الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة رفح

علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .

(Alaa Adnan Ashour)

2024 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحديث الإسرائيلي الصهيوني عن معركة رفح وما تمثله هذه المدينة من ثقل سياسي وأخلاقي لتواجد ما يقارب المليونين نازح متواجد فيها ، ما هي إلا وسيلة من وسائل الضغط السياسي الذي يُمارس على فصائل المقاومة في محاولة لتخفيف طلباتها بخصوص صفقة التبادل الجاري التفاوض عليها والتي أصبحت موضوع الساعة في المنطقة والعالم ككل .
وعطفاً على ذلك ، فإن تنفيذ الجيش الإسرائيلي توغلاً في رفح ، سيؤدي إلى نقطة تحول في الصراع وما تشهده الحدود الشمالية من إسرائيل إن هي إلا بداية الشرارة لتوسع الحرب في المنطقة .
وبالتناوب فإن الحرب قد دخلت مراحلها النهائية ، وإن كل طرف يسعى للحصول على إنتصارات أكبر وإنجازات إستراتيجية تمكنه من التفاوض من موقع قوة ، ولذلك فإن التصريحات القادمة من البيت الأبيض تؤكد على قناعة بأن الوقت قد حان لبلورة صفقة ما تنهي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، لضغوط أخلاقية وسياسية وتخوف على مستقبل بعض الحكومات العربية التي تخشى الولايات المتحدة من إنهيارها نتيجة للضغوط الشعبية والسياسية والإقتصادية التي ستثير بلبلة في هذه الأنظمة ، لذلك فإن الحديث الأمريكي والغربي بصفة عامة عن إعتراف محتمل بدولة فلسطينية هو يعكس الموقف الأمريكي المتطور في هذا الأمر لأسباب إنتخابية ربما لإدارة الرئيس بايدن ، ولأسباب إستراتيجية قد تغير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة والإقليم .
لذلك أعتقد أن الأيام القادمة هي من ستحسم مستقبل الصراع ، وأن الموقف الإسرائيلي المتشدد وبخاصة من اليمين المتطرف في الحكومة ربما ستخف حدته لأن الدولة العميقة في إسرائيل ربما ستتدخل لمنع حصول كارثة جيوإستراتيجية وسياسية في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتجعل الدولة العبرية منبوذة من المجتمع الدولي لأسباب سياسية خاصة بنتنياهو واليمين المتطرف الذي يسيطر على الحكم في إسرائيل والمعرقل لعملية السلام .
لذلك أعتقد أنه في مرحلة ما ستحصل مفاجأة ما ستقلب الأمور رأساً على عقب ، وقد نصل إلى معادلات جديدة في السياسة الإسرائيلية قد تنحو نحو حل سياسي وعملية سلام في المنطقة .
وكذلك بالنسبة إلى حركة حماس فسنشهد حسب رؤيتي تحولاً في التعاطي الحمساوي مع عملية السلام ، إذا ما وجد أفق سياسي جدي ، قد نشهد قبولاً من حركة حماس للبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ولكن بدون أن تتخلى عن سلاحها وفق ترتيبات أمنية سيتم مناقشتها ، وربما يأتي هذا الأمر نتيجة للتحولات الإستراتيجية في العلاقات السياسية بين دول المنطقة والظروف والمناخ الجيوسياسي الذي تسمح بموقف عربي وإسلامي موحد لحل الدولتين وفق القرارات الدولية والأممية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا