الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاترُ الوقتِ طويل الأجل

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2024 / 2 / 16
الادب والفن


عارٌ عليك
أن تعيشَ إلى الآنَ
لتكتَشِفَ الآن
أنّكَ لستَ "عِماداً"
ولستَ "لطيفاً"
ولا أنتَ "سالِم".
عارٌ عليك
أنّكَ كنتَ يوماً كذلك.
كان ينبغي أن تموت
يومَ كانَ بإمكانِكَ
أن تكونَ كذلك.
غيرَ أنّكَ رَضيتَ لنفسِكَ
أن تعيشَ إلى أرذلِ الوقتِ هذا
وأن لا تكون
كُلّ ذلك.
أنتَ لا تحلمُ الآن
بأن تكونَ "عِماداً".
أنتَ تتذكّرُ فقط
أنّكَ كُنتَ يوماً
"عِماداً" لشيء.
وبعدَ أن خُضتَ في وحلِ الحروبِ طويلاً
أصبحت خيامُ حُزنكَ
واسعةٌ عليك
و ضاعت بهجةُ أيامكَ السابقات
كما تضيعُ أصابعُ طفلٍ
في "بسطالٍ" رومانيّ
لأبٍ مات
في الحروب القديمة.
ربّما..
كنتَ يوماً "لطيفاً"
ولكنّكَ الآن
يوجِعُكَ الخذلانُ
وأصبحَ الغفرانُ صعباً عليكَ
وباتَ الجحودُ
لا يُحتَمَل.
وها هوَ وجهكَ المُجَعّدُ
يضحكُ الآنَ للناس
دون معنى
كوجهِ جُنديٍّ في الحرب
ماتَ وهو يضحكُ دونَ سببٍ
في السخامِ
طويلِ الأجل.
ربّما..
كنتَ يوماَ "سالِما"
رغم جميعِ الهزائمِ
في الحروبِ الجديدة.
وها أنتَ الآن
قد كبرتَ كثيراً الآن
وأصبحتَ نزيلاً
في مصحّاتِ النسيانِ
قصيرِ الأجل.
لقد عِشتَ طويلاً
ولا عيشَ طويل
دون كُلفة.
لقد كانَ كُلُّ يومٍ
بل كانت كُلُّ لحظةٍ
ايراداً وفيراً
في دفاترِ الجَرد
لأيّامكَ البالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ