الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهب مع الريح

خالد بطراوي

2024 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هذا هو تكتيك الإمبريالية في كافة بقاع العالم، إذ أنها لا تستطيع أن تحافظ على مصالحها الإقتصادية وتقوم بتنميتها إلا بإشعال فتيل الحروب والعدوان مع إكسابه ديكورا تجميليا تحت مسميات حقوق الانسان وحماية المدنيين وقت الحرب.
الإمبريالية العالمية التي يتربع على أعلى هرمها أباطرة السلاح والأدوية وكارتيلات المخدرات تعي قبل غيرها أن الاستراتيجية لتحقيق مصالحها تتمثل في بقاء بعض بقاع العالم ساخنة وحامية الوطيس بين الفينة والأخرى مع إحداث تنقل بين هذه المواقع الساخنة والعمل بالمثل الشعبي " ضربة ع الحافر ... وضربة ع المسمار".
عندما اشتعلت الحرب الروسية الآوكرانية وهي من صنيع الإمبريالية بامتياز، قلنا في مقال سابق لنا أن الماكنة الإعلامية للامبريالية سوف تسلط الأضواء على هذه الحرب لحرف الأنظار عما تفعله الامبريالية في القارة الإفريقية، وقلنا أيضا أن أخبار هذه الحرب سوف تقل تدريجيا مع مرور الزمن وتقل التغطية الإعلامية ذلك أن الماكنة الإعلامية سوف تتجه نحو حدث مستجد حامي الوطيس كما كان الحال في السودان من صراع بين طغمتين عسكريتين برئاسة البرهان المتمترس خلف الشرعية وحميدتي المتمترس حول مخزونه البشري.
وعندما بدأ العدوان على قطاع غزّة بعدالسابع من أكتوبر لعام 2023 حرفت ماكنة روتشيلد الإعلامية الآنظار نحو أحداث العدوان وتضاءلت التغطية الإعلامية حول السودان الى درجة "الصفر" تقريبا ( طالما أننا نطرب لمصطلح من مسافة صفر) والى درجة (واحد) الأخبار حول الحرب الروسية الاوكرانية، ونسي العالم تحركات إبراهيم تراوري في بوركينا فاسو، وتستمر أثيوبا بصمت في ملء خزانات سد النهضة الأثيوبى الذي يهدد الأمن القومي المصري والسوداني، وقلّ الحديث حول البرنامج النووي الإيراني ونسى العالم برمته المناضل عبد الله أوجلان الملقب "أبو" المعتقل لدى تركيا منذ عام 1999.
هذه هي أستراتيجية الإمبريالية في العالم، إشعال فتيل الحروب هنا وهناك .... لفت الإنتباه الى الحدث الأسخن لفترة من الزمن ... تخف سخونته مع إشعال فتيل حرب أو عدوان في بقعة أخرى من بقاع العالم ... مع بقاء البقعة أو البقع الأقل سخونة حامية تطبخ أحداثها على نار هادئة، وتمتص الإمبريالية في خضم ذلك كله أية تحركات جماهرية محلية أو إقليمية أو عالمية وتعيد تموضع حراسها ورؤوس حربتها في كافة أرجاء المعمورة وتمدهم بالمعونات اللامحدودة على كافة الأصعدة وتضفي عليهم صفة المشروعية وفقا للقانون الدولي واجهزة الأمم المتحدة وغيرها.
ذلك الحال – لشديد الأسف – وذلك هو مصير ما يجري حاليا من عدوان على قطاع غزّة حيث بدات تخف التغطية الآعلامية تدريجيا ويخف معها التحرك الجماهيري العالمي ويبقى محصورا في دائرة حشودات الشوارع والساحات والمسيرات التي يخف عدد المشاركين فيها تدريجيا الى أن يأتي حدث عالمي جديد يجري تسليط الأضواء نحوه وتذهب الجرائم في قطاع غزّة " مع الريح" على هدي رواية الكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشيل عام 1936 بعنوان " ذهب مع الريح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس