الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السادس)

مرتضى العبيدي

2024 / 2 / 11
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


انتصار الثورة البلشفية
أدى انتصار الثورة الديمقراطية البرجوازية في فيفري/فبراير 1917 إلى تفاقم المواجهة السياسية في روسيا: فقد ضغطت الطبقة العاملة من أجل التقدم أكثر، في حين بذلت البرجوازية الليبرالية والانتهازية الإصلاحية كل ما في وسعها لتهدئة نضال الجماهير. انتشر الشعار الذي أطلقه البلاشفة: "كل السلطة للسوفييتات" بين العمال والفلاحين والجنود الذين احتشدوا بكثافة في الشوارع.
حدثت إحدى هذه التعبئات الكبيرة في 3 جويلية/يوليو 1917 في بتروغراد، وتم قمعها بوحشية من قبل الحكومة المؤقتة. “كانت شوارع العاصمة مغطاة بالدماء، وكانت السجون مليئة بالبلاشفة. تم تدمير مكتب تحرير برافدا، حيث كان لينين قبل لحظات قليلة. " لجأ لفترة من الوقت إلى كوخ صغير على ضفاف بحيرة رازليف، بالقرب من الحدود الفنلندية، لكن مضايقات عملاء الحكومة أجبرته على التوجّه إلى فنلندا.
مكّن ردّ فعل الحكومة المؤقتة من تغيير الظروف مؤقتًا لصالح البرجوازية، التي حصلت على مقاعد في السوفييتات بفضل دعم المناشفة والاشتراكيين الثوريين. وفرض السحب المؤقت لشعار "كل السلطة للسوفييتات!" وقد تمت الموافقة على هذا القرار من قبل مؤتمر الحزب السادس، الذي اجتمع سرا في نهاية جويلية/يوليو وبداية أوت/ أغسطس في بتروغراد، بسبب اضطهاد البلاشفة. وكان لينين غير قادر على الحضور، لكنه كان يوجه عمله من السرية.
من شهر جويلية/يوليو إلى أكتوبر 1917، بينما كان لينين مختبئًا، انتهز الفرصة لكتابة النص الذي يحوصل النظرية الماركسية حول الدولة، المعروف تحت عنوان "الدولة والثورة". وفي مقدمة الطبعة الأولى من هذا العمل، يشير لينين إلى أنه كان لديه مخطط لمحتويات الفصل السابع من العمل، الذي كان قد كتبه، يقول "لكن لم يكن لدي الوقت لكتابة سطر واحد من هذا الفصل: وقد حالت دون ذلك الأزمة السياسية وعشية ثورة أكتوبر. لكن لا يسعني إلا أن أقول إن تجربة الثورة أكثر متعة وفائدة من الكتابة عنها".
إن العمل الدؤوب الذي قام به البلاشفة، والذي كشف الطبيعة الانتهازية والرجعية للحكومة المؤقتة، والعمل التوضيحي لضرورة التقدّم نحو الاشتراكية، والمواجهة الشجاعة التي قام بها البلاشفة مع محاولة الجنرال كورنيلوف سحق الثورة بالبنادق، سمح لهذا الحزب POSDR باكتساب مساحة ونفوذ بين جماهير العمال والفلاحين وداخل السوفييتات.
فتحت هزيمة قوات كورنيلوف لحظة سياسية جديدة في تطور الثورة؛ أثبت الحزب البلشفي أنه القوة الحاسمة في العملية الجارية، وأثبت السوفييتات، التي استعادت نشاطها السياسي الطبقي، مرة أخرى أنها قوة سياسية كبيرة للمقاومة والعمل الثوري.
ويصف تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفي) لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية هذه اللحظة بأنها نقطة صعود الثورة:
"بدأت مرحلة تنشيط وتجديد السوفييتات، مرحلة بلشفة السوفييتات، في التطور." لقد فهم لينين أن التغيير في ميزان القوى يشهد على وجود الأسس الأساسية اللازمة للمضي قدماً في الانتفاضة. ومرة أخرى كانت الأجندة هي إعطاء كل السلطة للسوفييتات! ولكن الآن أصبحت هذه السوفييتات يديرها البلاشفة.
في 7 أكتوبر 1917، غادر لينين فنلندا سرًا ووصل إلى بتروغراد، عاصمة روسيا. وفي الثامن من الشهر نفسه، كتب الرسالة الشهيرة المعروفة باسم "نصيحة من غائب"، والتي أصرّ فيها على ضرورة العمل على نقل السلطة إلى السوفييتات، محذرا من أن "انتقال السلطة إلى السوفييتات يعني اليوم عمليا عصيان مسلح". . […] لكن التمرد المسلح هو نوع خاص من النضال السياسي، ويخضع لقوانين خاصة، والتي يجب تحليلها بعناية. وقد عبر كارل ماركس عن هذه الحقيقة عندما كتب أن "الانتفاضة" "هي فن، تماما مثل الحرب".
ومن أهم قواعد هذا الفن أبرز ماركس ما يلي:
1ـ حذار من اللعب بالانتفاضة، وبمجرد أن تبدأ، اعلم أنه يجب عليك الاستمرار حتى النهاية.
2ـ يجب تركيز القوات الأكثر جاهزية في المكان الحاسم وفي اللحظة الحاسمة، وإلا فإن العدو، الأفضل استعدادا وتنظيما، سيقضي على المتمردين.
3ـ بمجرد أن تبدأ الانتفاضة، يجب علينا أن نتصرف بأكبر قدر من الطاقة وأن ننتقل بالضرورة ودون قيد أو شرط إلى الهجوم. "فالدفاع هو موت أي انتفاضة مسلحة. "
4ـ يجب أن نسعى جاهدين لمفاجأة العدو، للاستفادة من اللحظة التي لا تزال فيها قواته مشتتة.
5ـ يجب تحقيق النجاحات كل يوم (ويمكن القول كل ساعة، إذا كانت مدينة واحدة) حتى لو كانت صغيرة، مع الحفاظ على "التفوق الأخلاقي" بأي ثمن.
في 24 أكتوبر (6 نوفمبر)، دعت صحيفة سيندا أوبريرا (الجهاز المركزي للحزب البلشفي في ذلك الوقت) إلى الإطاحة بالحكومة المؤقتة؛ مفارز من الجنود الثوريين والحرس الأحمر تتمركز في سمولني (مقر الثورة) وفي نقاط استراتيجية مختلفة. لقد بدأت الانتفاضة. وفي ليلة 25 أكتوبر (7 نوفمبر)، ذهب لينين إلى سمولني ليتولى بنفسه مسؤولية الحركة. وفي نفس اليوم، 25 أكتوبر، ذكر بيان صادر عن الحزب البلشفي أنه تمت الإطاحة بالحكومة المؤقتة وأن السلطة أصبحت في أيدي السوفييتات. أدت خطة لينين إلى انتصار الثورة الاشتراكية الأولى على هذا الكوكب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم


.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة




.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.


.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة




.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال