الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاقة العقل العراقي الاتباعي/ 5

عبدالامير الركابي

2024 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لايجوز، لابل ومن الخطل اعتماد مفاهيم وادوات في النظر والتحليل، هي بالاحرى ادوات ووسائل موجودة لتناسب عينة مجتمعية من نوع "الكيانوية/ الوطنية"، بينما نحن ننظر في نمط كيانيه ازدواجية متعدية للكيانيه ونافية لها، و الا فسنضع انفسنا ضمن حال من الاسقاطية المعاكسة للحقيقة، هي من مترتبات غلبة وسيادة نوع بذاته من النظر المستند الى عينه ونوع من الفهم والمقاربة الدنيا، بما يلغي اجمالي الديناميات البنيوية التاريخيه للمكان المقصود، الامر الذي لايمكن نسبته لغير حدود ومستوى الاعقالية المتاحة للعقل البشري في حينه، بغض النظر عن حضور الالة او ماقبلها من يدوية، ظلت قبل اليوم غالبة وسائدة كبداهة، جرى تكريسها لاحقا بقوة مفعول الالة، وبالاستناد لمارافقها من انقلابية شامله.
وماتقدم يعني حتما وقبلا كابتداء، البحث في مستوى الادراكية البشرية بمقابل الظاهرة المجتمعية، ومسارات وممكنات تطورها اللازم والضروري عبر التفاعلية والاصطراعية، بالاخص مرحلتها الاخيرة الحالية بعد الانقلاب الالي، والاهم فيما يشار له هنا هو المنطوى الانقلابي المدخر والمؤجل الذي يظل ينتظر العقل البشري حتى الساعه، بعد مامر من تاريخ يدوي طويل، بما يضع الكينونة اللاارضوية الازدواجية بموضع المدخر الانقاذي للوجود البشري، فاللاارضوية والازدواج المجتمعي، والكيانيه المتعدية للكيانيه، ومعها قانون الدورات والانقطاعات، تقف اليوم وكانت مع بدايات التصادم مع الغرب، بمثابة عناصر مهمه كونية مضمرة مؤجله، ثانيه، بعد تلك الاولى التي نهض بها هذا الموضع من الكرة الارضية، حين اسس للمنظور الوجودي ارضويا وسماويا ضمن اشتراطات اللاتحقق اللاارضوي، اي فيما قبل الافصاحية، ابان طور الغلبة الارضوية الحاجاتيه مجتمعيا.
وهنا يلوح جانب من الدلالات غير المكشوف عنها النقاب بمايخص الاله وموقعها ودورها الفعلي، غير ذلك الارضي الحاجاتي الاوربي الذي واكب الظاهرة المذكورة قصورا، والذي يضع الاله بمكان الارضوية الجسدية، اي الحيوانيه، ولخدمتها، عن طريق ماقد اعتبر من قبيل "التقدم" الحضاري، بناء على الحدود المتاحة والممكنة استشرافا للعقل الارضوي وحدوده، الامر الذي ينقلب واقعا مع الحضور الغربي الاحتلالي الى ارض الازدواج واللاارضوية المحكومة للانقلابيه العقلية المؤجلة، والتي مرت عليها القرون وهي حاضرة حدسيا من دون افصاحية ادراكية، ولا تحقق كان وظل ينتظر توفر اسبابه المادية والاعقالية.
هنا كان واردا التقاء الارضوية الاليه وقوة حضورها النموذجي والتفكري، مع الانحطاطية الانقطاعية المهيمنه على ارض الرافدين ساعتها، لتتعاظم وطاة الافنائية للاارضوية، مع المزيد من طمس، ان لم يكن تحريم اي حضور منسوب الى المكان ونوعه وحقيقته البنيوية، والاهم مهمته والدور المناط به اليوم بالذات وعلى وجه التحديد، ماكان يستدعي نوع انقلابية عقلية استثنائية فوق المتعارف عليها، هي من دون ادنى ريب من نوع ماهوموكول له كينونة وبنية اساس، بما هو حالة استثناء نمطي مجتمعي فريد وجودا ومنطويات، ما يضعه اليوم على حافة الفنائية الثانية، بعد تلك المتاتية من الطرد البيئي كما عرفها على مر تاريخه، وبموضع البدئية الثانيه، التحولية الكونية، بعد البدئية الاولى الافتتاحية ضمن اشتراطات اليدوية، وقوة تلازمها مع غلبة الارضوية ومفهومها.
كل هذا لابد ان يوجب انقلابا في السردية والمروية الارضوية المعتمدة بما خص حضور الالة، بما هي لحظة الانتقال المجتمعي البشري من الجسدوية الحاجاتتية الى "العقلية"، مع مبتدئها الحقيقي عند القرن السادس عشر في ارض اللاارضوية، ساعة الانبعاثية اللاارضوية الثالثة في ارض سومر الجديدة، اصل المجتمعية وصيغتها التحولية اللاارضوية، بينما تنبجس الاله في ارض الارضوية الطبقية الاعلى ديناميات ضمن صنفها، لتكتسب صفات ونموذجا ومنظومة تفكر مواكبة، هي من متبقيات واعلى اشكال الارضوية الممكنه في ظل التسارعية غير العادية في الديناميات المجتمعية في الموضع الذي وجدت الالة فيه ابتداء، مضافا للارتفاع في مستوى دينامياتها الاصل والتكوين، لتتكرس والحالة هذه رؤية كونية تابيدية ارضوية مقرونه بدعوى الحضاورية والتقدم، غير المحدد الوجهة او المآل، قياسا للحقيقة الوجودية ولاحكام المرحلية والمؤقتية المجتمعية البشرية، الذاهبة اصلا ووجودا، والمصممه لنقل الكائن البشري من الحيوانيه الى العقلية، ومن السكن الارضي الى السكن الكوني اللامرئي الاخر.
هنا ينفتح امامنا باب اخر مغلق كليا، يظل منفيا يضع العقل هو الاخر تحت طائلة الاحادية، والامر يخص بهذه المناسبة كل مايتعلق بحركة الافكار وكيفيات تبلورها، والاليات التي تقف خلفها، ومادام العالم والوجود احادي، فان حركة العقل واشكال حضوره تظل كذلك محدودة بحدود مايعتبر الملموس والحاضر المرئي والمدرك، بمعنى مايلحظ ويعاين ويعاش، يغض النظر عن ذلك غير المرئي بما هو تاريخ فعالية وجودية مضمرة، غير مقاربة، ففي العراق المقروء على مر العصر الحديث من اعلى، لاوجود للتاريخ التشكلي الاسفل(5)، ولا لاشكال تجلية الاستبدالي على الصعد المختلفة، مع انه ناشيء وموجود بناء على فعل اشتراطات ملموسة، وبالذات بعد الاحتلال واشكال ردة فعل اللاارضوية على الترتيبات الافنائية الكيانوية المجتمعية، وعلى سبيل المثال خصوصية ظاهرة فشل قيام حزب شيوعي، او حزب بعث في العاصمة بغداد، وقيامهما وتاسيسهما معا في عاصمة المنتفك الحديثة / الناصرية/ علما بان احدا مالم يسبق ان لاحظ او اعتبر لحدث من هذا القبيل اي دلالة او معنى، ليظل "الحزب الشيوعي" شيوعي اعتباطا كاعتباط توهمي طبقي لااساس له، و"البعث" مثله، من دون ان يخطر لاحد على سبيل التخيل، ان يكون العراق الاسفل قد اقام وقتها، من ناحيته، شكل "دولته" المقابلة من اسفل، مخضعا المفاهيم المستعارة الافنائية لاشتراطات مضادة لها واقعا، تلك التي ستولد منها حركة او تجمع "الجبهة الوطنيه"، التي اليها يعود الفضل الاول في اسقاط "دولة بغداد" البرانيه الاحتلالية عام 1958، هذا بينما امتنع حتى الساعة، اي تفسير مطابق للحالة او محاولة تحر لحالة "حسين الرحال" ومحاولته في العشرينات اقامة "حزب شيوعي" بغدادي في العاصمة الامبراطورية المنهارة، او المحاولات الفاشلة التي جرت في بغداد، لاقامة "حزب بعث" قبل فؤاد الركابي ومبادرته في مدينته الناصرية، هو وقبلة "فهد" يوسف سلمان يوسف.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل