الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخيرا رحل طائر السعف

عادل علي عبيد

2024 / 2 / 18
الادب والفن


أخيرا رحل طائر السعف

مدخل :
طائر السعف الذي يجوب المدن والقرى الوادعة ، يمر خجلا على الديار والقفار، حاملا الواحه التي خطها زمنه المتخم بالطواف في اصقاع مدينة الدؤلي والفراهيدي ، ليحط رحال خطواته الاولي في مدينته السمراء ، يطرق باب قدوته ومعلمه الاول الذي علمه حرفة الادب ،ومهنة اللغة، ولعبة الاعلام ،الاديب البصري والعالم الموسوعي كاظم الخليفة ،الذي لازمه كظله، والذي راح يلهج باسمه في شبابه وحتى رحيله . فهو الراهب العراب الذي كان يعزز شهادته المتجددة ليقول بحقه : (ان كل ما عتدي هو من جاحظ البصرة مثلما اسماه شاعرنا الحجاج الكبير ).
المخاض:
من كوة الشعر انطلقت تلك الشرارة الدافقة، كانت هناك بعض مساجلات ومشاكسات الشباب القرائية القلقة والمتخبطة ، لكنها استقرت في اروقة جامعة البصرة ، وفي حضرة ابرز ارباب الشعر وفرسان القصيدة وقتذاك ، وصولا الى محطة تلفزيون البصرة ، اذ يلتقي الشاب الحالم الانيق مع كوكبة الادباء والشعراء هناك ، يتساجلون في شؤون الادب وفنون الثقافة ، شاكر العاشور، شوكت الربيعي ،وجودة كاظم عزيز، احسان وفيق السامرائي . . راح هذا الطائر الغريد يتحرى باحثا في الكتب الصفراء ، لينشر طوافاته الادبية ويعزز شاعريته في مجلات ودوريات عربية كانت تحتفي به ككاتب واديب واثق ، الآداب والاحد والفيصل والكلمة .. ، يشق سبيله بفخر بصري استثنائي ، معززا هذا الطواف باشتغاله في صحف البصرة ، الثغر والمرفا وصحف المرابد الشعرية ..وهو يسهم بتواضعه ليعرض ما استجد من نتاجه الشعري في حضرة شيخنا الكبير وراهب الصحافة البصرية الشاعر والاعلامي عبد الرزاق حسين ، الذي كان خير من يرعى المبدعين ، ويعرف مواطن التألق في كتاباتهم ونشرياتهم ، والذي طالما ردد طائر السعف قولته المعروفة : (استاذي في الادب والصحافة ) .
القطاف :
عن قبيلة ربيعة كتب كتابا كانه النسابة العريف ، ورصد اخطاء الصحفيين والاعلاميين بسفر جعلته عناوين الصحافة مرجعا وعونا لها ، ورصد ما فات الناشر والقارئ من غريب رسائل السياب الذي لم يحوه ديوانه ،فجمعها وطبعها ، وعرض القول الشعري والقراءة السردية في رسالة ماجستير هي خير ما كتب ، ورسم صفحات مشرقة عن شعراء البصرة الذين اسماهم قناديل النخيل ، وابدعت شاعريته الجياشة في الارجوحة الفارغة ، ليتوج مسيرته في كتابه الوعظي النقدي (الموجز النقدي) ،الذي كان بمثابة رسائل خص بها الشعراء والكتاب والنقاد .. فتنوعت وتشكلت نصائحة المختزلة التي تضم بطيها دروسا ورسائل حملت مشاعل وقناديل اضاءت واتحفت واشارت لعدد من الموضوعات الراهنة في الادب من مثل : جمال القصيدة وخصوصية الشعر ،والمعنى الفني والطاقة التعبيرية ،وآفاق الرؤية امام الشاعر، وكيف يوظف تراثه الشعري والمعرفي، والقصيدة المتوهجة، ودور الناقد المتمرس، واثر الانعكاس الانفعالي، ومقومات ودعامات الناقد الحاذق، وتجرد القصيدة عن شكلها الفني .
الرحيل :
لم يتخلف الراحل عن امسية او جلسة او اصبوحة او لقاء ادبي، فكان يحضر ويشارك ويناقش في اتحاد الادباء والكتاب وقصر الثقافة والفنون ، ورابطة مصطفى جمال الدين ...على الرغم مما تعرض له من امراض وانتكاسات اضرت بصحته وحدت من حركته، وجعلت عكازه لا يفارقه ، حتى اننا كنا نستثمر حضوره بيننا لنعرض عليه قضية في اللغة، او اشكالا في المعنى، او لبسا في قواعدها ، وكان يجيبنا بتواضع وامتنان .
لعل الراحل كان يستحضر رحيله، لذا بعث الى صديقه الناقد الدكتور عامر السعد ليودع جزءا من مكتبته العامرة ضمن اجنحة مركز تراث البصرة، الذي افرد له اسما خاصا ومشاركا في مكتبته .
وداعا ابا ايلاف ، وداعا محمد صالح عبد الرضا الرجل الذي كان الادب والشعر همه الشاخص، وكانت اللغة امه الرؤوم ، والادب شغله الشاغل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية