الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت المنظمات الإسلامية وعلماء الدين عن مجازر غزة!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور ما يقارب خمسة أشهر على بدء جرائم القتل والتدمير المنهجي للبيوت والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية التي ترتكبها دولة الاحتلال بخق أهلها في غزة والضفة الغربية، ما زالت الأنظمة العربية المتواطئة والمتخاذلة التي لم تفعل شيئا لنصرة غزة تستجدي الولايات المتحدة ودول العالم للتدخل لوقف هذه الحرب البربرية، وما زالت المنظمات الإسلامية وكبار رجال الدين المسلمين صامتين.

فرابطة العالم الإسلامي أصدرت بشأن استمرار الحرب في غزة، ورابطة علماء المسلمين اكتفت بإصدار بيان فصيح رنان لرفع العتب، ومنظمة التعاون الإسلامي عقدت اجتماعا وزاريا خلال الأسبوع الماضي في الجزائر لتدارس الجرائم الإسرائيلية واكتفت بإصدار بيان أدانت فيه العدوان الذي أدى إلى قتل وجرح ما يقارب 100000 فلسطيني ودعت إلى رفض التهجير. وهيئة كبار العلماء بالأزهر طالبت المسلمين أن يتحدوا لإنقاذ غزة، لكنها لم تفعل شيئا حقيقيا لاستنهاض الشعب المصري وتشجيعه لممارسة المزيد من الضغط على النظام لتغيير موقفه المتخاذل من الحرب.

وهيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين الشريفين التي لم يعد لديها القدرة على أن تحلل حلالا أو تحرم حراما، وأصبحت أعمالها مجرد دعاية وتطبيل وتزمير وتملق للنظام، لم يسمع لها همسا حول مجازر غزة، وأفتت بتحريم المظاهرات الداعمة للفلسطينيين، واقتصرت ردود فعلها على المساهمة في جمع التبرعات من المواطنين السعوديين.

وعلماء المسلمين في معظم الدول العربية دافعوا عن جهود قادة أنظمتهم كذبا وبهتانا وتملقا ونفاقا، ولم يفعلوا شيئا ذو قيمة لدعم إخوانهم في غزة والضفة الغربية، وكأن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحقهم لا تشكل خطرا على فلسطين والأمة العربية، ولا تعني لهم شيئا. فمنهم من حث الناس على طاعة حكام التواطؤ والخيانة والاذعان لإرادتهم، ومنهم من اكتفي بإصدار تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع، وقلة منهم وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وطالبت أولئك الحكام بدعم المقاومة ونصرة الشعب الفلسطيني.

مفتي عمان ومفتي اليمن وكبار رجال الدين في دول محور المقاومة، وتحديدا في لبنان واليمن والعراق كانت لهم مواقف مختلفة عن مواقف " شيوخ السلاطين." فبينما صمت أولئك عن الحق وعن جرائم دولة الاحتلال، سارع مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي إلى دعم الفلسطينيين والدعوة للجهاد، وكان منذ السابع من أكتوبر في مقدمة العلماء المسلمين المباركين لعملية " طوفان الأقصى "، ودعا إلى مساندة أهل غزة وابطال المقاومة وتقديم المساعدات لهم.

وفي بداية شهر كانون الثاني الماضي عقد في اليمن مؤتمر للعلماء لنصرة غزة تحت شعار" واجب العلماء في نصرة غزة " شارك فيه عشرات العلماء من المحافظات اليمنية بمشاركة علماء من بعض الدول العربية، وألقى مفتي الديار اليمنية الشيخ شمس الدين شرف الدين كلمة دعا فيها للجهاد، وطلب من علماء الأمة أن يكونوا عشاقا للجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وأن يتحلوا بروح الإقدام، وحث المسلمين على رفض الظلم ومساعدة الفلسطينيين ودعم المقاومة.

مواقف المنظمات الإسلامية لم ترتقي إلى مستوى أهمية وخطورة الحدث، ولم تقدم شيئا حقيقيا لدعم ونصرة غزة، ومواقف كبار رجال الدين في معظم الدول العربية ما زالت انهزامية، خجولة، داعمة لقادة الخذلان والتواطؤ العرب. فقادة تلك المنظمات، وكبار رجال الدين لم يدعوا المسلمين للجهاد الذي يعتبره ديننا فرض عين على كل مسلم، ولم يفعلوا شيئا لاستنهاض الشعوب العربية للضغط على دولهم لمساندة أهلنا في غزة، ولم يجرؤ أحد منهم على انتقاد الأنظمة العربية المتخاذلة وفي مقدمتها أنظمة التطبيع التي ترفض اتخاذ أي إجراءات حقيقية ضد دولة الاحتلال، وتقوم بتطويق المواطنين ومنعهم من التحرك والتظاهر تضامنا مع الفلسطينيين، وتمعن في نشر الأكاذيب عن دعمها للفلسطينيين. وفوق ذلك كله فإنها قامت بفتح خط بري من الإمارات مرورا ببلاد الحرمين والأردن لنقل ما تحتاجه دولة الاحتلال من أسلحة ومواد غذائية وتقنية لإفشال الحصار البحري الذي تفرضه عليها اليمن، ولدعم اقتصادها، وتمكينها من الاستمرار في جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو