الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا ينتظر من الحكومات المحلية في العراق بعد التشكيل؟

مثنى إبراهيم الطالقاني

2024 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق، تنتظر المدن العراقية تحديات جديدة تشكل نقطة تحول في مسار العراق السياسي بعد الاستقرار والفرص التي اتاحتها حكومة السوداني في الاستثمار ورفد الاقتصاد العراقي بنهضة مستدامة لمشاريع ستراتيجية وضعتها ضمن برنامجها الحكومي .
التوقف الذي دام 4 أعوام عن إجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق، خلف تراجع للخدمات العامة في عموم البلاد مما يفرض على المحافظين الجدد تحديات ومسؤوليات كبيرة لتحقيق التغيير وتعزيز الرقابة ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى سن التشريعات اللازمة لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المستدامة في محافظاتهم.

أحد أهم التحديات التي سيواجهها المحافظون الجدد هو ضمان تحقيق الرقابة على دوائر الدولة، التي انهكها الفساد المستشري بأسناد مجالس المحافظات المنتخبة، كما يتطلع المواطنون على المحافظين الجدد مراقبة أداء الإدارة المحلية ومتابعة تنفيذ السياسات والمشاريع الحكومية وضمان الشفافية والمساءلة في الإنفاق العام والتأكد من استخدام الموارد بكفاءة وفعالية.
كما ينبغي على أعضاء مجالس المحافظات المنتخبين أن يلعبوا دوراً هاماً في مكافحة الفساد وتعزيز ثقة المواطنين وتشجيعهم على الإبلاغ عن الممارسات الفاسدة والتجاوزات، وضمان اعطاء الصلاحيات لللجهات الرقابية المختلفة كهيئة النزاهة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والجهات القضائية لضمان محاسبة المسؤولين عن الفساد وتوفير العدالة.
بالنسبة لسن التشريعات اللازمة، يمكن لأعضاء مجالس المحافظات المنتخبين أن يعملوا على وضع ودعم تشريعات تعزز الحوكمة وتحمي حقوق المواطنين على ان تتبنى هذه التشريعات ضوابط صارمة للمشتريات العامة وتعزيز الشفافية في العملية التشريعية، وأن ينظروا إلى التجارب الناجحة في دول أخرى ويستفيدوا منها لتعزيز القوانين واللوائح المحلية.

بالاستفادة من الخبرات السابقة والعمل بروح الفريق، يمكن لأعضاء مجالس المحافظات المنتخبين أن يلعبوا دوراً حيوياً في تعزيز الحوكمة المحلية ومكافحة الفساد والتعاون مع المجتمع المحلي والاستماع الى المواطنين وفهم مشاكلهم والعمل على حلها.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن القدرة على تحقيق هذه الأهداف قد تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة منها تداخل السياسيات والتقاطع الحزبي نتيجة التشريعات القائمة والدعم المالي والموارد المتاحة التي جميعها محاور خلاف من أجل المصالح الفئوية. لذا، قد يكون هناك حاجة إلى جهود إضافية لتعزيز الإصلاحات المؤسسية وتوفير الدعم اللازم لأعضاء مجالس المحافظات المنتخبين من قبل الحكومة المركزية والجهات المعنية الأخرى لتنمية المشاريع مع تشديد المؤسسات الرقابية لمتابعة الموارد المالية وتفعيل قوانين مكافحة الفساد حتى لا تتكرر اساليب هدر المال العام كما في السابق.
علاوة على ذلك، يجب أن تعمل المجالس المحلية على تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين المواطنين واشراكهم في الحوار ودعم المبادرات المجتمعية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعزز التنمية المحلية وتوفر فرص عمل للشباب.
كما يتوجب على مجالس المحافظات في الدورة الجديدة اتخاذ خطوات للعمل من أجل الارتقاء بواقع المدن وتحقيق التغييرات في مدراء الدوائر الخدمية وفقًا للاختصاص، وبعيداً عن المحاصصة الحزبية، ابتداءاً من تعزيز الشفافية في أعمال المجلس واتخاذ القرارات التي تستلزم اتاحتها للمواطنين والوصول إلى المعلومات المتعلقة بأعمال المجلس ومدراء الدوائر الخدمية وتفعيل آليات مساءلة المسؤولين عن أداءهم.
كما يجب أن يعمل أعضاء المجالس على ضمان التوازن الجغرافي في توزيع المشاريع وتخصيص الموارد بشكل عادل على مختلف مناطق المحافظة.
والعمل على تشكيل لجان مستقلة بعيدة عن الضغوط السياسية خاصة للرقابة والمتابعة، وتهدف ايضاً الى عقد اجتماعات مفتوحة للاستماع إلى مشاكل المواطنين واحتياجاتهم ومشاركتهم في عملية صنع القرار.
فضلاً عن تعزيز الكفاءة والكفاءات في المؤسسات الحكومية عبر طلب تقييم أداء مدراء الدوائر الخدمية وتعزيز التدريب والتطوير المهني للموظفين لتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتكريس المصلحة العامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف