الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما مدى الاصالة في قصيدة الزائر الاخير

كاظم حسن سعيد

2024 / 2 / 13
الادب والفن


كتب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قصيدته الزائر الاخير في اخر سنواته .
واتذكر انني حين قرأتها انبهرت بها رغم ان الشاعر يمكن تصنيفه بانه شاعر السلطة .
ولو حكمنا على الشاعر من وجهة نظر سياسية فقط فعلينا ان نزيل المتنبي بعدما مجد كافور الاخشيدي ثم قال عنه ( وتلك صموت وذا ناطق اذا حركوه فسى او هذى ).
واتيت ساعتها للرائد البريكان وقلت له ( ان عبد الرزاق كتب قصيدة متفردة ) , فاجابني ( انني قرات له قصيدة عن الموت حين زرته ببغداد ابان اشتداد القصف على البصرة ) .
في مرة اخبرني ( لو احصيت عشرين شاعرا لا يمكنني ان اتجاهل عبد الرزاق عبد الواحد ) .
كانت تلك الحوارات تجري بيننا فيما كان المثقفون والادباء لا يطيقون عبد الرزاق لانه الاول اطلاقا بالشعر التحريضي وتمجيد الرئيس السابق .

يقال ولست واثقا ان الجواهري وصفه بوريثه بالقصيدة العمودية.
لكنه كتب مطلع السبعينيات ديوانه ( خيمة على مشارف الاربعين ) , متوغلا بالحداثة .
ولان قصيدة حارس الفنار للبريكان نشرت في السبعينيات لم يبق امامنا الا ان نؤكد ان القصيدة التي قرأها له هي ( المأخوذ )المنشورة 1992.
ان الدفقة الابداعية فنا وادبا لا تتكرر لانها تعتصم بالاصالة .
وعندما طلب سيف الدولة من المتنبي ان يجاري بيتا اتى بشعر بارد.
هذا لا يعني بان الاستفادة من نتاج الاخرين حالة مرفوضة لكنا نتكلم عن قوة السبق والاصالة .
كثير من المقلدين او المستفيدين فنا وشعرا اتوا بنتاج مهم .
وربما لو تتبعت معنى اتى به شاعر ستستغرب من كم الشعراء اللين استفادوا منه وان لم تكن خبيرا بالشعر فستحكم على تلك الابيات بالمقدرة الاصيلة وستصاب بالسحر.
ولقد رايت حتى هذه المرحلة تاثر الشعراء بمعلقة النابغة الذبياني , وقد اشتهرت اهزوجة ابان الحرب العراقية الايرانية ( يا حوم اتبع لو جرينا ) لتذكرنا بالنابغة ( حلق فوقهم عصائب طير ....) .
فازت قصيدة الزائر الاخير بوسام القصيدة الذهبية في ستروكا بيوغسلافيا سنة 1984.
ولو لم يكن عبد الرزاق قد اصيب بجرثومة تمجيد السلطة ربما اتى بشعرمن نوع اخر .
لقد كان قدرا للشعراء العراقيين ان يزجوا انفسهم بالسياسة وان يطاردوا ويسجنوا و يغيبوا او يعدموا.
وان يتحولوا كالسياب من اديولوجية لاخرى .
كتبت الزائر الاخير بلا محسنات لفظية واعتمدت على بحر الرجز ,ورغم تسارع هذا البحر فقد تمكن عبد الرزاق من تبطيئه والحد من تدفقه بالاستفادة من علة وقافية ساهمت بسحب الترقيص النغمي .
وهي تجربة اول من خاضها البريكان في قصيدته ( هواجس عيسى بن الازرق في الطريق الى الاشغال الشاقة ).
ان قصيدة حارس الفنار للبريكان هي اول قصيدة له اثارت جذبا من القراء والنقاد , تتحدث عن زائر ياتي بلا خطى وهو الموت .
وفي قصيدته الماخوذ يرسم صورا لامراة مطفاة الوجه وطفل يحلم وخزانة كتب .

( الزائر الاخير )
من دون ميعادِ
من دون أن تُقْلِقَ أولادي
أطرق عليَّ الباب
أكون في مكتبتي
في معظم الأحيان
أجلسْ كأيِّ زائرٍ
وسوفَ لا أسألُ لا ماذا ولا مِنْ أينْ
وحينما تُبْصِرُني مُغرورقَ العينينْ
خُذْ من يديْ الكتابْ
أعِدْهُ لو تسمحُ دونَ ضجَّةٍ للرفِّ حيثُ كان
وعندما تخرجُ لا توقظْ ببيتي أحدا
لأن من أفجع ما تُبْصِرُهُ العيونْ
وجوهَ أولاديَ حينَ يعلمونْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا