الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الدواجنية !!

حسن مدبولى

2024 / 2 / 11
الادارة و الاقتصاد


عقب نجاح الثورة الاسلامية فى الإطاحة بالامبراطور محمد رضا بهلوى عميل الغرب فى فبراير عام 1979، فوجئت الحكومة الثورية الإيرانية بأن هناك ندرة وإختفاء للمعروض من لحوم الدواجن بالأسواق المحلية،والوضع نفسه إجتاح المواد والسلع الضرورية الأخرى كاللحوم والاسماك والمخبوزات،وأن الناس تكاد لاتجد مايسد الرمق ،وعلى الفور سارعت الحكومة الثورية الوطنية المستقلة بدراسة الأمر للبحث عن أسباب إختفاء المواد الغذائية من الأسواق ،
وبعد وقت قصير من البحث والدراسة ،تبين ان الدولة فى عهد الإمبراطور المخلوع كانت تستورد حاجة البلاد من الدجاج بشكل كامل من اسرائيل ، و اللحوم المصنعة بشكل جزئى، كذلك كانت تعتمد على الولايات المتحدة فى إستيراد محصول القمح والدقيق المصنع ،
كما إتضح أن انتهاج الثورة لسياسة معادية للصهاينة ومؤيدة للحقوق الفلسطينية ، أدى إلى قيام الصهاينة بإيقاف تصدير الدجاج ومنتجات اللحوم الى ايران ، وتضامنت معهم دلاديلهم فى امريكا والمنظومة الغربية كلها ، بل انه تم وضع العراقيل امام الايفاء بتصدير الكميات المطلوبة من محصول القمح والدقيق طبقا للتعاقدات التى تمت قبل الثورة ،
حاولت الحكومة توفير بعض البدائل من الأسواق الاخرى ، لكن برزت أمامها مشكلة توفير العملات الصعبة بسبب توقف صادرات النفط عقب نجاح الثورة وتقلص الإحتياطى من العملات الصعبة ،
وبدا الأمر صعبا كما بدأت الحملات المعادية للثورة من توجيه التهم للنظام الاسلامى واتهامه بانه اضاع البلاد وأن الايرانيين مقبلون على المجاعة ،
لم تهتز القوى الثورية الايرانية الحاكمة ، وطلبت من الشعب الإيرانى الصمود والصبر لستة أشهر فقط ، وبدات فى مشروعات لانتاج الأعلاف التى تعتمد على الخامات المحلية ومنها مخلفات الطعام وغيرها ، كما وجهت المزارعين بالإلتزام بزيادة الرقعة المزروعة من نباتى القمح و الذرة، كما أمرت بتخزين محصول الذرة وتخصيصه للإستهلاك الداجنى وفى الوقت نفسه استوردت ملايين الكتاكيت والدواجن صغيرة العمر من بعض الدول خارج المنظومة الغربية، وقامت بتوزيع تلك الكتاكيت المستوردة على بعض مصانع انتاج الدواجن وكبار المنتجين، بالإضافة إلى بعض التجار الذين قاموا بتغيير أنشطتهم ،كما طلبت من المواطنين تربية الدواجن بالمنازل إن إستطاعوا ، وبالفعل وبعد مرور ستة أشهر بدأت منتجات الدواجن المحلية فى الظهور بالأسواق كبديل للدواجن المستوردة، كما لم يمر عام كامل حتى اصبحت ايران دولة مكتفية ذاتيا تماما من منتجات اللحوم البيضاء دون ولولة أو لوغاريتمات فلسفية ولا حجج فارغة لتبرير الإقتراض والتبعية ،
بل انها اتبعت أيضا نفس المنهج فى انتاج اللحوم وزراعة القمح، ومع إن الأمر استغرق مدة أطول من المدة التى إستغرقتها عملية علاج الفجوة فى صناعة الدواجن ، إلا أن السلطات نجحت فى النهاية فى تحقيق ا اكتفاءا ذاتيا ايضا فى انتاج القمح واللحوم الحمراء ولم تعد بحاجة الى الإستيراد من الخارج ، الأمر الذى ساند إستقلال قرارها ، ووقاها شرور الحصار الاقتصادى الخارجى المستمر ضدها منذ أمد طويل ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين نيلين - حرب السودان تهدد إنتاج النفط في جنوب السودان


.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24