الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني ، وما تطرحه من تساؤلات ، ويبنى عليها من استنتاجات.

نزار فجر بعريني

2024 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


دراسة في جزأين ، تحاول إلقاء الضوء على أهم سمات المشهد السياسي الفلسطيني ، وما تطرحه من تساؤلات ، ويبنى عليها من استنتاجات.
الجزء الثاني ،
أعتقد أنّه في ضوء أفكار وأحداث الجزء الأوّل ،
يمكن لنا، ومن حقّنا، أنّ نستنتج :
١إنّ المعيار الحقيقي والجوهري للهزيمة أو الانتصار وفقا لنهج ورؤية قيادة حماس (والمقاومة) هو بقاء حماس في السلطة على غزة أو عدمه، وطبيعة الدور الذي يمكن أن تنتزعه في مفاوضات التسوية السياسية؛ ولا تختلف بذلك عن معايير سلطات الأنظمة العربية في حروب تاريخية مصيرية؛ مصر ١٩٥٦، مصر وسوريا ١٩٦٧، سوريا ومصر ، ١٩٧٣، وحزب الله ٢٠٠٦.
٢ إن "المقاومة والتحرير" والحقوق المشروعة، والقضايا العادلة في الأهداف السياسية الجوهرية لقوى الإسلام السياسي ليست سوى أدوات الحصول على سلطة، وانتزاع شرعيتها الشعبية أو "الإيدولوجية"، تماما كما كانت عليه الحال بالنسبة لسلطات أنظمة "القومية العربية "، وكما هي عليه الحال لتيارات " القومية الكردية الديمقراطية "؛ ولم تكن بالتالي أهداف وآمال شعوب المنطقة في التحرر والديمقراطية هي الدافع الرئيسي وفي مقدمة أولويات جميع سلطات "القومية / الإسلامية" التي وصلت إلى السلطة بعد حكومات "الواجهات البريطانية والفرنسية" الديمقراطية لحقبة ما بعد "الاستقلال السياسي"، و في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ولا في مرحلة تصاعد المدّ الإسلامي" الحركي "، في سياق أدوات السيطرة الإقليمية الأمريكية المطوّرة.
٤ حتى في حال عدم نجاح أهدافها المُعلنة ، يُبيّن حرص الولايات المتّحدة أن تبقى سلطة حماس لمرحلة " اليوم التالي "، كما هو واضح من خطوات وإجراءات الهدن مع حماس، والسعي لتحويلها إلى حالة مستدامة، ( كما هو حرصها على عدم توريط إيران وحزب الله في حروب شاملة ، غير متكافئة عسكريا مع إسرائيل)، يؤكّد طبيعة علاقات الولايات مع كلّ أشكال "الإسلام السياسي"، وما تشكّله سياسات الولايات المتّحدة عمليا من مظلّة حماية استراتيجية، ما تزال عاجزة في سوريا عن حماية الوجود الإيراني، رغم استعانتها بالسيد بوتين .
٥ يبدو لي في نهاية التحليل أنّ "العلاقات الأمريكية الإيرانية"، التي تربط إدارات الولايات المتّحدة بسلطة النظام الإيراني، بما هي في الجوهر معادية للديمقراطية وتخلق شروط سيطرة ونهب تشاركية إقليمية، (منذ ما قبل إنتصار الثورة المضادة للتغيير الديمقراطي الإسلامية شباط ١٩٧٩، وخلالها، وخلال ثمانينات القرن الماضي، إبان "حرب الخليج الأولى"، وفي أعقاب غزو العراق٢٠٠٣، وفي ضوء حيثيات وسياق ونتائج حروب "الخَيار العسكري الطائفي" في سوريا بين ٢٠١٢ ٢٠١٩، وفي أعقاب هجوم طوفان الأقصى الحمساوي، أكتوبر ٢٠٢٣)، هي التي تفسّر ما يبرز من تناقضات بين سياسات الولايات المتّحدة ومصالح شركاء السيطرة الإقليمية الأمريكية التاريخيين الرئيسيين -دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأنظمة السعودية وتركيا . وهنا من المفيد الإشارة إلى حقيقة واضحة في سياسات واشنطن لمواجهة عواقب طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية التالية:
تركيز العمليات الأمريكية على رؤوس الأذرع الميليشياوية ومقرّاتها في سوريا والعراق (وما يُظهره من حرص إدارة بايدن الديمقراطية على عدم استهداف المليشيات نفسها، وعلى بقاء سلطتها الإيرانية، كما يؤكّد حرص الولايات المتّحدة على عدم توريط إيران او حزب الله بحرب مباشرة مع إسرائيل التي تسعى إليه بجميع السبل على أمل استغلال الفرصة التي مثّلها هجوم طوفان الأقصى لتصفية الحسابات مع رأس وأذرع النظام الإيراني، الذي باتت أدوات مشروع سيطرته الإقليمية التشاركية مع الولايات المتّحدة تطوّق عنق الكيان الغاصب، وتكتم أنفاس جيشه وأجهزة استخباراته !)، لايخرج عن سياق أهداف و جهود و سياسات بايدن في مواجهة عواقب هجوم الأقصى وحرب إسرائيل العدوانية اللاحقة، التي تمحورت حول عدم السماح لحكومة العدو بتوسيع دائرة الصراع إقليميّا، و " بإعادة احتلال القطاع"، بما يجنّب النظام الإيراني وحزب الله وحماس دفع أثمان خطيرة، قد تلحق أضرارا بخطوات وإجراءات مشروع التطبيع الإقليمي الأمريكي، والتسوية السياسية الأمريكية في سوريا واليمن، وبالتالي تهديد وسائل السيطرة الإقليمية التشاركية للولايات المتّحدة والنظام الإيراني.
٦ من الواضح أن الاختلاف المُعلن بين مصلحة واشنطن وتل أبيب حول مآلات الحرب، وسعي حكومة اليمين لإلحاق هزيمة شاملة بمرتكزات حماس العسكرية، يعكس صراعاً واضحاً بين رؤيتي الولايات المتّحدة وحكومة اليمين المتطرف لمآلات الحرب السياسية، وضرورة بقاء دور لحماس في ترتيبات التسوية السياسية التي تسعى إليها الولايات المتّحدة، بشكل منفصل أو عبر حكومة "وحدة وطنية". التساؤل الذي لابدّ من طرحه :
إذا كانت قد نجحت سياسات الحماية الإقليمية الأمريكية في مواجهة مصالح الشركاء الإقليميين المنافسين لتمدد أذرع مشروع السيطرة الإقليميّة الإيراني منذ ١٩٨٠ – أنظمة العراق والسعودية وتركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي- إلى إية درجة تستطيع الآن حمايتهم في سوريا ولبنان وغزّة في ضوء نتائج زلزال طوفان الأقصى الحمساوي، وما خلّفه من عواقب مباشرة، وأسقطه من مسلمات التفوّق التقني والعسكري ، التي كانت تشكّل جدار الصد لحماية الأمن القومي الإسرائيلي ، وكسره من " قواعد الاشتباك " التي كانت تحمي قيادات وفصائل " المقاومة الإسلامية".
هذ اما ستكشفه بشكل خاص نتائج الهجوم العدواني الإسرائيلي على رفح ....وما بعدها ، رغم أنّ ما جاء في تصريح الرئيس بايدن خلال لقائه والملك الأردني في ١٢ فبراير الحالي يؤشّرإلى إنّ "موضوع حماس" قد أصبح تاريخا:"
"...وتطرقت مع الملك اليوم إلى ضرورة تطبيق السلطة الفلسطينية للإصلاحات بشكل عاجل حتى تتمكن من تقديم الخدمات بفعالية للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويتعين عليها أن تستعد لبناء دولة تقبل السلام ولا تأوي جماعات إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي بمجرد انتهاء سيطرة حماس على غزة".
في بيان، الجمعة ٩ فبراير الجاري ، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه أمر الجيش بالتخطيط "لإخلاء" رفح من المدنيين و"القضاء" على حماس، في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر. ويُعتقد أن أكثر من 1.3 مليون شخص يتواجدون في رفح، غالبيتهم نزحوا من أجزاء أخرى من غزة، وفقا للأمم المتحدة.. وكان قد أكّد "نتنياهو"، الخميس" إنّ الجيش الإسرائيلي سيذهب قريباً إلى رفح، آخر معقل لحركة حماس".
مع الأسف، تؤكّد جدّية مخاطر هجوم برّي وشيك على رفح ما تتناقله الاخبار (١).
في خلاصة القول، أعتقد أنّ الواجب الديني و الأخلاقي والوطني يوجّب على قيادة حماس، التي لم تفلح في "رفع الحصار" عن مدن القطاع ، ناهيكم عن حمايتها من آلة الحرب الأكثر قدرة على التدمير والقتل والتهجير، تجنيب رفح مصير مُدن القِطاع، في الشمال والجنوب والوسط ! فقد أصبحت رفح "الملاذ الأخير" وأصبحت حياة ملايين الفلسطينيين ومستقبل قضيتهم السياسية مرهونة بوقف تقدّم آلة الحرب الإسرائيلية الإجرامية التي ما تزال ورقتها السياسية بيد القيادة العسكرية الصامدة !! لقد باتت جميع المخارج أمام ملايين المحاصرين في رفح مميتة، حتى لو اضطرت مصر لفتح بوابات سيناء بفعل ضغوط الهجوم العسكري، أو الضغط السياسي والاقتصادي .
عدم القيام بما يوقف الهجوم الإسرائيلي البرّي على رفح له نتيجة واحدة :
قيادة حماس "شريكة" ( في الخندق المقاوم )، في تحقيق الأهداف السياسية لحروب حكومة اليمين العنصري الصهيونية، وعليها تحمّل العواقب أمام الرأي العام الفلسطيني، بالدرجة الأولى!
علاوة على، هل تدرك "النخب السياسية والثقافيّة" التي تحلّي الموت والتدمير الفلسطيني بما تنشره أو تروّجه من "وعي مضلّل"، وتقرعه من طبول المقاومة والانتصارات، أنّه ليس من واجب المثقّف السياسي النخبوي أن يكون شريكا في الجريمة من خلال التغطية على هذه الحقيقة الأبرز في الصراع الراهن على رفح !!
(١)-
خاص abcNews
▪︎أكثر من 100 شهيد و200 جريح في هجمات جيش الاحتلال على رفح الليلة. وإلى جانب عملية تحرير الرهائن هاجم جيش الإحتلال عشرات الأهداف في محافظة رفح الليلة من الجو والبحر. وأفادت بعض المصادر أنه قبل الساعة الثانية فجرا ، بدأ جيش الاحتلال بمهاجمة حوالي 60 هدفًا في رفح، وتشمل ايضا المنازل والمساجد. وبحسب المصادر، فقد أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 230 آخرين.
-------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب