الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخرية القدر المغرب، الذي يعيش أزمة مياه غير مسبوقة، يقدم إلى الاتحاد الإفريقي نافورة كهدية

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2024 / 2 / 19
كتابات ساخرة


في الوقت الذي يكابد فيه المغرب ازمة مياه غير مسبوقة تم تدشين مؤخرا نافورة مقدمة- كهدية- من طرف المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي، ، بمقر المنظمة الإفريقية بأديس أبابا، من قبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين هناك. ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد
تعكس هذه النافورة، المقامة بقاعة العرض الكبيرة بمقر الاتحاد الإفريقي، أصالة الصناعة المغربية في مجال الزليج.
يا لها من سخرية القدر هذه
أن يقول المرء نافورة يتبادر الى ذهنه الماء الفوار- فلا ينبوع بدون ماء وهذا يتزامن مع فترة مخاصمة المغرب مع الماء إذ يعاني من مشكلة مائية هيكلية منذ فترة.
لقد تزايد الإجهاد المائي في المغرب. وفي ظل تأثير حالات الجفاف المتكررة بشكل متزايد، الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، أصبحت المياه الآن نادرة في البلاد. وهذا العام، مستويات خزانات السدود منخفضة بشكل خاص. وبفضل هطول الأمطار الأخيرة، بلغ متوسط معدل ملء السدود 25.5% فقط. وتتعرض الزراعة، التي تستهلك 83% من هذه المياه عبر الري، للتهديد. ويتقاسم الفلاحون الكبار والسكان، الـ 17% المتبقية من موارد المياه.
إن الوضع مقلق للغاية لدرجة ولم يسبق له مثيل في ذكريات المغاربةأن جلالة الملك تناول القضية للدعوة إلى تعبئة عامة حول الحفاظ على الموارد المائية.وتزامن تقديم المغرب هديته المذكوة الى الاتحاد الافريقي مع قيام جمع وزير التجهيز والمياه، بجمع اللجنة الوطنية المكلفة بمراقبة وضعية إمدادات المياه للوقوف على وضعية المياه على المستوى الوطني، حول الإجراءات المتخذة لمعالجة الوضع المائي. لمواجهة نقص المياه والتحضير لتشكيل اللجنة التوجيهية للبرنامج الوطني لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027.
وشدد الوزير، بهذه المناسبة، على الحاجة الملحة لتسريع المشاريع المقررة وتحديث البرنامج الوطني للمياه الصالحة للشرب والري 2020-27. ودعا إلى تسريع مشاريع بناء السدود الجارية وشبكات توصيل المياه ومحطات تحلية مياه البحر المخطط لها بالفعل بالإضافة إلى البرامج التي تهدف إلى إعادة استخدام مياه الصرف الصحي. هذا دون أن ننسى ضرورة الإطلاق الفوري لبرامج توفير المياه في مختلف القطاعات المعنية.

لكن هل هذه الإجراءات كافية لحل مشكلة المياه الهيكلية في المغرب؟ ربما نعم لكن بشكل مؤقت، لا على المدى الطويل. وقد اجمعت ثلة من المؤسسات - نموذج التنمية الجديد (NMD) والبنك الدولي مؤخرًا على أن “الأمن المائي في البلاد محفوف بالمخاطر. وهو يعكس مدى تأثر المغرب بتغير المناخ في مواجهة استخدامات المياه التي لا تأخذ في الاعتبار ندرتها.
في الواقع، فإن المغرب معرض بشكل خاص لعواقب تغير المناخ على الموارد المائية واستخداماتها بسبب التدهور المتزايد لهذه الموارد على وجه الخصوص. التدهور الناتج عن الاستغلال المفرط والتلوث والملوحة وانخفاض هطول الأمطار، فضلاً عن زيادة الطلب الزراعي والحضري... إن التكيف مع تأثيرات تغير المناخ على الموارد المائية يتطلب تنفيذ تعديلات جوهرية فنية وسياسية ومؤسسية وسلوكية بشكل ديناميكي.
فالمغرب يحتل المرتبة 23 عالميا من حيث التعرض لمخاطر المياه، مشددا على أن “2022، وهي السنة الرابعة على التوالي من الجفاف، كانت جافة بشكل خاص، حيث انخفض استهلاك المياه بأكثر من 80%. وكان هذا العام أيضًا حارًا جدًا، حيث تجاوزت مستويات درجات الحرارة المتوسطات المعتادة بحوالي درجة واحدة. ومن الواضح أن كل هذا يؤثر على المستهلكين والمزارعين، بالإضافة إلى تهديد الأجيال القادمة.
والحالة هذه يقوم المغرب بإهداء نافورة لمقر الاتحاد الافريقي أليست هذه سخرية من سخريات القدر بامتياز
وجاء تقديم هذه الهدية وتدشينها على هامش الدورة الرابعة والأربعين للمجلس التنفيذي وقمة الاتحاد الأفريقي السابعة والثلاثين، خلال حفل كبير بحضور وزراء خارجية الدول الأفريقية، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومفوضي الاتحاد الأفريقيوكبار مسؤولي المنظمة الإفريقية، وعدد من الشخصيات وأعضاء السلك الدبلوماسي، ووسائل الإعلام.
أليست هذه سخرية من سخريات القدر بامتياز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟