الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 62

آرام كربيت

2024 / 2 / 18
الادب والفن


في الغربة والحضور هناك مسافة متنافضة
الغربة الحقيقية أن تكون في وسط الناس ومنفصل عنهم، لا لغة بينكما، ولا صوت، ولا إشارة موحدة.
أقسى شيء فعله الزمن في الأعزال، أنه عوم هذا الأخير بقسوة، وتركه في زمن ليس زمنه.
وهل يتم توحيد زمنين منفصلين في زمن واحد، وبينهما مسافات متباعدة.
لدي رغبة مجنونة مثل جميع البشر, أن أدق أبواب المجهول وأعيش في كنفه مجهولًا يبحث عن المجهول.
الغربة أن تكون غريبًا وأنت لست بغريب.

الجمال
بالرغم من أن الجمال قائم بذاته، إلا أنه لا يعرف إلا من خلال الأخر.
الأخر من يضفي عليه شيئا من ذاته، من جماله، من رقرقة ثنايا أنفاسه، والكثير الكثير من سحره.
ويثني على ألوانه، بلونه ولمسات أصابعه وحنانه.
بل يفكفكه إلى جزيئات، يعيده إلى مربعه الأول، يقرأه كأنه يكتشف لغة أخرى أو أو لغز أخر أو بناء أخر.

أيها العاري أنت وحدك الواقف أمام الشمس
الأن أنا دون ثياب، أمشي عاريًا، لم أعد منتميًا، أصبحت أمشي وأضحك لوحدي لا حزنًا ولا طربا.
جميع الناس يروني هكذا، وأنا أرى نفسي كذلك، واتمنى أن أرى جميع الناس عراة، أن لا يخجلوا من عريهم.
إن الإنكشاف، العري، ضرورة وواجب، أنه المدخل إلى الحرية والبراءة والجمال.
لو أن الفرج والقضيب مكشوفان على العام، هل كان سيكون عندنا خجل من أنفسنا؟
هل سيبقى استغلال وقمع ونكران للذات والجماعة الاجتماعية كلها في التاريخ قديمه وحاضره؟
إن نتعرى من عيوب هذه الحضارة المزيفة القائمة على الكذب والخداع، إن الثياب رموز وهمية.
لنرم كل هذه الاحجيةوراء الزمن، أن نعود إلى الصدق مع النفس والأخر.
والقضيب والفرج فاعلان مهمان في الاستغلال وممارسة الزيف والتعمية، الحرية والعبودية.

السلطة هي زيفنا
السلطة لديها سوبر نخبة، الأقلية الحاكمة للعالم، تعيد فرز المجتمع من ذاتها بدقة.
لهذا نحتاج إذا أردنا أن نغير تغييرًا حقيقيًا جذريًا وموضوعيًا أن نجهز مدفعية متقدمة من المفاهيم التي تعبد الطريق للواقع الموضوعي الآخر.
بغير هيك هو انتحار.
السلطة منتجة لأدواتها، من ذاتها.
هل سنرى في الجانب الأخر، المعارضة النقيض، بديلًا حقيقيًا منتجًا لأدواتها؟
هذا ما نريده.
لهذا علينا العمل على خلق المفاهيم الموضوعية، حاملًا ومحررًا للمجتمع، أن نأخذ من الواقع أدواتنا لقلبه رأسًا على عقب.

الإبداع على مسافة من الحرية والخلود
نحن نعيش في بلاد لا فرص فيها للمواهب الحرة، للإبداع.
حياتنا كلها تتمحور حول الدكتاتور، رشاقته الكاذبة، بوله، خراءه، تفاهته.
نموت دون شمس أو قمر، تتحول حياتنا إلى قيد، وعلينا أن نكيف هذا القيد في خدمة المهبول، المريض أو المسخ، العاجز.
الرياضة محاصرة بروح المسخ، الدكتاتور، الفن، المسرح، السينما، الرواية أو القصة أو الشعر.
الدكتاتور ليس فردًا، أنه قطاع كامل، كتل اجتماعية هائلة مسيطرة على العقل والقلب.
إن اللجم والقبض على الإبداع يسيران يدًا بيد مع المسخ ونظراءه وهم كثر جدًا.
يكفي أن يكون لديك دين مسيس ليصبح خادمًا له ولاجمًا لك.

الوعي يحررك من الوجود، يدخلك في وجود آخر
بوجود الوعي، أنت لست موجودًا في أي مكان، أنت ذاتك خارج ذاتك.
نحن مجرد حالة، احساس مادي
يتهيأ لك أنك داخل ذاتك، بيد أن هذا محال، لأنك كائن غريب عن نفسه، تتوطأ معه مرات وتزجره مرات، ترضيه ليرضيك، ترشيه ليرشيك، تقدم له الكثير من الإغراءات لتتقاسما الظروف والأحداث، لتمررا الأيام بالكذبة ذاتها.
أنت وحيد بوجودك مع ذاتك، وفي غربتك عن ذاتك.
ولأن الحياة مستمرة، فأنت مستمر

الأخلاق
اعتقد أن الأخلاق عملية تجميل، مكياج للتحرر من التوحش البشري. الوعي هو الذي نظم هذا التوحش. الأخلاق صناعة.

لهضم الوجود علينا بالإبداع
كيف يستطيع الإنسان أن يعيش في هذا المعاصر دون الفن والجمال، كالنحت والرسم والموسيقا والرقص والغناء والسينما والمسرح والتلفزيون والنت والفرح لتخفيف ضغظ الحياة والترفيه عن النفس والجسد.
زمن الأبل والحرب بالسيف والترس والرمح مضى إلى لا رجعة.
والدين في زمن الحداثة ليس كما كان دين محمد ويهوه والمسيح، البون شاسع بين ماضي هذا الدين، والعلم والمعرفة والتطور الهائل في كل المجالات في عصرنا.
والنصوص التي كانت سائدة قبل ألفي سنة عاشت وأعيد إنتاجها آلاف المرات اهترت من العت والعجن، وآن الأوان أن نضعها في بيتها لترتاح.
إن نتركها لعصرها الأول، حتى لا نشوهها أكثر مما هي مشوهة. قالوا سابقًا:
ـ إكرام الميت دفنه.
لنصنع لأنفسنا الله المعاصر يمدنا بمعارف العصر، حتى ننتقل إلى الضفاف الأمنة.
كل عام يتم نشر مئات الآلاف من الكتب على الصعيد العالمي، ولكن عالمنا العربي جاف لا يقرأ سوى كتاب واحد، القرآن، لهذا لغتنا المتداولة شفهية يتم نقلها من فم لآخر دون تنقيح، وهناك سعار ديني، غوغائي لدى المشتغلين عليها لغة جافة وخشبية، لغة يستطيعون بها الوصول إلى قلب البسطاء، ولأن مجتمعنا العربي بالعموم جاهل، فهذا يؤخر التغيير.

الشاحنة الشيفرولية الفستقية اللون
مرات كثيرة كنت أسافر مع والدي في الشاحنة الجميلة، ذات اللون الفستقي الخلاب.
اللون الذي يضفي جوًا من الهدوء على النفس، والشعور بالراحة والصفاء. سيارة واسعة في كابينها، نوع شيفرولية، بين مدن محافظ الحسكة وقراها.
وقتها كنت صغيرًا، وكنت أظن أن الحياة مسافة مفتوحة على الريح، لا يحدها أفق أو سماء، وأن المكان يتسع الزمن كله ويمتد إلى اللأنهاية.
وكنت أرقص وأضحك دون ضحك، وأغني دون غناء، وأفرح فرح غامر ينبع من الروح والقلب والعقل.
كنت أطير مع طيور الزرازير والحجل، وثغاء الغنم، وأغاني الفلاحين، وأتابع بسعادة بالغة عبور الثعالب والذئاب والغزلان والأرانب ليلًا، من ضفة الطريق إلى الضفة الأخرى
عندما كبرت، واكتسبت وعيًا مخالفًا لوعي الطبيعة، وعيًا حاضرًا مرتبطًا بالواقع، علمت أننا ندور في دائرة مغلقة، وقتها، حزنت حزنًا موجعًا، بل شعرت باليأس، أن الأماكن ضيقة ومحدودة، وهناك خطوط علينا مراعاتها ولا نتخطاها.

ضد التيار هو انقلاب على الواقع الموضوعي، هو انتحار دون أفق واضح
ما الفائدة أن تسبح ضد التيار دون أي أثر لوجود شاطئ تقف عليه، أو أدوات تقاومه.
التيار الطبيعي يجري أو يسير بالراحة، بقوة الجاذبية ومناسيب الأرض الرخوة.
ضد التيار تحتاج إلى حسابات أخرى، حسابات مدروسة بدقة شديدة، علمية تخترق القوانين الرخوة للطبيعة والإنسان.
هل أنتم جاديين في مصارعة التيار؟
من منكم أعد العدة للسباحة ضد التيار، ومتى، وكيف؟
وما هي الوسائل التي اشتغلتم عليها منذ آلاف السنين لتجتازوا التيارات القوية القائمة؟
أم أنكم تركتم التاريخ يسير على عواهنه، وتريدون تغييره، وأنتم في حضن التيار الجارف؟
أم أنكم ما زلتم نيامًا، وتريدون أن تستيقظوا فجأة، فترون كل شيء أضحى سمنًا على عسل؟
أو أن الحياة حلوة وجميلة، وكل شيء يسير على ما يرام، وتمام التمام، ونتركها تخط سير طريقها؟

البربري حافظ الأسد، المتوحش
" حافظ الأسد.. هذا الوحش. الذي يعتقد أن الطقم الجميل وربطة العنق الأنيقة المستوردة ستجعله رجلاً متحضراً وعصرياً.
دعم النظام الدولي لحافظ الأسد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا البدوي القادم من الجبل جعله يكشر.. ويكشف عن أنيابه الخفية. أنفرد بنا من خلال سلطة داشرة لاحدود لهيجانها أو أيقاف آلتها الحمقاء الصماء.
المعادلة الدولية كانت جزءًا مهمًا وراء إحجامنا ونكوصنا وقبولنا بالأمر الواقع.
أننا عزل، الزمن ليس معنا، إنه علينا، زمننا وعر وقاسي، موجاته قوية وعاتية.
ليس الغاية أن نتكلم عن بدو الجبال, انما لأبين أن هذا الرجل لا علاقة له بالعصر وبالزمن.
وإنه متوحش, لم يحتك بالبشر.
لا عيب أن تعمل لكون بسيطًا مسالمًا، اعيب أن تبقى متوحشًا
ولا عيب بأن يكون الإنسان خادما، لقد اشتغل والدي خادما عند اصفر ونجار في يوم من الأيام مقابل طعامه.
العيب يبقى التكوين النفسي للمرء متوحشًا، أن يبقى سلوكه مشينًا، أن تبقى ممارساته مخجلة.
أنا وضعت هذا التصنيف مجازا للامعان في تحقير حافظ الأسد, لأنه حقير ومن عائلة حقيرة.
ولا أحب اطلاق الاحكام على الناس بالجملة, لان مثل هذا التصنيف خطأ ولا يجوز اطلاقا.
ففي كل شعب أو قبيلة أو عشيرة أو طائفة, ناس لهم مواقف مشرفة وناس لهم مواقف مخجلة.

التصحر
التصحر السياسي والفكري لا ينتج تنظيمًا منفتحًا وفكرًا منفنحًا وثقافة منفتحة وعقل منفتح.
خلال سنة من عمر الثورة السورية قدم الشارع الكثير من التضحيات، بينما المعارضة بقيت في مكانها أو في حالة تراجع.
اغلب الذين تنطحوا لقيادة الصراع لم يكونوا على مستوى المسؤولية. البعض كان يحب الشاشات, والكلام المنمق، والبعض الآحر كان واقفًا في الوسط، والبعض مأجور من السلطة والبعض من الخارج وهكذا.
لم نشهد صراعا فكريًا أو سياسيًا أو اجتهاد فكريًا أو سياسيًا لقيادة البلاد كما حدث في الثورات الكبيرة في كل العالم.
مأساتنا كبيرة كبيرة جدًا. بالتأكيد لا أتمنى أن يكون لدينا تنظيم حديدي موحد يجر وراءه الجميع كالخرفان ولكني أتمنى ان يكون هناك قدر كبير من الانفتاح على الآخر للتعبير عن فكر حر.
من خلال تجربتي أقول لست متفاجئًا من المعارضة, أعرفها جيدًا, خبرتها جيدًا, هناك ذاتية عالية, فوقية كبيرة جدًا, إحساس بأنهم كبار جدًا, هم وحدهم الفهيمن, العليمين, الاساتذة, المفكرين, العظماء.
بمعنى نحن عينة مكملة للسلطة.
والشارع سبقنا.
المثقف السوري ضائع, لأن التكوين النفسي له مشوه، لانه لم ينطلق من العام إلى الخاص. كان الهم شخصيًا وبقي شخصيًا وان كان البسها الكثير من الثوب العام.
إن وحدة الآراء ليس بالضرورة واجبًا وصحيحًا، أنما الاختلاف هو الصحيح، ولكن على أرضية أن يحمل الاختلاف الهم العام وليس الشخصي.
لن تتغير المعادلة الدولية إلا إذا دخلت الشعوب, في أوروبا والولايات المتحدة واستراليا وكندا ونيوزلندا والصين والهند والباكستان وأمريكا اللاتينية وغيرهم في الصراع الدائرة على الثروة والسلطة والوجود.
إننا عزل, وحدنا لن نستطيع أن نفعل شيئاً. نحن بحاجة إلى مد الجسور مع تلك الشعوب لبناء نظام عالمي أقل قسوة.
لا يمكن حل مشكلة الاستبداد أو القطع معه بين ليلة وضحاها.
هناك فارق كبير بين الديكتاتورية والاستبداد. الاستبداد يحتاج إلى تغيير بطيء وطويل الأمد, عبر ثقافة إنسانية, منفتحة تقبل الآخر المختلف، والقطع الكامل مع السلف الصالح والغير صالح والتأسيس لمفهوم الحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة