الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 58 ـ

آرام كربيت

2024 / 2 / 15
الادب والفن


الإبداع
الإبداع هو جنس صامت أو تعويض عنه أو محاولة الوصول إلى الفاكهة التي فقدناها.
إنه تعويض عن الحرمان من الجنة المفقودة، البدائية السعيدة.
في البدائية لم يكن هناك حرمان، ولم يكن الإنسان مرتبطًا برؤى سابقة على وجوده أو ذاكرة سابقة على وجوده أو خيال سابق على وجوده
كان طفلًا صغيرًا بمقاييس اليوم، لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات.

البكاء المزيف
أكره أولئك الذين يبكون على موتاهم بمناسبة وغير مناسبة، أو الذين يحبون العودة إلى زيارة الاجداث.
الحياة لم تعد تنتظر محطات الزمن الآفل، ولم يعد هناك قطار راحل إلى الماضي.
والزمن العجوز مات، وكل المسلمات القديمة ماتت، ولم يعد في اليد كمشة سنابل نلوح بها للريح.
إنه زمن جيف بيزوز وإيلون ماسك وبيل كيتس، والفيس بوك وتويتر وكوكل ويوتوب، لم يعد الإنسان يمسك الأرض القديمة في يده، في زمننا الحاضر، لأن يده الأخرى أصبحت في الفضاء تلوح للرحيل عن الأرض إلى كواكب أخرى وعوالم أخرى.
ترهلت الدولة والشعب والمدن القديمة والثقافة والفن والمصطلحات القديمة، والمفاهيم القديمة، وأصبحت الحاجة للانقلاب على كل شيء والمسألة مسألة زمن ووقت.
نحن على أبواب الرحيل، نننظر أن نرحل إلى لا مكان ولا زمان، نحن في حالة ضياع، لأنه في الاساس لم يبحث الإنسان عن زمانه ولا عن مكان.

السعادة بنية وجودية
يستطيع الإنسان أن يعيش حرًا، سعيدًا إذا رمى الثروة، الشهوة، الشهرة، وراء ظهره، وتعامل مع الحياة كما هي، بسيطة.
بمجرد أن تعقد علاقاتك، توسع رغباتك، وتعدد تطلعاتك ستصبح عبدًا، تركض من مكان إلى أخر وراء تأمينها، تلبي متطلبات أشياء كثيرة، أشياء خارج عنك.
كلما أصبحت أكثر غنى كلما انفصلت عن نفسك أكثر، كلما اقتربت من العبودية أكثر.
الأكيد أن سعادة بيزوس هي في ممارسة المزيد من العبودية.

الدين منفصل عن أزمة الإنسان في وجوده
الأزمة البنيوية للأديان عميقة جدًا، يحتاجون إلى قراءة الذات المعاصرة قراءة عميقة ومتأنية، لمعرفة أين يقفون في عالمهم اليوم.
نحن في عصر قاسي جدًا، أنه يخنقنا جميعًا أفراد وجماعات اجتماعية في هذا العالم كله.
لا خلاص لنا منه بالبكاء أو الشتائم أو الصراخ، أننا في عالم اقتصادي سياسي اجتماعي، متماسك ومفكك، قيد أو جنزير مربوط في عنق كل واحد من البشر على مستوى العالم.
علينا أن ندخل فيه، في البناء العالمي للنظام الرأسمالي القائم، الذي يقبض على العالم كله، نحلله من داخله، نفككه إلى أجزاء لمعرفة كيفية مواجهته.
الفضائل والأخلاق بهذا العصر تغيرت، أصبحت استهلاكية مثل أي سلعة نشتريها من السوق، وأن التظاهر بالفضائل في ظل هذا العالم المتناقض والمفكك والمترابط، هو ضحك على الدقن.
كما قال نيتشه قبل أكثر من مئة سنة، أن الله مات، وأنا أتفق معه، إن الله الميت أهم من بقاءه، موته ربما يدفعنا للبحث عن بدائل، يجبرنا على الخروج من عنق الزجاجة؟
لكنهم يريدون ابقاء الإله الميت حيا ليتاجروا به، كسلعة رخيصة، أما نحن، كبشر يجب أن نقتله، لنستطيع ان نتحرر من هذا الصنم الجاثم فوق رؤوسنا. الإله الميت هو بداية الطريق.

الخصاء جزء من قيم الحضارة
من قال لك لست مخصيًا؟
بنظرة بسيطة إلى التاريخ والناس، سترى كل واحد حامل خصيته المقطوعة في يده، مخافتة أن تقع منه، يجري بها ركضًا إلى الأمام بكل فرح وسعادة وسرور.
للخصاء متعة كبيرة، فيها وبها، تنفذ الوصايا العشرة بدقة شديدة، تكذب وتسرق وتزني وتشهد بالزور وتقتل وتخون وترتكب المربقات كلها.
ففي تنفيذ هذه الوصايا، تشعر بالتميز والمكانة العالية، وتحتل مقام الشرف الرفيع وتحوز على المال والسلطة والجواري والغلمان.
مين قدك يا كبير
فالعبيد، عبيدك يركضون وراءك بسعادة بالغة، يبغون الوصول إلى مؤخرتك من أجل الحصول على ما حصلت عليه من شرف باهر ورفيع.

الكاتب في أزمة عدم القبض على منتجه
عندما ينتهي الكاتب من كتابة نصه، ويضعه بين يدي القارئ، يستقل عنه بالكامل، أو ينفصل عنه بالكامل، بل يتحول إلى قارئ آخر.
في هذه الحالة يموت الكاتب معنويًا وسيكولوجيًا وفيزيائيًا وإنسانيًا.
لا يبقى منه شيئًا في داخل النص.
النص يعدم أو يقتل صاحبه، ليتبرأ منه.
كل نص خنجره في يده، يقتل من يخرجه إلى الهواء الطلق
والنص الذي يؤول، هو الأكثر تنكرًا لسيده.
وفي تأويله يتحول النص إلى قراءات متعددة.
ويتحول القارئ إلى ناقد أو قديس أو نبي أو رسول أو كائن متلون أو برغماتي أو حشرة لأسعة، يتعامل مع النص وفق جوانب كثيرة وزوايا متعددة، سيكولوجية وثقافية واجتماعية وسياسية وفكرية ومصلحية.
القراءة لها علاقة بنوعية القارئ، بمقدار ما يملك من أدوات فكرية أو ثقافية أو موقع.
ويمكن تأويل النص برغماتيًا وفق حسابات سياسية شديدة التركيز.
النصوص الدينية قتلت رسلها وأصحابها وأنبياءها، وجردتهم من قديستهم عندما فرغوا أدواتهم الثقافية من حمولتها في كتاب أو في جوف متلقيها.

الحياة خبط عشواء
هذه الحياة لعبة غير متقنة الصنع، طائشة لا تلوي على شيء، ولا يوجد من لديه حبل أو مرسة يربطها أو يوقف دورانها المجنون.
ونحن المجانين نصدق حماقتها، وندور معها وكأننا ملاك لها.
وهذه الحياة ليست سوى ملك نفسها.

اليسار ولسجن
أغلب اليساريين كانوا في السجون يتحملون الذل يومياً والقهر والحرمان. والقسم الأكبر كان يقرأ عن التراث العربي والإسلامي والعالمي, يقرأ الطبري وابن كثير والبلاذري والجابري والطيب تيزيني وغليون وأركون وسمير أمين والأدب العالمي والكتب السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع.
وأغلبهم لا صوت له لأن الآلة الاعلامية همشتهم.
ومن خرج من السجن لم يرمم نفسه على المستوى العاطفي والمعيشي والنفسي إلى اليوم. خرج مكسورا مهمشا ضائعا لا يعرف من أين يبدأ.
الرحمة على اليساريين الذين كانوا يذهبون إلى محكمة أمن الدولة ويجرمون ويحجر عليهم ولم يتعاطف معهم الناس بأستثناء أهلهم, الأم والأب والأخ والأخت، والبعض من الأصدقاء.
ولم نر ابن امرأة في الشارع يتضامن معهم من شدة الجبن والخوف والهلع.
اليوم الجميع أصبحوا أبطالا في زمن الفيس بوك وتويتر ويرجمون غيرهم شرقا وغربا دون رحمة أو شفقة.
عندما تعرف أنك ضعيف وجبان ولم تستطع أن تتضامن بكلمة واحدة مع من كان في المعتقل, عندما كان الكلام مكلفاً, عليك أولاً أن ترجم ضعفك وجبنك وذاتك المريضة المهزومة, ثم تكلم على الأخرين. يا ضعيف كن مؤدب, أخجل على دمك.
هيك الحسبة تصبح صحيحة.

الثقافة الدينية كريهة
الثقافة الدينية مبنية على كره الآخر والحط من مكانته، لصالح أفكار مطلقة.
كيف لهذا الفكر أن يبني مستقبلا لنا؟
هذه الحياة لعبة غير متقنة الصنع، طائشة لا تلوي على شيء، ولا يوجد من لديه حبل أو مرساة يربطها أو يوقف دورانها المجنون.
ونحن المجانين نصدق حماقتها، وندور معها وكأننا ملاك لها.
وهذه الحياة ليست سوى ملك نفسها.
ولا يستطيع كائن من يكون القبض عليها أو تسخيرها لمصلحته، خاصة الدين.
في الوقت الذي نعري القلق الإنساني, نكتشف الحقائق المدفونة في داخله, العيوب والنواقص, الخراب أو النور في أعماقه، وهذا القلق الإنساني جاء نتيجة انفصاله عن الطبيعة. وشكل لنفسه طبيعة أخرى, مملوءة بالتوتر والقلق والخوف.
عندما نفكك العيب الإنساني, القلق الوجودي عبر الفن والأدب, فأننا ندرك أن العقل يستطيع الارتقاء من المحسوس إلى المجرد
ما أن يتعرى الملك من الرموز حتى يبان ضعفه وهزاله وعريه.
وإذا تعرى الإنسان عامة بعض الحين من الرموز والإشارات لبان عريه الحقيقي, وتحولنا إلى كائنات طبيعية
قلنا أن اللغة متواطئة مع الخضوع.



النظام الرأسمالي يفتقد إلى المركزية سياسيا واقتصاديا. وموزع على دول كثيرة, ممتد على كامل الرقعة الجغرافية للعالم.
إنه نظام, له قوانينه وأنظمته وعلاقاته وتوازناته وتداخل مصالح قواه القائم على تعويم الدول وتنسيق المصالح المتداخلة بينهم والتعاون على تخريب أي منجز اجتماعي في أي مكان في العالم عبر زرع الفتن والفوضى والقلق والخوف والتوتر بين الناس عبر أجهزة مخابراتهم التي تعمل ليلا نهارا على زرع الرعب المباشر والغير مباشر في نفوس الناس, وصناعة تنظيمات مسلحة على مقاسهم لابقاء الجميع تحت السيطرة.
الشعوب في كل مكان لا يدرون ماذا يحدث.
الشعوب عارية اليوم. عارية تماما. لا سند لهم من أي طرف.

المستبد الأول هو الله الوهم
المستبد يختزن في ذاته وذاكرته صورة الإله الذي لا يموت, ظأنا إنه معبود من قبل الآخرين حتى في اسوأ لحظات بؤسه وانهياره.
الحقيقة لم تجر دراسة سيكولوجية عميقة وحقيقية عن العلاقة بين صنع الإله والمستبد عبر التاريخ. وكيف تتداخل العلاقة بينه وبين الناس, كيف يرفع إلى الأعلى وينزل الناس إلى تحت, وكيف تتغير سيكولوجية الناس في لحظة زمنية, بحيث يخضعون له ويعبدونه, ثم يموتون من أجله. وبعد ذلك ينبذونه.
إن رفع المستبد إلى مقامات عالية ليست وليدة اليوم أو البارحة. وليست متعلقة بشعب دون آخر. يمكن صناعته في أية لحظة من لحظات الزمن.
المستبد هو صورة الإنسان التاريخية, الإله الذي صنعناه, التراتبية في كل اشكالها. تحطيمه يحتاج إلى فعل ثقافي عميق جدا. وواقع موضوعي محتلف.

عن اليدمقراطية
لا زالت الديمقراطية قائمة على تحسين أداء السلطة, والدليل لم يبق هناك سياسة على المستوى السياسي في البلدان الاوروبية.
تحولت البرامج السياسية الى مازة شكلية، طاولة علينا مشروبات مختلفة، واطعمة متنوعة، لتحسين أداء وفعالية السلطة في عملها على ادارة الاقتصاد المعولم.
أعد للقول أن الديمقراطية في العالم المعاصر هي حاجة سلطة, لتغليفها بثوب الطهارة والزهد واضفاءها ببعد إنساني أو خلوصي. بيد أن ما تفعله السلطة في الخفاء من تزييف للحقائق ونشر قيم مشوهة تثبت ذلك
لهذا يمكنني القول أن الديمقراطية جاءت من خارجها, أي ليست من بنيتها الحقيقية. ولهذا نرى تغريب الإنسان عن نفسه وذاته واضحًا في عصرنا. بالإضافة إلى حالة القلق والخوف واللانتماء.

أوروبا جسد دون رأس
في قطع رأس الملك لويس السادس عشر, تم قطع مرحلة تاريخية مهمة وقاسية في مسيرة السلطة.
رموا الرأس وأبقوا على الجسد. تحول جسد السلطة إلى مؤسسة لها عدة رؤوس وأضلاع ومفاصل. وهذه الجسد أمعن في تغريب الإنسان وتشييئه بصورة أقسى وأمر.
اليوم الغرب دون أب, دون رأس.
إنهم يتامى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف