقارنة بتحركه السريع بقضية أوكرانيا
ثانيا. لم يقم أي مدع عام للمحكمة الجنائية الدولية بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما زار غلاف غزة لتوثيق هجوم حماس، و مقارنة بما فعل في أوكرانيا فنحن نذكر أنه في الشهر الثالث من بدء الحرب أرسل إلى أوكرانيا 42 محققًا وخبيرًا بحماية دولية لتوثيق انتهاكات روسية، و زار بنفسه أوكرانيا عدة مرات، و أكثر من عقد المؤتمرات و و الظهور على الشاشات.، اما اليوم فأنه و بخجل ابدى قلقا مما يحدث في غزة بعد اربعة اشهر من القصف و التدمير و بعدما تجاوز عدد الضحايا و المصابين 100 الفا.
ثالثا. خان استجاب سريعا لطلبات لقاء الإسرائيليين المتضررين من هجمات حماس، ومحاميهم، والتقى بهم أكثر من مرة، لكنه رفض طلبات الفلسطينيين المتضررين و لقاء ممثلين عن غزة او الضفة او حتى من النازحين في مصر.
رابعا. لم تصدر المحكمة أي من الإجراءات الوقائية او حتى طلبا بإيقاف إطلاق النار لكننا نذكر ان خان، نشر أول سلسلة من الإجراءات الوقائيةذات التأثير الرادع ضد روسيا بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا،
خامسا. أن تحقيقات خان، بشأن فلسطين فُتحت ضد جهات غير حكومية، أي أنها "لم توجه الى إسرائيل بشكل مباشر بينما سرعان ما وجهت التهم في القضية الأوكرانية إلى شخصيات رسمية و جهات حكومية، وصولا إلى شخص الرئيس الروسي.
طبعا لا يمكن لأي عاقل أن يقارن المواجهات الروسية الأوكرانية بحرب الابادة تجاه غزة، حتى داعمي إسرائيل الأمريكيين، فقد قال السناتور "فان هولين" خلال مناقشة بشأن الدعم العسكري الإضافي لإسرائيل، بحضور وزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستين، "ان عدد الضحايا من الاطفال في غزة في اول ثلاثة اسابيع يفوق عدد الضحايا الاطفال في أوكرانيا بستة مرات".
و قدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأن هجمات إسرائيل على قطاع غزة تقتل طفلا فلسطينيا بمعدل كل 7 دقائق.
و في اخر توثيق في شباط الجاري استشهد 12500 طفل من ضمن 27947 شهيد فلسطيني.
و هذا ضمن أوامر صريحة معلنة و موثقة لنتنياهو و قيادة الجيش، قدمت كأدلة موثقة للمحكمة و مدعيها الخائن الذي لم يتمكن من خلالها من اتخاذ أي اجراءات رادع، بينما في الحالة الاوكرانية و اثر نشر صور ل 36 شخصاً قيل انهم ضحايا «مَجزرة» مدينة اوتشا الأوكرانية, هرع "خان" إلى المدينة الأوكرانية طمعا بتوثيق اتهام جديد للروس.
و الاطرف و الافظع في الأمر، أن الاتهام الاشهر الذي نسجه خان ضد بوتين، و دفعوه ككرة من الثلج كبرت و تحولت إلى أمر اعتقال الرئيس الروسي، كان في اساسه يستند على التعدي على حقوق الأطفال الاوكران !!!
فمع أن الجانب الأوكراني قدم الكثير من الصور و الفيديوهات و الشهادات ضد الروس لم يمكن الأخذ بمعظمها من قبل المحكمة بسبب تناقض العديد من الشهادات وضعف الأدلة المباشرة و تعرض الصور و مقاطع الفيديو للتلاعب، فاقتصر أمر الاعتقال على تهمة رئيسية هي "المسؤولية الجنائية عن ترحيل ونقل الاطفال الأوكرانيين بشكل غير قانوني، من أوكرانيا إلى روسيا"، وتمثلت أركانها في اختطاف أطفال من دور الأيتام الأوكرانية ونقلهم إلى روسيا تمهيدًا لتبنيهم، وإصدار مراسيم رئاسية لتسريع إجراءات منحهم الجنسية الروسية وتوزيعهم على عائلات روسية، و بالرغم من ضعف الأدلة و فقدان الأسس القانونية للنضي فيها فقد اعتبر "خان" أنّ هذه القضية التي تبدو على هامش الحرب ثانوية، ممكن ان تصبح مدخلًا مناسبًا وسريعًا للنيل من بوتين والسلطات الروسية، على الأقل إعلاميا. و على أمل توريط بوتين وقيادات جيشه سريعًا في قضايا تقيد حرية تحرّكهم دوليًا وتؤدي لفرض عقوبات عليهم حول العالم".
بالمقابل يقدم نتنياهو و الإعلام الإسرائيلي كل الأدلة القولية والصورية والعملية على مرأى ومسمع من العالم كله، وتبدو في أوج فخرها بجرائم الحرب التي ترتكبها، وقادتها يتحدثون عن صور مختلفة من الإبادة الجماعية والانتقام العام من الفلسطينيين، ويبثّون مقاطع فيديو وصورًا عبر حساباتهم الشخصية تتفاخر بتدمير المرافق والمؤسسات والمباني الدينية والصحية والسكنية وبالقتل والاعتقال على الهوية في غزّة والضفة الغربية، وصولًا إلى صور اعتقال المدنيين وتعريتهم وإهانتهم ونشرها على نطاق واسع وتوثيق المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان الطبيعة المدنية لهؤلاء الضحايا.
وبالمناسبة مع صور معتقلي وضحايا "الهولوكوست" العراة في معسكرات الاحتجاز الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، يوجد فرق جوهري هو أنّ النازي لم يتفاخر بمثل تلك المشاهد ولم يبثها بنفسه على الملأ كما يفعل الصهيوني اليوم، وهذا الفارق تحديدًا يُمثّل السند القانوني الرئيس الذي كان يتوجب على "خان" بناء العديد من القضايا عليه، لكنه لم يفعل، ولا يبدو متحمّسًا لذلك.،
لهذا كان لا بد لهذا الدور المشين للمحكمة و للمدعي خان من أن يفتح عليهم الملفات و ينبش في تاريخهم فنشرت الوثائق و المقالات التي تكشف عن أصل المدعي البريطاني، و أنه ينحدر من الطائفة القاديانية(الاحمدية) التي تأسست في الهند تحت الاستعمار البريطاني و ادعى مؤسسها الألوهية و طالب اتباعه بموالاة البريطانيين، و لا تعتبر هذه الطائف اسلامية من قبل معظم المرجعيات الاسلامية، بل نشر البعض أن كريم تدخل لرفع تهمة التحرش بالأطفال الموجه لاخيه عمران.
اما كيف تحولت المحكمة من قاضي إلى شريك في الجريمة فالأمر جرى التخطيط له مسبقا، فقد قامت المدعية العامة السابقة في المحكمة "فاتو بنسودا" من خلال عملها المستقل غير المذعن بدور كبير في تحريك قضايا ضد دول كبرى و ضد الإسرائيليين عامي 2019 و 2021 .
و وصل الأمر أن قامت الولايات المتحدة – المنسحبة من نظام روما كإسرائيل - بأتخاذ إجراءات عقابية ضد بنسودا بلغت حدّ منعها من دخول أراضيها، لأنها تجرأت على فتح تحقيق يخصّ أفغانستان، وهو ما يُعدّ نوعًا من التدخل و الضغط الكبير على المحكمة.
لهذا كان لا بد من تغيير سياسة المحكمة المستقلة بوضع الشخص الدمية في المكان المناسب، و هكذا بعد نهاية ولاية بنسودا، جرى الاقتراع بشكل سري لاول مرة بمخالفة للاعراف المعتادة، ليتمكن البريطاني "كريم خان" من الفوز و ليبدأ بتغيير سياسة المحكمة بالتركيز على جرائم الحرب في ليبيا خلال الحرب الأهلية وفي دارفور وكوت ديفوار ومالي وبوروندي وفنزويلا، وبالطبع البحث عن أدلة أكثر على جرائم روسية في أوكرانيا، و عدم التصادم مع الدول الغربية الممول الأساسي للمحكمة و للأسف المنحازة تاريخيا ضد القضية الفلسطينية كما هي منحازة ضد روسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا