الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيربح Zelensky الحرب مع بوتين ؟

محمد رضا عباس

2024 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


جميع المحللين العالمين يشكون في ذلك . لا مجال للرئيس الاكراني Zelensky ربح الحرب مع بوتين. فشل الهجوم الصيفي خيب امال قادة الغرب الذين فتحوا مخازن سلاحهم و خزائن أموالهم له, وكذلك الشعب الاوكراني , وهذا ما كشفت عنه زيارةZelensky لواشنطن في أيلول السنة الماضية. فقد كانت زيارة Zelensky الى واشنطن هذه المرة ليست مثل سابقتها , متوعدا بالنصر على بوتين خلال اشهر ان لم يكن خلال أسابيع . لقد جاء الى واشنطن هذه المرة مكسور العزيمة ومحبط من فشل الهجوم الصيفي . بالمقابل, فان واشنطن هي الأخرى أصبحت محبطة من إدارته المعركة وانتشار الفساد في أجهزة الدولة , وخاصة دائرة الرئيس نفسه.
كان من المفروض به القاء خطاب في المعهد الوطني , الا انه تأخر عن الخطاب لمدة ساعة , حيث كان منهمكا في اقناع البيت الأبيض و وزارة الدفاع بإمكانية ربح حربه مع بوتين .
لقد كان لقاءاته مع القادة الامريكان ليست سهله , بعد عشرين شهرا من الحرب و بقاء روسية تحتل حوالي خمس البلاد , وعشرات الالاف من قتلى الجنود والمدنيين . الامريكان اصبحوا مقتنعين اكثر من أي وقت مضى ان Zelensky لا يمكنه ربح الحرب , وهذا الامر واضحا أيضا من مقابلاته مع قادة أوروبا . كانت نسبة الامريكان الذين يدعمون ارسال الأسلحة الى أوكرانيا 65% , هذه النسبة تراجعت الى 40% في حزيران السنة الماضية عندما قرر الهجوم المضاد. لقد كانت خسارة أوكرانيا من هذا الهجوم هائلة مما جعل اقناع شركاءه الغربيين من ان النصر قادم صعبا جدا.
رجع Zelensky بعد الزيارة تعبان وغضبان والفشل باديا على وجه, حسب ما وصفه مراسل مجلة Time الامريكية . لقد ذهبت أيام كان يدخل قاعة اجتماعاته مع مستشاريه والبسمة على وجهه و النكات التي لا يفارقها , واصبح يدخل قاعة الاجتماع هادئا , يستلم اخر اخبار الحرب من مستشاريه , ويعطي الأوامر ومن ثم يخرج من القاعة وهو مرهق. احد المقربين له فسر غضبه بسبب خيانة الغرب له . لقد تركوه بدون وسيلة لربح الحرب , وانما تركوه من اجل البقاء.
لقد بقى هو الوحيد من بين المحيطين به يصر على ربح الحرب , الامر الذي جعل احد مستشاريه يقول " انه يوهم نفسه" , فيما ذكر مقرب اخر في غضب " ليس لدينا خيار الحرب , ولكن الرئيس لا يصدق ذلك". هذا العناد على ربح الحرب , يقول بعض المقربين منه , قد عطل جهود فريقه في تقديم خطط جديدة , ومن ضمن هذه الخطط قبول مباحثات السلام مع روسيا .
انه يرفض وقف القتال مؤقتا , في اعتقاد له بان وقف الحرب سوف تبقى الجراح مفتوحة الى الجيل القادم , وان وقف القتال سوف يهدئ بعض النفوس من الداخل والخارج , خاصة أولئك الذين يريدون انهاء المشكلة مهما كانت النتائج , ولكن بالنسبة له , بان عدم مقاومة القوات الروسية الان يعني تأخيره لغدا. وعليه, فانه مازال يعتقد بريح الحرب حتى وان خذله الغرب, الامر الذي امر شركات التصنيع العسكري بزيادة انتاجهم من الطائرات المسيرة والصواريخ . انه يعتقد , ان لم يتم يقاف روسيا الان , فأنها سوف تزحف الى دول أوروبية أخرى . يعني الحرب العالمية الثالثة , والتي تبدء من اوكرانيا ثم إسرائيل وفي الأخير الى اسيا . وهذه رسالته الى واشنطن . ساعدوا اكرانيا في ربح الحرب قبل ان تتوسع رقعته ويكون إيقافه متأخرا جدا.
ولكن التوسل هذه المرة لم ينفع , الظروف العالمية قد تغيرت بعد يوم 7 أكتوبر , وأصبح موضوع تقديم المساعدات الى اوكرانيا محكوم بالظروف العالمية الجديدة . القادة الامريكان , رفضوا هذه المرة حتى صعوده منصة الخطابة في قاعة الكونغرس , بل حتى لم يستطع مستشاريه حصول موافقة من اجراء حوار من على المحطات الإخبارية الامريكية . لقد قضى Zelensky وقته في اجتماعات فردية خاصة . حيث يشير مراسل مجلة Time , ان احد أعضاء مجلس الشيوخ سأله " اذا لم نقم بدفع المساعدات لبلدكم .. ماذا سيحصل ؟", لقد كان جوابه " نخسر الحرب " , وكانه يقول " منكم المال ومنا الأرواح".
ولكن الأرواح أصبحت عزيزة هذه الأيام في اوكرانيا. عند بداية الحرب انضم ما يقارب 100 الف مقاتل الى صفوف الجيش على امل سهولة ربح الحرب , ولكن بعد تراكم عدد القتلى و الجرحى وانتشار الفساد المالي في اعلى هرم السلطة , اصبح على الحكومة رفع اعمار الخدمة العسكرية الى 43 سنة و اللقاء القبض على كل من يقدر على حمل السلاح في محطات القطار والأسواق والشوارع.
وبطبع, وبسبب انتشار الفساد المالي الكبير في البلاد , اصبح من السهل على أبناء الأغنياء التملص من الخدمة العسكرية تحت اعذار الحالة الصحية , واصبح الامر من الاتساع الى درجة ان الرئيس الاوكراني قد امر بطرد جميع مسؤولي تجنيد المناطق من وظائفهم , والذي خلق مشكلة أخرى وهي تراجع المنتسبين الجدد الى الجيش و عدم وجود خبراء يحل محالهم.
Zelensky واجه الان ليس مشكلة تمدد الجيش الروسي الى خمس البلاد فحسب, وانما تراجع الدعم الدولي, تراجع الدعم الداخلي, انتشار الفساد المالي والإداري في محيطه, وانهيار معنويات قواته الى درجة ان بعض قادة القوات على الجبهات القتال اصبحوا لا ينفذون أوامر قادتهم وصولا الى الرئيس نفسه. انها حرب لا يمكن ل Zelensky ربحها . لقد اصبح الوحيد من يعتقد باستطاعته ربح الحرب وان الاوكرانيين لم يتعبوا من الحرب واذا تعب احدهم , فان الاخرين لا زالوا صامدين , ومنهم الرئيس. لننتظر الصيف المقبل من الذي سيصمد؟

المصدر : 2023, Volodymyr Zelensky was running late, Time, November 20








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف