الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلة بين العنصرية والرأسمالية والاستعمار

فهد المضحكي

2024 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لا ينبغي لنا أن ننظر إلى العنصرية على أنها مسألة مشاعر أو رأي شخصي، بل على أنها نظام استغلالي عمره مئات السنين. لا يمكن إدراك المفهوم الحديث للعرق وما أصبح يعرف فيما بعد بالعنصرية إلا في سياق المشروع الاستعماري الأوروبي الموجود في جوهر المشروع الأكبر المسمى «بالتحضّر». للناشط الحقوقي الأمريكي جامو باراكا رأي نُشر بإحدى الجرائد التقدمية، يرى فيه عندما عرف الأشخاص الذين أصبحوا يعرفون في نهاية المطاف بالأوروبيين من «أوروبا» إلى ما أصبح «الأمريكيتين»، كان لقاؤهم مع الشعوب الأصلية في هذه المنطقة مستوحى بالفعل من الوعي العنصري، كما حلل المنظر الثوري الأسود العظيم سيدرك روبنسون.
ما يدعو التوقف عند الوعي العنصري، أن بهذا الوعي الذي جمع بين الميل نحو التجرد من الإنسانية على أساس العرق، وإطار ديني فظّ وغريب وعنيف يسمى «التدين الأوروبي»، انخرط البرابرة الأوربيون في هياج إبادة جماعية عبر هذه المنطقة والعديد من المناطق الأخرى في جميع أنحاء العالم. ومع السرقة الوحشية للأراضي من السكان الأصليين، إلى جانب إجبارهم على العمل القسري، وممارسة الوحشية التي أدت إلى استعباد ملايين العبيد الأفارقة، تم إنشاء القاعدة المادية التي تُرجمت إلى إمبراطورية عنصرية شاسعة - يشار إليها اليوم باسم «الغرب الجماعي».
وكما ذكر عالم الاجتماع اللاتيني انيبال كويغانو بوضوح، «إن فكرة العرق بمعناها الحديث ليس لها تاريخ معروف قبل استعمار أمريكا. وفي أمريكا، كانت فكرة العرق وسيلة لإضفاء الشرعية على علاقات الهيمنة التي فرضها الغزو».
بعد استعمار أمريكا وتوسيع الاستعمار الأوروبي إلى بقية العالم، اجتاح الدستور الأخلاقي اللاحق لأوروبا كهوية جديدة إلى تطوير نفسه ليتمحور حول ما بات يعرف باسم «المنظور الأوروبي للمعرفة» Eurocentric Knowledge of Perspective. «وهو منظور نظري حول فكرة العرق التي تهدف إلى تطبيع الاستعمار، وتحديد شكل العلاقات بين الأوروبيين وغير الأوروبيين».
لذا فإن الأمر، على حد تعبير باركا، لا يرتبط في التركيز على ما يدور في ذهن أي شخص فيما يتعلق بالعرق - ولا ينبغي لنا أن نهتم بما إذا كان الأشخاص البيض يحبونا أم لا، فالمهم هو بناء القدرة على تحرير أنفسنا وتطويرها، وهي المهمة الأكبر، فهي تعني تفكيك النظام الأبوي الاستعماري الرأسمالي للعنصر الأبيض، وبناء قدرتنا على حكم وتطوير وتحويل أنفسنا - إنه بالفعل مشروع حياة لأنفسنا وللأرض الأم والذي تنبثق منه كل الأشياء.
وهنا، يقدّم مثالًا ملموسًا ومعاصرًا عن كيفية تشابك العرق والمشروع الاستعماري بشكل جوهري وهو الإعتداء الوحشي على الفلسطينيين الذي يقوم به المستوطنون في «إسرائيل». كانت آلقوة الدافعة للمشروع الاستعماري الاستيطاني الذي يعرف اليوم باسم «إسرائيل» هي اليهود الأوروبيين غير المتدينين، ومعظمهم من أوروبا الشرقية، الذين كانوا بيدقًا في يد المستعمر الغربي، البريطاني أولًا ثم الأمريكي، لفرض وترسيخ دولة التفوق اليهودي كاملة. إنه مشروع مع قوانين وممارسات الفصل العنصري، حيث يجد ملايين الفلسطينيين الذين أداروا تلك الأرض تاريخيًا، أنفسهم عرضة لأبشع مظاهر الفاشية في العالم اليوم. إن حقوقهم الديمقراطية والإنسانية، فضلًا عن حقهم في تقرير المصير، يتم تجاهلها بالكامل، بل إن ثمن حق حقوق الإنسان - هو الحق في آلحياة - لايعترف به لهم المستوطنون الفاشيّون «الإسرائيليون» قط، ويتم انتهاكه بشكل منهجي أمام أعين العالم.
والسؤال الذي يجب طرحه هو: كيف أفلت المستوطنون اليهود الأوروبيون من وحشية الاحتلال وحتى تصوير أنفسهم كضحايا؟ من خلال العنصرية ضد الفلسطينيين باعتبارهم «الآخرين»، ما أشار إليه إدوارد سعيد بالاستشراق، وهو مشروع يجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم ويجعلهم تهديدًا ويبرر معاملتهم بوحشية، بما في ذلك مصادرة الحق في آلحياة نفسها. وعلى الرغم من أن الفلسطينيين هم الذين تم غزوهم وتهجيرهم واستعمارهم واحتلالهم، فإن الرواية الإسرائيلية صنفتهم على أنهم المعتدين، و«الإرهابيين» وتصنيفاتهم على أنها «طبيعية».
لقد تُرجمت هذه العنصرية التي جردت الفلسطينيين من إنسانيتهم إلى مذبحة قتل فيها آلاف الفلسطينيين من دون عقاب - وهذا هو سلوك المستعمرين العنصريين. وما هو الهدف من هذا العنف - السيطرة الكاملة والكلية، وهو الهدف الذي يوصل الفلسطينيين إلى ما أشار اليه فرانز فانون بـ«منطقة اللاوجود (الدائمة)».
إن حقيقة الارتباط بين العنصرية والإبادة الجماعية والاستعمار هي التي تعطي الأولوية للعناصر الهيكلية التي نسميها التفوق الأبيض وأيديولوجية التفوق الأبيض التي يمكن غرسها في ذهن أي شخص يخضع لها.
وبمقابل ذلك، يمكن للمرء أن يكون أكثر سوادًا من السود ويظل متعصبًا للبيض أيديولوجيًا. وهو ما يعرف باسم «التعبير الأيديولوجي والبنيوي المشترك عن القوة البيضاء». وفي تعبيرها الأيديولوجي، تفترض أن أحفاد الشعوب من المناطق التي يشار إليها الآن باسم أوروبا يمثلون أعلى المراتب في التنمية البشرية، وأن ثقافتهم ومؤسساتهم الاجتماعية ودينهم وأسلوب حياتهم متفوقة بطبيعتها وجوهرها. يتم دمج هذا الموقف مع ما يسمى بالهياكل والمؤسسات العالمية للتفوق الأبيض - التعبير الهيكلي. الوسائل المادية للحفاظ على القوة البيضاء العالمية وتعزيزها هي صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة العالمية، النظام المصرفي العالمي، الناتو، هيمنة الدولار، والجهاز الثقافي والأيديولوجي الرأسمالي العالمي، وسائل الإعلام وصناعة الترفيه والتكنولوجيا الكبرى وما إلى ذلك.
لا يمكن اختزال التفوق الأبيض في المواقف والقيم الفردية بين الأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم من البيض فقط. وبدلًا من ذلك ينبغي أن ينظر إلى العنصرية باعتبارها بنية هيمنة متجذرة أيديولوجيًا في كل جانب من جوانب المجتمع الأمريكي والأوروبي إلى الحد الذي أصبح فيه أمرًا طبيعيًا، وبالتالي غير مرئي باعتباره منطقًا عامًا. إن التفوق الأبيض أمر جوهري بالنسبة للنظام الأبوي الاستعماري/‏‏ الرأسمالي المتمركز أوروبيًا، الذي بدأ مع غزو ما أصبح «الأمريكيين» في عام 1492.
ما خلص إليه باراكا في رؤيته هذه، يجب أن لا يكون هناك أي لبس، ولا ميل ليبرالي للاعتقاد بأن المصنّفين أدنى في أي سياق استعماري، سوف يرضون تطلعاتهم الوطنية في تقرير المصير والعدالة والتنمية، دون تغيير جوهري مرتبط بتوازن القوى الذي سيؤدي إلى ذلك. هذا التغيير الجوهري واضح المعالم، وهو أخذ السلطة من البرجوازيات العالمية الغربية، ومن حلفائها البرجوازيين الكمبرادوريين على المستويات الوطنية ووضعها في يد جماهير الشعب على مستوى العالم. لن يكون هناك تحرير أو تنمية أو سلامة إقليمية طالما استمر النظام العالمي للنهب الرأسمالي الاستعماري في استخلاص القيمة وفرض العنف والبؤس على الإنسانية الجماعية. ولذلك، فإن هذا هو ضرورة عالمية للشعوب المضطهدة والمستعمرة.
بالإضافة إلى ذلك يقول: «عندما نفهم أن التفوق الأبيض ليس فقط ما يدور في رأس شخص ما، بل هو أيضًا هيكل عالمي للسلطة له تأثيرات مستمرة ومدمرة على شعوب العالم، فسوف نفهم بشكل أفضل لماذا البعض منا لديه قناعة تامة بأنه لكي يحيا العالم، يجب أن تموت السلطة الأبوية الاستعمارية /‏‏ الرأسمالية ذات التفوق الأبيض والتي يبلغ عمرها 525 عامًا. إن هزيمة الهمجيه المناهضة للشعب في هذا المشروع هي مهمتنا ومسؤوليتنا التاريخية، وستكون النتيجة الحتمية لنضالات الشعوب في العالم».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألعنصرية ليست نتاج الرأسمالية
د. لبيب سلطان ( 2024 / 2 / 17 - 11:28 )
استاذ المضحكي
اقتباسكم من مؤلفين اميركان يروي امر العنصرية في تاريخ اميركا لاغير وامرها غير مرتبط بالانسان الابيض فقط كما تكتبون وتقتبسون ففي منطقتنا و لليوم، وخصوصا الخليج يدعون السود عبيد ، وهذه تاريخيا ثورة الزنج في البصرة ، انه تمييز عرقي متأصل منذ الاف السنين في منطقتنا و قبل الرأسمالية وبفضل الاخيرة ولحاجة الصناعة للايدي العاملة منتصف القرن 19 تم القضاء على العبودية وقامت حروب اهلية كما في اميركا عام 1863 وكما في اوربا ..ولولاها لبقي العبيد يعملون في المزارع..
اما ربطكم لمؤسسات دولية تمول اقتصاد العالم وتساعد اقراض الدول النامية في مشاريع تنموية كبنك الاعمار والتمويل الدولي بالعرقية فهو امر مضحك حقا ..وهو العكس فالبنك يركز على اسيا وافريقيا ويقدم الخبرة والتمويل والاقراض بفوائد رمزية لتنفيذ مشاريع انمائية ..والهند مثلا قضت على الجوع فيها بفضل مشاريعه واستثماراته في المشاريع الزراعية ومثلها اندونيسيا وعشرات الدول النامية
مقالتكم للاسف مليئة بثقافة الكره والعالم اليوم يشهد رئيس وزراء بريطانيا هندي ووزير دفاع اميركا ورئيسها السابق افريقي، الا يدحض ذلك ادعائكم
كفى بث ثقافة الكره


2 - مقال جيد جدا
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 14:16 )
تحية أستاذ فهد المضحكي
أتفق معك في أن عنصرية اليوم هي عنصرية ذات طابع رأسمالي صرف , طالما النظام الإجتماعي الإقتصادي السياسي الثقافي المهين هو يعود لهذا النظام.
هكذا , يكون التحليل والإستنتاج المادي التاريخي العلمي. وليس التحليل الأيديولوجي البورجوازي الذي يفصل النتاج الثقافي عن قاعدته المادية الإجتماعية , في محاولة بائسة يائسة لتبرئة هذا النظام الإقتصادي .
عنصرية ما قبل الرأسمالية , تفسر وتفهم على أساس أنماط الإنتاج الماقبل رأسمالية. لأنها نتاج تلك الأنماط تحديدا.
فالعبودية ,السائدة أنذاك , مرتبطة أساسا ,[بملكية الأرض[. لذلك كان الأقنان .
صحيح كان القن أنئذ مجرد شيئ مسلوب الإرادة والحرية .لكونه كان مملوكا قانونيا لسيده .
ثم جاءت الرأسمالية وحررته من هذا الوضع , لكن ماذا فعلت بعدئذ؟
حررته من الملكية للسيد الإقطاعي, لتلحقه كسلعة بالمالك الرأسمالي.
هي خطوة تقدمية , لا يمكن الإستهانة بها , لكنها خطوة محدودة .
فقد إستبدلت شكلا من التبعية لآخر منها.
والآن - المقصود المرحلة التاريخية - دخلنا عصر التحرير الكامل للإنسان. عصر تحرير الشعوب من سيطرة هذا النظام الرأسمالي العنصري المتمركز أوربيا.


3 - أساليب الإمبريالية الفرنسية للسيطرة على شعوب أفري3
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 15:53 )
إذا انخفض سعر الفائدة على الودائع في فرنسا من 8.5% سنة 1982 إلى ما دون 0.8%.
3- مبدأ حصرية تحويل الفرنك إلى اليورو
إذ إن الفرنك الأفريقي غير قابل للتحويل إلا لليورو، وبدون تحديد الكمية التي يمكن تحويلها دوريا.
4- مبدأ حرية تحويل رؤوس الأموال من المنطقة إلى فرنسا
يمكّن هذا المبدأ المستثمر الأجنبي والوطني من [تحويل روؤس الأموال من المنطقة نحو فرنسا] دون قيود قانونية أو تشريعية.
نتائج هذه السياسة الإمبريالية :

تشكل عائدات فوائد هذه الأصول في قيمتها ثروة اقتصادية ومالية مهمة جدا تستفيد منها فرنسا بصفة مباشرة، ومن خلالها تمكنت من رفع احتياطيها النقدي في المركزي الفرنسي على مدى عقود، في المقابل لم تستفد منها الدول الأفريقية المنضوية تحت منطقة الفرنك، بل شهدت في أغلبيتها أزمات اقتصادية خانقة. فكيف والحال هذه أن تتحقق التنمية في هذه الدول .الأمر واضح للعقلاء.

ارتباط هذه الدول اقتصاديا ونقديا بخزانة دولة واحدة(فرنسا) وفق الاتفاقية منعها من القيام بتنويع دول تخزين احتياطياتها الأجنبية، والذي يعد قاعدة اقتصادية مهمة تهدف إلى تشكيل ضمان نقدي لهذه الدول للمحافظة على قوة عملتها واقتصاداتها.


4 - أساليب الإمبريالية الفرنسية للسيطرة على شعوب أفر4
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 16:02 )
من نتائجها الكارثية أيضا:

باتت فرنسا بموجب هذه الاتفاقيات [مراقبا اقتصاديا يقيد دول المنطقة ويحدد معاملاتها النقدية مع الدول أو الشركات الأخرى] ، إذ يعد [المرور بالمؤسسات المالية الفرنسية] أمرا يشمل جميع العمليات المالية للمنطقة.

أدت هذه السياسة إلى [تقلص نسب وموارد الدول من الادخار العام بكافة الدول الأفريقية التابعة لمنطقة الفرنك] ، كما أدى إلى [سهولة تبييض ونقل الأموال المتأتية من الكسب غير المشروع لدى نصّبت فرنسا بموجب هذه الاتفاقيات مراقبا اقتصاديا يقيد دول المنطقة ويحدد معاملاتها النقدية مع الدول أو الشركات الأخرى، إذ يعد المرور بالمؤسسات المالية الفرنسية أمرا يشمل جميع العمليات المالية للمنطقة.

أدت هذه السياسة إلى تقلص نسب وموارد الدول من الادخار العام بكافة الدول الأفريقية التابعة لمنطقة الفرنك، كما أدى إلى سهولة تبييض ونقل الأموال المتأتية من الكسب غير المشروع لدى النافذين والسياسيين والفاسدين في أفريقيا، من بعض ضباط الجيش والحكام والعائلات الثرية ذات المصالح المرتبطة بفرنسا.

تم تقييد المبادلات التجارية داخل منطقة الفرنك الأفريقي، حيث تبلغ 10% في وسط أفريقيا و15%


5 - أساليب الإمبريالية الفرنسية للسيطرة على شعوب أفر5
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 16:11 )
تم [تقييد المبادلات التجارية داخل منطقة الفرنك الأفريقي] ، حيث [تبلغ 10% في وسط أفريقيا و15% داخل غرب أفريقيا فقط] ، في حين تبلغ[ 60% مع الشركات المتمركزة داخل المجال الأوروبي].

لذلك لا غرابة في وجود التباين الشاسع بين الاقتصادات الصناعية الأوروبية وبين اقتصادات دول منطقة الفرنك الأفريقي التي يعاني معظمها من اختلالات هيكلية وبنيوية حادة، وهو ما يجعل [ ميزان المدفوعات يميل لصالح فرنسا وأوروبا] .
B- النتائج على المستوى الفرنسي
في المقابل، حظيت فرنسا بمزايا عديدة، إذ أحكمت قبضتها على اقتصادات هذه البلدان، وتمكنت عن طريق الفائض التجاري لهذه الدول من [ تخزين احتياطياتها من العملات الأجنبية في البنوك الفرنسية] التي يمكنها بعد ذلك [استثمارها في الأسواق المالية الدولية.]

كما تمكنت [الشركات الفرنسية على مدى عقود من الوصول إلى الأسواق المحلية واستخراج واستغلال الموارد، ثم إعادة أرباحها إلى فرنسا] دون المجازفة التي تفرضها أحيانا تقلبات العملات الأجنبية في العالم.
تلزم فرنسا المصدرين في البلدان التابعة لها [ بتحويل 80% من عائداتهم من العملة الصعبة لصالح البنك المركزي الفرنسي] خلال شهر من...


6 - أساليب الإمبريالية الفرنسية للسيطرة على شعوب أفر6
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 16:23 )
تلزم فرنسا المصدرين في البلدان التابعة لها بتحويل 80% من عائداتهم من العملة الصعبة لصالح البنك المركزي الفرنسي خلال شهر من تسلمها.
في المقابل، لا تمنح فرنسا تلك الدول سوى [ القروض التي يتم استثمارها في فتح أسواق جديدة أمام المستثمرين الفرنسيين].

كما تستفيد [الشركات الفرنسية والأجنبية] عموما من [اليد العاملة الرخيصة للإنتاج بتكاليف أقل في دول أفريقيا، وتحول أرباحها إلى فرنسا أو الدول الأوروبية من دون استفادة حقيقية للبلدان الأفريقية].

كل هذا قاد الى ضرورة الإنفصال والتحرر من قبضة السيطرة الإمبريالية الفرنسية ، لاجل خلق شروط تنمية مستقلة حقيقية.
محاولات الانفصال
سنة 1960 قررت غينيا إصدار عملتها الوطنية الخاصة، فما كان من فرنسا إلا أن نظمت [ عمليات تخريبية لزعزعة استقرار الدولة الجديدة، فدعمت عملاء محليين وأغرقت الاقتصاد بأوراق نقدية مزيفة واعترضت شحنات الأرز لتجويع الغينيين ولتركيع اقتصاد البلاد ]، وقد أقر بذلك الرئيس السابق لوكالة المخابرات الخارجية الفرنسية بيير ميسمير في مذكراته.

وأيد توماس سانكارا رئيس بوركينا فاسو قطع العلاقات مع فرنسا، وعطل اتفاقيات التعاون معها .


7 - أساليب الإمبريالية الفرنسية للسيطرة على شعوب أفر7
حميد فكري ( 2024 / 2 / 17 - 16:38 )
وقاطع القمة الفرنسية الأفريقية التي عقدت في 1984، وقد اغتيل مع 12 من مساعديه ووُجهت أصابع الاتهام في دعم الانقلاب عليه واغتياله إلى فرنسا وشبكات نفوذها في مستعمراتها السابقة رغم نفيها الرسمي.

هذه هي فرنسا ،أم التنوير والإنسانية (حرية مساواة أخوة /Liberté, É-;-galité, Fraternité).
تفعل كل ما من شأنه أن يديم الله عليها نعمة الإستغلال والتبعية .
وهي هنا مجرد نموذج صغير .
هذه هي الإزدواجية ،يعملون من أجل تطوير مجتمعاتهم ،وفي ذات الوقت يعيقون تنمية غيرهم .
لكن المشكل والعيب ليس في فرنسا ،فهذا أمر طبيعي بالنسبة للإمبرياليين ،المصيبة هي في من نصب نفسه محاميا للدفاع عن المحتالين النصابين .
بحيث يكفي أن تفضح هؤلاء الإمبرياليين المحتالين النصابين ،حتى يتهمك المحامون بنشر الكراهية ،مثلما فعل صاحب التعليق 1، إذ يتهم السيد الكاتب بنشر الكراهية ضد الغرب .
لقد غرقوا في وحل الأدلجة حتى الأذنين .


8 - تتمة التعليق 2
حميد فكري ( 2024 / 2 / 18 - 15:43 )
4-مبدأ حرية تحويل رؤوس الأموال من المنطقة إلى فرنسا: يمكّن هذا المبدأ المستثمر الأجنبي والوطني من [تحويل روؤس الأموال من المنطقة نحو فرنسا] دون قيود قانونية أو تشريعية.

نتائج Franc CFA على الدول الأعضاء الأفارقة:
تمكنت باريس من [رفع احتياطيها النقدي في المركزي الفرنسي]على مدى عقود، في المقابل [لم تستفد منها الدول الأفريقية المنضوية تحت منطقة الفرنك]، بل شهدت في أغلبيتها [أزمات اقتصادية خانقة].
انخفاض دائم في السيولة المالية عند الحكومات التي تكون في حاجة ماسة إليها.
ارتباط هذه الدول اقتصاديا ونقديا بخزانة فرنسا، منعها من القيام بتنويع دول تخزين احتياطياتها الأجنبية، والذي يعد قاعدة اقتصادية مهمة تهدف إلى تشكيل ضمان نقدي لهذه الدول للمحافظة على قوة عملتها واقتصاداتها.
كل ما سبق تسبب في عدم قدرة هذه الدول على خلق توازنات لتوفير بيئة اقتصادية تجذب الاستثمارات الأجنبية.
نصّبت فرنسا مراقبا اقتصاديا يقيد دول المنطقة ويحدد معاملاتها النقدية مع الدول أو الشركات الأخرى، إذ يعد المرور بالمؤسسات المالية الفرنسية أمرا يشمل جميع العمليات المالية للمنطقة.
تقليص نسب وموارد الدول من الادخار العام.


9 - التعليق1 مقدمة(أساليب الإمبريالية الفرنيسة للسيطرة
حميد فكري ( 2024 / 2 / 19 - 00:26 )
التعليق رقم 1 أرسلته ولكن للأسف لم يصل للموقع.
لا بد لفهم التعليقات من 3الى 7 من قراءة هذا التعليق. فهو مقدمة لما سيليه من تعليقات, بما في ذلك التعليق 2 الذي لم يصل بدوره.

كيف نفهم بعض أليات السيطرة الإمبريالية التي تمنع عددا من الشعوب من إنجاز تنميتها الذاتية .
الفرنك الإفريقي, واحد من هذه الأليات اللعينة التي سيطرت بها فرنسا على عدد من الشعوب الأفريقية طيلة عقود.
هو عملة يطلق عليها بالفرنسية le Franc CFA متداولة في 12 دولة كانت سابقا مستعمرات فرنسية ,بالإضافة الى غينيا بيساو(كانت مستعمرة برتغالية سابقا)
سنة 1954 أصدرت فرنسا قانونا يقضي بإنشاء نظام مصرفي خاص تحت مسمى -مطقة الفرنك- في مستعمراتها الأفريقية,وحدد قيمته في ب 1,7فرنك فرنسي , وبلغت قيمته التداولية سنة 1949 نحو فرنكين فرنسيين.
ارتبطت هذه العملة بالفرنك الفرنسي ارتباطا مباشرا, حتى بعد إستقلال تلك الدول الأفريقية, عن طريق توقيع اتفاقيات التعاون الإقتصادي التي عدِّل بموجبها اسم العملة وشكلها .
ضمت منطقة الفرنك الأفريقي مجموعتين نقديتين هما :
1-الإتحاد الإقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا
2-المجموعة الإقتصادية والنقدية لوسط أفريقيا


10 - التعليق 2 تتمة التعليق 1
حميد فكري ( 2024 / 2 / 19 - 00:52 )
المجموعة الأولى تضم 8 دول والثانية 6 دول.

أ- طبيعة الإتفاقية
وقعت فرنسا والدول الأعضاء للإتحاد النقدي للفرنك اتفاقية فرضت بموجبها السيطرة الكاملة والمباشرة على إدارة الموارد المالية لتلك الدول.
تجلى هذا في المادة 10التي نصت على [تعيين عضويين فرنسيين في مجلس إدارة البنك المركزي لدول غرب أفريقيا].
ووفقا للمادة 81 من النظام الأساسي لهذا البنك فإن لهذين العضوين من بين 16 عضوا للمجلس [ حق الفيتو]على أي تصويت تتخذه إدارة المجلس.

ب - مبادى الإتفاقية
1- مبدأ مركزية الحسابات:بموجبه تسلم دول منطقة الفرنك احتياطياتها النقدية الى الخزينة الفرنسية ضمانا لاستقرار قيمة العملة .
فمنذ 1945 الى 1973 كانت [ الأصول الأجنبية لدول منطقة الفرنك الأفريقي كافة في خزينة فرنسا]ومن سنة 1973الى 2005 تم تخفيض النسبة الى 65% واستقرت منذئد على إلزامية التحويل في 50% .
2- مبدأ تبات سعر الصرف:بموجبه تم الإتفاق على أن يكون سعر صرف اليورو مقابل الفرنك ثابتا عند 655,957فرنكا, كما إن[ الإحتياطات الواجب إيداعها يتم الإحتفاظ بها بسعر فائدة منخفض عن أسعار الفوائد العالمية].
3- مبدأ حصرية تحويل الفرنك الى اليورو: يعني عدم

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة