الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 56

آرام كربيت

2024 / 2 / 13
الادب والفن


النور والظل
التحديق الدائم في الشمس يقلل من هيبة الظل، بعدها، لن تستطيع أن ترى النور.
النور والظل يتبادلان الحب والحميمية والفراق، يتوافقان ويتفارقان، وكل بمقدار.

قانون التفتيش في السويد
بعد اصدار القانون الجديد، وسينفذ في 28 آذار القادم، السماح للشرطة بتفتيش المواطنين السويديين في كل الأحياء والمناطق والمدن تحت حجة محاربة الجريمة المنظمة.
هكذا قوانين مخيفة، أنها مرعبة، أنها في ذاكرتي الوطنية والتاريخية تشير إلى الدكتاتورية والاستبداد، ومارستها دول كثيرة، ومنها دول عريقة كألمانيا وايطاليا.
وسابقًا، الزم المسيحيون واليهود والصابئة واليزيديين في ظل الدولة الإسلامية، وفي ظل النازية، إجبار الناس على ارتداء ثياب مميزة، أو على وضع إشارات على صدورهم أو اكتافهم أو على رؤوسهم تميزهم عن مواطني هذه الدولة.
هناك خطر يحدق بنا، بالدولة السويدية من الانزلاق إلى تهميش المواطنين والدولة ذاتها.
هذا بمثابة تحذير، وعلينا أن نتعلم أن الدولة كمفهوم عام، مزعزع، مضطرب، بل قلق، وغير متوازنة لأنها متأرجحة، مذبذبة، هي من انتج هتلر وموسوليني وستالين وبوتين وترامب وما تسي تونغ وحافظ الأسد وصدام والقذافي، أنها حصان مريض يمكن امتطاءه مجنون وربما عاقل وربما سادي أو مازوخي.
إذا فقدت الدولة الضوابط السياسية والاجتماعية، وعدم القدرة على التحكم بالاقتصاد فهذا مؤشر إلى تحولات هائلة في كل مكان.
عالمنا في حالة تغيرات هائلة، هذا يستدعي أن نبحث عن خيارات إيجابية تقوي الدولة وعقل المواطن، لنثبت دعائمها بطريقة تعيد العلاقة بين الدولة والمجتمع إلى مسارات صحيحة.
الانزلاق مخيف جدًا، أنه مهدد لعالمنا كله.
سلامنا العالمي مختلس وغامض، وفي ظل التأزم السياسي العالمي، ينذر بالخراب والدمار، وكل الأدوات متوفرة، أهمها انعدام الثقة بين الأطراف السياسية العالمية.

عن رواية آرام كرابيت ـ في الأرض المسرة ـ
الدّكتورة الروائيّة “إيمان البقاعي” تحدّثت عن روايتي “في الأرض المسرّة” بالقول:
«هي رواية الغضب والهياج الجامح، التي تشير إلى إخضاع الطّرف الأضعف لأمزجةٍ لا يستطيع حتّى الشيطان أن يتنبّأ ماذا ستفعل، هي رواية الحامي والمحميّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ، بشروطٍ يفرضها الأوّل، ويقبلها الثاني حتّى لو كانت هذه الشّروط أفظع من أن يصدّقها عقلٌ أو تقبلها إنسانيّة.
هي رواية كلّ ضعيفٍ ذلّ ماضياً ويُذلّ حاضراً وسيذلّ مستقبلاً، وإن كان الرّوائي “آرام كرابيت” قدّمها من خلال زمن السّلطة العثمانيّة ليقيم علاقة الزّمن الإنسانيّ بهذه السّلطة من خلال فعل (الحكي) الرّوائيّ البارع الذي يشدّك منذ الصّفحة الأولى، جالداً إنسانيّتك بسوطِ الوجع الذي لا ينتهي، فتبحث عن كوّة نورٍ تتدثّر به من الظلمات والظلم».

الحقيقة مجرد خيال
"ما مقدار الحقيقة التي نستطيع احتمال التمسك بها"؟
أين تقف قدماك من الحقيقة، ما هي المسافة التي تقربك أو تبعد عنها، وما هي الدوافع التي تجعلك تقترب أو تبتعد عنها؟
لماذا يعتنق المرء الحقيقة، ما الغاية أن يتخلى عن كل شيء من أجل مفهوم غامض ومشوش وبعيد المنال، ومن الصعب أن يقبض عليها مهما كان شأنه وقدرته على اعتناقها؟!

الطفل في السويد
الأب والأم والمعلم والمدرس والشرطي والقاضي والوزير في السويد، خدام الطفل إلى حين بلوغه الثامنة عشرة من العمر.
ممكن الطفل يبصق في وجه الشرطي أو يشتمه أو يلعنه، أو يرفع إشارة البعصة في وجهه، مع هذا لا يستطيع هذا الشرطي أن يتكلم كلمة واحدة معه أو يسيء له.
هذا هو الغرب. لا أريد أن أدخل في تحليل بنية النظام الرأسمالي في هذا المكان، لكني مع بناء طفل قوي نفسيا وجسديا، دون ضرب او إهانة.
أنا اتعاطف مع هذا النظام لأنه يوفر للصغار حياة أمنة صحية وكريمة.
ربما موقفي نابع من التجربة القاسية الذي يعانيها الاطفال في بلادنا، حيث الضرب والتحقير والاذلال.
في بلادنا الطفل محتقر، الأب يضربه والأم تضربه، والأخ الكبير يضربه، أنه الحلقة الضعيفة في المجتمع.
نرغم الصغير على الخضوع لإرادتنا، نخرجه إلى الحياة إنسان ضعيف مكسور، مهمش، يشعر نفسه أنه بلا أي جدوى ولا قيمة إنسانية أو معنوية.
هذا التشدد في الغرب باتجاه حماية الطفل عميقة جدًا.
قال لي الشاب السويدي دينيز، الشاب سويدي حقيقي أبًا عن جد، زوج بنت أختي، وهو إنسان رقيق مهذب، خلوق جدًا جدًا، وهو صديق لي:
دائما ألعب مع أبنتي الصغيرة، ثمانية أعوام، وأبني، عامان ونصف، في البيت، صدف أن المدرسة سألوا الصغيرة:
ـ هل يضربك أبوك، أمك؟ قالت:
ـ والدي ضربني.
لقد ترجمت الطفلة، اللعب بالأيدي مع والدها وأخيها الصغير أنه ضرب.
استدعوا الأب، مرات ومرات. استنزفوه بالكامل عبر التهديد بأخذها، قال لهم:
ـ أنا لا أضرب أبنتي، أنا أحبها وألعب معها دائمًا.
نستخلص من الموضوع أن الوالدين يجب أن يتمتعا بالصبر الطويل، أن يكونا خدام الطفل. أن يتعاملا معه على أنه كائن كبير بعقل طفل.
هذا هو الواقع، وهذا هو القانون، كل الأباء والأمهات يعانون من قسوة تربية أبناءهم.
من يريد أن يغير، عليه أن يدخل في بنية النظام الرأسمالي، يحلله إلى اجزاء وأجزاء، يعري العيوب فيه، والممارسات كميشيل فوكو، يفكك النظام علميًا وعلى كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، علنا نحظى بنظام إنساني أقل تغولًا.
أما هؤلاء التوافه، الثرثارين، الجيف النافقة، كمصطفى الشرقاوي، تبع شؤون إسلامية أو القنيبي أو بقايا الإسلام السياسي المعفن، لا يفيدوا في أي شيء، أنهم مجرد خواء.

العبوديات الجميلة والنافرة
العبوديات الوجودية الجميلة والنافرة، ملتصقة بنا طوال حياتنا وستبقى، كالحب والكره، الحسرة، الحسد، الغيرة، الرغبة، الشهوة، الانفعال والقلق، الغضب، العشق، تبقى معنا طوال حياتنا، ولا تتركنا إلا بالموت.
وهناك ذكريات العواطف والمشاعر وحكايات الحب والفراق، والأوجاع الراسخة في أعماقنا.
كل إنسان يعاني في جانب من الجوانب صراعًا مع ذاته والأخر، للحيازة، لتأكيد الذات، للتواصل أو تفريغ الطاقات المملوءة بالألم، المربوطة بنا، التي ما أن تنفك حتى تعيد إنتاج ذاتها.
المشكلة مركبة، هذا الالتصاق بالعواطف يجعل المرء اسيرًا لكل هذه المركبات، لا يستطيع ان يعيش دونهم أو الانقطاع عنهم، فيسبب للمرء الوحدة والتعب والفراغ، وبوجودهم يفتح الباب على احتمالات كثيرة ومتعددة.
فالقيد ليس خارجيًا تمامًا، وليس داخليًا تمامًا، لهذا فإن الناس يحتاجون إلى التعاضد والتقارب والتواصل، أن يمنحوا بعضهم صلات محبة وتواضع وأمل.

الاستقلال الطرفي الشكلاني
زمن الاستقلال الاقتصادي والسياسي في البلدان الطرفية لم يحدث، ولم يكن في الاساس، ولن يحدث أو يكون في المستقبل.
بتقديري أن مقولة الاستقلال برغماتية، ايديولوجية فارغة ولا قيمة عملية لها.
استخدمه الساسة في البلدان المتأخرة عن الحداثة الرأسمالية من اجل الوصول إلى السلطة أو لتخدير المجتمعات بخطابات سطحية رنانة.
منذ قرنين من الزمن او أكثر، لم يبق أي مكان في العالم خارج هيمنة النظام الرأسمالي سواء عبر السيطرة المباشرة أولا كما كان في القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين ثم عبر الهيمنة ثانيًا بعد النصف الثاني من القرن العشرين.
برأي أن الخروج من النظام وشروط النظام الموضوعي والذاتي لا يمكن أن يتم على الاطلاق.
قلت مرات كثيرة وأقولها الأن علينا تحسين شروطنا داخله، ليس بالشكل الكمي كالاقتصاد المنتفخ في الصين أو الهند أو البرازيل، أنما بتحسين شرط الوجود الإنساني الاجتماعي والسياسي.
ربما تحسين الشرط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي مخرج لأزمة هذا العالم السياسي القاتل الذي ينتحر وينحر البشرية والطبيعة.

المؤمن والخيال النشيط والوهم
إن كنت مؤمنًا حقيقيًا، في أعمق الأعماق، وقتها ستدخل داخل نفسك من الباب العريض وتستقر فيه. وستفسر الوجود والحياة من هذا الأيمان الغامض والغريب.
وسيكتنفك الوسواس القهري يا صديقي، وسيلبسك تمامًا.
وستلاحق نفسك بنفسك. وستركض وراءها وتركض وراءك، ستصبحان كظلين متماسكين متفاريقين، ولن تستطيعان الإمساك ببعضكما.
كلما اقتنعت أكثر ودخلت في متاهات التزمت كلما دخلت داخل نفسك وانفصلت عن نفسك وزمانك لتتحول إلى شبح تلاحق ذاتك.
وسيكبر الوهم داخل داخلك إلى أن تصبح أنت لا أنت.

الديمقراطية أداة حكم
الديمقراطية أداة لإدارة الحكم، أو الدولة أو السلطة.
مفهوم الديمقراطية ومفهوم الدولة، كل على حدى، مفهومان منفصلان عن بعضهما، كل مفهوم له ممارساته وحدوده.
الديمقراطية ليست جزء من مهام الدولة أو مكمل لها كالاقتصاد أو السياسة أو الأيديولوجية، جاءت إلى الدولة من خارجها وخدمتها إبما خدمة، بل حسنت من أداءها.
الدولة هي الدولة، هي جهاز قمع، هناك قمع مبطن كالغرب، وهناك قمع ظاهر وفاجر كبلادنا.
ربما ميشيل فوكو فكك بنية الدولة في الغرب في عزها قوتها.
الولايات المتحدة تتحدث مع العالم كونها دولة ديمقراطية ولكن ممارساتها استبدادية، ديكتاتورية، مخربة.
هذه الولايات المتحدة عندما تحتل دولة ما، تذهب إليها لغايات سياسية، مصلحة الدولة، وليس لغايات أخرى.
الديمقراطية هو ترتيب البيت الداخلي للدولة، عبر القوانين والمحاكمة والبرلمان. الدولة والسياسة شيء والديمقراطية شيء أخر.
وهذه الأخيرة، الديمقراطية هي ثوب تلبسه الدولة وتتمكيج به، أو هو قناع لاخفاء ممارساتها القميئة، بيد أنها أقل سوءا من الاستبداد والدكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_