الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاقة العقل العراقي الاتباعي/4

عبدالامير الركابي

2024 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لن يخطر لاخينا الشيوعي المسلح بالماركسية، "عصارة الفكر البشري" كما يصفونها لانفسهم، بان ماقد اقيم من قبل الاحتلال البريطاني عام 1921 هو استمرار للبرانيه الفوقية المنفصله عن الكينونه الذاتيه، والمضادة لها، وانها استمرار بوسائل آلية حداثية لماقبلها الذي استمر قائما منذ ايام هولاكو، مع فارق كون من وضعوا بموقع الحكم تحت وصاية المحتل وحمايته اليوم، هم من "العراقيين اهل البلاد"الصفة اللازمة كما عرفها المحتل لتبرير الوجود الاجنبي على ارضهم،ضمن شروط بدت بالتجربة اقرب للاستحالة بناء لما قررته الثورة اللاارضوية غير الناطقة عام 1920. (2)
والشخص المذكور لايمكن على الاطلاق ان تخطر له اليات التشكل الوطني، واكتماله الضروري لقيام مايعرف بالدول الامم الحديثة حين تطبق على حالة ازدواج مجتمعي في حال انقطاع انهياري، وهو يجهل كليا اليات التشكل العراقي الحديث بظل الانهيارية المستمرة منذ 1258 مع سقوط العاصمة الامبراطورية للدورة التاريخيه الثانيه، ومن ثم وبناء عليه للنمطية والنموذج الكيانوي الخاص بهذا الجزء من المعمورة، والياته التشكلية التاريخيه بما هو كيانيه متعدية للكيانيه مدخرة للحظة بعينها، ازدواجية مجتمعية اصطراعية محكومة لقانون الدورات والانقطاعات، وكل هذه اسباب ليس من النوع الفرعي او الثانوي الذي يمكن من دون اجتيازه المستحيل افتراض وجود مايدل على النطقية المتعدية للكيانوية اليوم، الامر الذي سيؤجل ويؤخر لاجل غير قريب، احتمالية وامكان قيام مايعرف بالرؤية الذاتيه، او "المنظور الوطني العراقي" لحين تبلور اسباب التشكلية العراقية المطابقة لطبيعة المكان النمطية المجتمعية عبر التصارعية المستجده، الالية الاوربية الحديثة، وتوابعها المحلية وماتنتجه من صيغة مسخ مضادة للوطني/ كونية العراقية تلك التي تطلق على نفسها اسم"الحركة الوطنيه العراقية".
العراق مجتمعيتان مصطرعتان في كيانية موحدة، انهيارا انقطاعيا، ونهوضا امبراطوريا كونيا، كتب عليه اليوم ومع الاحتلال الالي النهضوي الاوربي، وتوهميته ان يعيش مجبرا وبرانيا حالة "نهوض"زائف، براني توهمي مؤدياته افنائية، تلغي كينونته نبتت خلالها ظاهرة بفترض انها من صنع ابناء المكان العاجزين القاصرين ازاء ذواتهم، باعتبارهم مع مايمثلونه محطة كان لابد من اجتيازها قبل ان تتوفر اسباب النطقية الذاتيه المحجوبة تاريخيا، فما كنا لنعرف العراق بما هو وماوجد عليه اصلا وابتداء، عند اولى محطات التاريخ، وصرنا مشكلين ذهنيا/ اوربيا، بما يخالف المعاش، وبما يتناقض بدرجة قصوى استثنائية مع حقيقة كونية، لا مجرد محليه وحسب، ماكان من شانه ان يضاعف مدى ومستوى الانحطاطية التوهمية في هذا الموضع دون غيره من المواضع على مستوى المعمورة.
وبالمقارنه فان جريمه من يطلقون على انفسهم "الحركة الوطنية العراقية" لايمكن مقارنتها كمثال بتلك المشابهه لها من حيث المنطلقات كما كانت قد نشات في مصر، مع التمهيدات الاسبق الفكرية المعروفة بتاسيسات اكذوبة "النهضة العربية" مع الافغاني ومحمد عبده، وصولا لسلامه موسىى، ومااعقب ذلك من تشكلات عملية حزبية، فمصر بالاحرى نمطية احادية دولة من ذات طبيعة المجتمعية الاوربية، مع فارق تدني آلياتها مقارنه بالاوربية الاعلى ديناميات بسبب اصطراعية"طبقيتها"، بمقابل الدولة بلا طبقات المصرية، مامن شانه تسهيل التوهمية، وافتراض المشابهه باوربا ونهوضها الالي الحديث، مع قوة الاعتقاد بامكانية الالتحاق بالغرب وماحاصل فيه اليوم بعد انبجاس الالة، ماقد جعل من مصر ابان توهمية مايعرف بالعصر الحديث بمثابة حصان طروادة نمطي شرق متوسطي / عربي، اسهم على مدى يزيد على القرنين في تكريس الايهامية الحداثبة الغربية، قبل ان ينتهي هو والمصدر الغربي الذي يتبعه، الى ماقد آل اليه اليوم من تجاوز للاليات المتجاوزة "للوطنيه" لتلك الكيانوية الابتدائية التي واكبت الانقلاب الالي في طوره الاول.
في هذا السياق سوف نعثر على كل مايمكن ان يخطر على البال من تخبطات وتوهم وافتراضات ذهنيه بلا اساس، يلجا اليها الاتباعيون العراقيون قافزين خارج واقعهم، ومكرسين الاسباب النافية لطبيعته ومميزات كينونته، من نوع افتراضية "الطبقات" و "الكيانيه" كمفاهيم جاهزه غير مدقق في صلاحيتها وحدود فعلها، وحين يتعرض زكي خيري ل "الطبقات " ودورها في مايسميه النضال ضد الاستعمار، فانه يذهب متناولا"البرجوازية العراقية الضعيفة" مقارنة بتلك المصرية او الهندية، فلا يجد في العراق احزابا مثل "الوفد المصري" و "المؤتمر الهندي"، من دون ان يلاحظ بان الهند ومصر لم تعرفا ثورة العشرين التي هي نتاج سياقات بنوية مختلفة مقارنة بثورة 1019 المصرية الكيانوية المجتمعية، ونحن نتحدث عن ثورة تفجرت في مجتمع هو اصلا بلا طبقات، في حال تشكل ازدواجي، اصطراعيته نوعية مجتمعية مختلفه، بالاخص في الجزء اللاارضوي منه، وان الاصطراعية اللاارضوية الاستعمارية الناشئة راهنا، حكمتها سياقات اخرى مغايرة تماما، لاينفي اختلافها النوعي كون الكاتب الماركسي ماكان له ان يتعرف عليها، فقرر لعجزه عن ان يكتشف خاصياتها، ان يسقط عليها ماافترضه، او اعتبره "لزوما" افتراضيا، بما انه وجد كذلك في اماكن ومجتمعات اخرى.(3)
وما كان ان يخطر على بال الاتباعيين مجتمعين ان يرتقوا لمستوى ماقد وجدوا معنيين به ومسؤولين تاريخيا عن خوض غماره، الامر الذي بقي موكولا لذات المكان مع اشتراطات الاختبار وفعل الزمن وتراكماته الاختبارية، فارض مابين النهرين اليوم منطوية كما وجدت اصلا عند بدايات تبلورالظاهرة المجتمعية، بنقل الكائن البشري، من مستوى من الاعقالية الى اخر مختلف، هو لزوم وحاجة مقرره كمنتهى ومال مجتمعي تاريخي، ركيزته الاولى والاساس كشف النقاب عن الازدواج المجتمعي اللاارضوي الارضوي، وحكمه ومنتهياته، الامر المرهون للحظة من التفاعلية التاريخية المجتمعية ومحطاتها الاحتدامية، تعقب مباشرة الطور اليدوي، يبدا بانقلابية تعم الموقع الذي تنبجس فيه الاله وتنتهي بتصادمية افنائية مسلطة على موقع اللاارضوية، وارضها تستمر لمايزيد على القرن قبل ان تتمخض عن النطقية المؤجلة الغائبة، وتحضر اللاارضوية رؤية ومفهوما انقلابيا على مستوى السردية المجتمعية البشرية، يتحول معها مدلول الانقلاب الالي من المقاربة الاولى الارضوية الاوربية التوهمية القائلة بالانتقال من اليدوية الى الاليه، الى المقاربة النهائية الموافقة للاارضوية التي تضع الانتقال الالي في موضعه الفعلي، الابعد بماهو بالاحرى عملية انتقال من الانتاجوية الحاجاتيه الجسدية، الى "العقلية".
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة