الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


3 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 2 / 14
القضية الفلسطينية


نواصل في هذا الفصل مداورة الحرب على قطاع غزة في الذهن ، أملا بتوضيح العلاقة بينها من جهة و حرب الأيام الستة في حزيران 1967 من جهة ثانية ، التي بدأ الإسرائيليون بالإعداد لها فور انتصارهم في سنة 1948 و توقيع اتفاقيات هدنة بينهم و بين حكام شبه الدول العربية ، التي شاركت بقدرات متواضعة في الحرب ضدهم ،فمن المعروف أن هذه الأخيرة منحت " استقلالها " عن فرنسا في أواسط سنوات الأربعين في لبنان و سورية ، و عن بريطانيا في العراق في إطار ملكية هاشمية ، سنة 1932 ، و ملكية هاشمية أيضا في الأردن في سنة 1946 ، أما في مصر فلقد استمر فيها الاستقلال الشكلي عن بريطانيا حتى 1956 .
لا جدال في أن الهدف من حرب حزيران ، كان احتلال كامل البلاد الفلسطينية ، أي إلغاء مفاعيل قرار تقسيم هذه الأخيرة إلى دولة يهودية و دولة عربية ، الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر ، تشرين الثاني ،1947 ، فاعتبرته الحركة الصهيونية آنذاك انتصارا كبيرا ، بينما كان و قعه سيئا في الأوساط الشعبية الفلسطينية خاصة و السورية عموما . كان الإسرائيليون في الواقع يتحينون الفرصة لشن هذه الحرب ، و الدليل على ذلك أنهم شاركوا الفرنسيين و البريطانيين في الحرب على مصر في 29 أكتوبر 1956 ، إلا أن الولايات المتحدة كانت قبل تاريخ اغتيال الرئيس كندي تعترض على ذلك كون وراءه مرام ثلاثية ، فرنسية ، بريطانية وإسرائيلية، قد لا تلاءم مصالحها في المنطقة ، و لكن مجيئ الرئيس الأميركي ليندون جونسون ، خلفا لكندي ، المعلوم انه كان متعاطفا جدا مع الحركة الصهيونية ، شكل مناسبة لتحقيق الحلم .
كان الإسرائيليون بعد حرب حزيران منتشين بانتصارهم إلى أبعد الحدود ، فبدل أن يقايضوا الفلسطينيين و شبه الدول العربية المجاورة ، مصر ، الأردن ، سورية و لبنان، الصلح مقابل التخلي عن الأراضي المحتلة والعودة إلى حدود ما قبلها "حدود 1949"أصروا على الاحتفاظ بها ، و الشروع بضمها واطلاق سيرورة استيطانية فيها ، استنادا إلى أن الحرب أثبتت ، أن شبه الدول العربية لا تستطيع خوض حرب ناجحة ضدهم ، و بالتالي لا تمثل هذه الدول خطرا جديا عليهم نتيجة بنية هي في جوهرها غير وطنية .
من البديهي أن ما استنتجته القيادة الصهيونية لم يكن خطأ بالمطلق . و الدليل على ذلك أن حرب أكتوبر 1973 وقعت ، و اقتصرت محصلتها على استرجاع نظام الحكم في مصر شبه جزيرة سيناء ، إرضاء " للوطنية المصرية " ( سينا رجعت كلها لينا ، مصر اليوم في عيد).مما حدا بالقيادة الصهيونية إلى إدخال تعديلات في خطتها ، تمثلت على الأرجح بأن حل المسألة الوطنية مع مصر من شأنه أن يخرج هذه البلاد من الصراع " العربي الإسرائيلي " . و أغلب الظن أن هذه القيادة استخلصت أيضا من تجربة حرب تشرين أول ، اكتوبر ، 1973 ، أن الاستحواذ على الأراضي الفلسطينية التي أحتلت في سنة 1967 ، يتطلب أيضا ، إلى جانب الصلح مع مصر و تعطيل مفاعيل قضيتها الوطنية ، تصفية القضية الوطنية الفلسطينية . فانطلق قطار الصلح إلى أوسلو في منتصف سنوات 1970 من لبنان .
من البديهي أنه تخلل هذه الرحلة الطويلة ، أحداث ما كانت تخطر بالبال قبل حرب حزيران ، حيث غاب عن الناس تدريجيا مفهوم الوطن و ضعفت ثقتهم بالجماعة الوطنية و تبددت أمالهم ، لا سيما انه استلم الحكم في البلدان التي حاربت مع مصر في 1973 ، في الفترة التي تلت احتلال لبنان في سنة 1982 و عاصمته بيروت التي جرت فيها مجازر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لا تقل فظاعة عما يجري حاليا في قطاع غزة ، رجال كانوا متكبرين ، جهلاء في أمور بلادهم و العالم ، ليس في قلوبهم رأفة و رحمة .
فكان طبيعيا أن يستغل الاستعماريون الاستيطانيون التحلل الذي تسببت به العجائب التي أتى بها حكام البلدان المشار إليها ، بتشجيع من الولايات المتحدة الأميركية و لقاء حفنات من دولارات النفط بلغت مئات المليارات . أضف إلى أنهم دسوا في بلداننا ألاف من التكفيريين تحت أسماء و بيارق لم نكن نتخيلها ، فجعلوا الصراع التحرري الوطني ، صراعا دينيا ، تارة فتنة بين أتباع الديانة الواحدة ، و تارة ثانية اقتتالا بين ديانتين متوالدتين. (انتهى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب