الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2 حرب حزيران 1967 لم تنتهه بعد !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 2 / 12
القضية الفلسطينية


ماتزال الحرب مستمرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، تشرين أول 2023 ، بدعم أوروبي و أميركي " غير مشروط " ، الامر الذي أوحى لنا بتخصيص هذا الفصل لمقاربة ذلك انطلاقا من أن ما يجري لا يعدو جولة من جولات حرب قدحت شراراتها الأولى في سنوات العشرين من القرن الماضي ، ثم راحت تعاودنا بين الفينة والفينة بالقتل و الدمار و التهجير ، فلا نحن هزمنا بعد و لا أعداءنا انتصروا علينا بالرغم من اجتماع شملهم و من تجاربهم الكبيرة في ميادين الحرب و قدراتهم العسكرية الهائلة و قساوة قلوبهم المشهودة في ارتكاب الجرائم الشنيعة .
من البديهي أن المجال لا يتسع هنا لارتجاع تفاصيل الجولات السابقة ، لذا نقتضب فنقول أن الحرب الحالية على القطاع تحاكي إلى حد ما ، حرب 1948 التي اسفرت عن النكبة حيث اغتصبت الأرض وأجبر الناس المرهَبين بواسطة المجازر المتتالية على النزوح نحو البلدان المجاورة .تحسن الإشارة هنا إلى أن تلك الحرب دارت تحت شروط ميزان للقوى مائل لصالح المستعمرين الإسرائيليين و إن بدرجة أقل عما هو اليوم في قطاع غزة و كما كان دائما في جميع حملات الأخيرين التوسعية .
ما نود قوله أيضا بهذا الصدد على عجالة ،هو أن المستعمرين الإسرائيليين كانوا دائما أكثر عدة و عددا في جميع هذه الحملات ، و انهم كانوا فوق ذلك ، ذوو كفاءة أعلى و قيادة سياسية و عسكرية أفضل ، و لعل الدليل على ذلك أنهم استطاعوا أن يقيموا دولة وطنية بحسب الدلالات الحقوقية لهذا المصطلح ، في حين أننا لا نستطيع القول أن الدولة الوطنية ، هي حقيقة ملموسة ، في أي قطر عربي .
هنا نتساءل عن الأسباب التي جعلتنا نتجرع الهزائم كأسا بعد آخر ، فتتوقف الحرب بين الجرعتين ، ريثما يجمع المستعمرون غنائمهم بينما نحن في شبه غيبوبة . ففي حرب قناة السويس سنة 1956 أحتل المستعمرون الإسرائيليون بمساعدة فرنسا و إنكلترا شبه جزيرة سيناء ثم قايضوها بحرية العبور في خليج العقبة و بالاستيلاء على إيلات ، و في حرب حزيران 1967 ، استولوا على الضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان بالإضافة إلى بعض المواقع الحدودية مع لبنان و على شبه جزيرة سيناء ، من جديد . و في سنة 1973 ، قايضوا مرة ثانية ، سيناء بمعاهدة السلام مع مصر . يجب ألا ننسى في هذا السياق ، حرب 1982 على لبنان حيث تمكنوا كما نعلم من نفي منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس ، بالإضافة إلى أنهم قلبوا الأوضاع في لبنان رأسا على عقب بحيث استحال إلى الآن استقرار الأوضاع في البلاد و إمكانية استشراف ما سوف يأتي به الغد
أما و أن الحرب على قطاع غزة ما تزال مستمرة ، و التي تدور رحاها في الوقت نفسه في الضفة الغربية ، فيحق لنا ، لا سيما أن مدتها طالت هذه المرة بالضد من الحروب التي أتينا على ذكرها و التي جرت تحت قيادة نظم الحكم العربية ، حيث كانت مددها تحسب أحيانا بالأيام ، قبل ان تتوقف بشروط المنتصر والأثمان التي يفرضها على تلك النظم البائسة ، عما إذا كانت قدرة المقاومة في قطاع غزة حيث لا يوجد نظام حكم ، على الصمود في مواجهة جيش كبير و قوي و حسن التنظيم ، كونه جزءا عضويا من الألة العسكرية الغربية الأطلسية ، الموضوعة كما لا يخفى ، في تصرفه ، دون قيد أو شرط ، هي دليل أن هذا الجيش يصادف صعوبات دون بلوغ أهدافه و بالتالي فإن فشله ليس مستحيلا . و لا بد أيضا من السؤال استطرادا عن المتغيرات التي قد تطرأ في سياق هذه الحرب قبل أن تتوقف ، و عن الإثمان التي سيكون على الطرف المهزوم دفعها ، و عن انعكاسات كل هذه العوامل في المنطقة التي سقطت فيها شبه الدولة العربية ، و تلك التي ماتزال هذا الأخيرة قائمة فيها إما لإنها تلتزم الحياد و أما لأنها متواطئة مع المستعمرين ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة