الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلب وغزة ،،

حسن مدبولى

2024 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت سورية تدميرا رهيبا وهدم للمدن على رؤوس من فيها،و عمليات قتل وتهجير للملايين من الناس فى درعا وحمص وادلب وحتى حلب أكبر مدنها ، وكان ذلك التدمير والقتل مدعوما من حزب الله وايران وروسيا فى مواجهة بعض فصائل المعارضة (السورية) مثل الجيش السوري الحر، وأحرار الشام، وجبهة النصرة وغيرها ،وهى الفصائل التى كانت مدعومة هى الأخرى من قطر والسعودية والامارات وتركيا،واستمر الأمر لمدة أربع سنوات من عام 2012، حتى عام 2016،
وقد مثل هذا التدمير نموذجا فريدا لجرائم النظام الرسمى العربى القمعى، الذى لا يتورع عن فعل كل مايمكن أن يفعله أى محتل أجنبى غاصب، حفاظا على وجوده، وصيانة لمكاسب أنصاره ومؤيديه،
وهناك تشابه من وجهة نظرى بين حصار وتدمير غزة وقتل كل من يقيمون بها بحجة مكافحة إرهاب حماس، وبين تدمير واحراق حلب وبقية المدن السورية بحجة مواجهة ارهاب المعارضة السورية،
مع الأخذ بالاعتبار أن ما وقع فى سورية تم بأيدى محلية تحالفت مع قوى أجنبية، ضد فصائل وطنية قامت هى الأخرى بالتحالف مع قوى خارجية، بينما الأمر فى غزة هو عبارة عن معركة تحرير وطنية،ضد احتلال أجنبى غاشم، مدعوم من كل قوى الشر العالمية،
ومع أنه لايحق لأحد التجاوز عما حدث فى حلب وبقية المدن السورية أو يبرر الجرائم التى وقعت هناك،الا انه ينبغى القبول على مضض بتغير المعادلات، والحرص على ألا تظل معركة حلب والثورة السورية تمثل أزمة ثأرية ثابتة بين العديد من الأطراف،
لماذا كل هذا الكلام الآن ،وما الذى يعنيه ؟
هذا الكلام وفى هذه الظروف، مهم جدا لتوضيح بعض الالتباسات، فالدول حولنا تعيد النظر فى سياساتها و مواقفها،فهاهى تركيا تتحول وتتخلى تدريجيا عن المعارضة السورية ، وتتقارب مع النظام الرسمى فى دمشق، وكذلك يهرول مسئولوها نحو القاهرة،بينما ايران تعيد محور المقاومة للجبهة الصحيحة فتدعم غزة وتساند المستضعفين فيها، كما تحولت ضربات اليمن والعراق وحزب الله الى مكانها الصحيح نحو صدور الأعداء ، فيما كل من السعودية والامارات والأردن يساندون العدو ويسمحون بمرور البضائع والمساعدات اليه ،بينما قطر ومصر قبلتا بدور الوسيط فى المعارك مع العدو،
وهو ما يعنى أن السياسات الدولية والإقليمية شأن متغير ، وأن النظر الى الأمور وتقييمها وبناء المواقف، ينبغى أن يأخذ بالاعتبار كل التغييرات والتحديثات المتجددة، كما أنه من المهم للغاية معرفة أن هناك تناقضات ثانوية يمكن القفز عليها، والقبول بإنحرافاتها وتجاوزاتها ولو بشكل مؤقت، بينما هناك ثوابت و تناقض رئيسى وعدو دائم لا يمكن أبدا أن نغير مواقفنا تجاهه،فهو البوصلة الدقيقة والوحيدة التى يمكن من خلالها تحديد العدو من الصديق !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة