الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 64

آرام كربيت

2024 / 2 / 20
الادب والفن


الحرية تبدأ من المرأة
عندما تتحرر المرأة من مفهوم الجارية، عندما تنظر إلى نفسها على أنها كائن حر, وان الارتباط بالرجل ليس صفقة مالية ومكانة أو عدة الشغل، وانما كإنسان عادي بحاجة إلى مساندتها في الحياة، وقتها سنتغير، وتغير حياتنا.

الفجر لغة الطيور
أجمل اللحظات عندما ينثر الفجر الرخو ألوانه المختلسة على شبابيك بيتي الحنون، وفنجان قهوتي، وأقلامي وأوراقي البيضاء.
وأنا في صمتي أناجيه

الحرية مفهوم غامض
الحرية مفهوم قائم بذاته ولذاته، لا يمنح ولا يعطى ولا يؤخذ. إنه كلي القدرة متناغم مع ذاته قابع في الخلود، في الأبدية، في الوجود منذ وجد، لا يمكن امتلاكه أو تحقيقه أو توريده عبر أي أداة.
إن الحرية جزء من الطبيعة مثل الفن أو الموسيقى أو الحجر والبحر والزمن.
إنه مفهوم غير قابل للتعريف.
الحرية والسياسة مفهومان متناقضان تمامًا. كما أن الحرية والدولة مفهومان على تضاد دائم.
والحرية والديمقراطية مفهومان منفصلان عن بعضهما ولكل واحد منهما ميدانه.
أحيانًا كثيرة نربط بين الحرية والديمقراطية تجاوزًا ليس إلا.
والديمقراطية في عصرنا مجرد لعبة سياسية لتبديل الأقنعة.

العصافير رمز الحياة والحرية
البلاد التي لا تحافظ على عصافيرها لا يمكنها أن تحب الربيع والأغاني والفرح والحرية.
العصفور رمز الطبيعة، والغناء والتجدد والاستمرار.
غياب العصفور يعني أن الأرواح جافة، والأنهار جافة، والسماء لا تنثر مطرها على الناس.

الرمز موحد التائهين
الكثير من القادمين إلى الغرب يعانون من فقدان الرمز، الأب القائد، الذي كان يشعرهم بالأمان والقوة.
مجرد وجوده كان يدخل الراحة النفسية إلى قلوبهم، ويبدد الحزن عن نفوسهم.
غياب الأب، غياب الحامي والسند مزقهم من الداخل، بهذا ترى الكثير الكثير منهم يشعر بالفراغ الروحي والنفسي، ويشعر بالخواء، بعدم وجود ذلك الحامي الذي كان يضربهم، يبصق عليهم أو يراقبهم، أو يتابع ذلهم وخوفهم وانكسارهم.
عندما كان صدام حسين أو حافظ الاسد أو القذافي أو عبد الناصر يمر في الشارع في سيارته، كان الكثير مستعد لتقبيل الحذاء ووضعه على الرأس.
نحن نبني أجيال وراء أجيال مهزومة من الداخل، ذليلة.
هذه الأجيال المكسورة نفسيًا ووجوديًا، تشعر بالأمان بوجود الدكتاتورالذي حولها إلى أمعة، قناع، كائنات فاقدة الأهلية الإنسانية، لهذا فإن هذا الكائنات المستلبة تشعر بوجودها بوجود من دمر حياتها.
إن شعور المستلب، شعور مزيف، لأحساسه أن هناك كائن قوي، دكتاتور واقف إلى جانبه، رغم أن هذا القوي أضعف من النملة.

الغربة أشجار دون جذور
إن تختار الغربة أو تجبر عليها، تعني أنه عليك أن تتنازل عن أشياء كثيرة حميمية في داخلك عشت عليها طوال عمرك، بإرادتك أو بالرغم عنك أو طواعية.
ستتنازل عن لغتك الأم، طعامك الذي تعودت عليه، رؤية أهلك وناسك وأصدقاءك، أسلوب حياتك.
في المقابل يجب عليك أن تخضع لشروط البلد المضيف، عاداته وتقاليده، وقوانينه.
تذكر أنك أخذت أو ستأخذ مكان ابن البلد الأصلي في كل شيء، البيت الذي سيستأجره، العمل الذي يبحث عنه، الجامعة التي سيدرس فيها.
والأهم رفيقته:
ستحب الفتاة التي يفكر فيها.
أنت دخيل ومنافس شديد لأبناء الوطن الأصلي الذي جئت إليه، وأخذت مكان أبناءه.
بالتأكيد سيكرهك.
ومع هذا تتكبر على هذا المجتمع الذي استقبلك، لا تحبه، لا تحترمه، ولا تحترم عاداته وتقاليده ولا قوانينه.
لنقلب المعادلة قليلًا، لنفرض أنه جاءتنا مجموعة كبيرة من سكان الباكستان أو الهند أو غيره من اللاجئين إلى وطننا، وزاحمونا في المكان، في كل مرافق الحياة، والأنكى أن هذا القادم أخذ جزء كبير من دخلك، من أتعابك، من الضرائب التي تدفعها، ومع هذا، فهو متذمر، ويكرهك ويتمنى أن تتدمر بلادك رأسًا إلى عقب.
هل تقبل هذه المعادلة؟
في السجن، في السجن وليس غيره، كنا نكره السجين الجديد القادم إلينا، لأنه سيزاجمنا على المكان، في المهجع، في الماء الذي سنتحمم به او نشربه او نغسل صحوننا فيه، والمرحاض كمكان، والحمام كمكان، في السرير أو في باحة التنفس.
القادم الجديد غير مرغوب به من قبل القديمين، لأنه يخل بالتوازن الهش في المجتمع، أي مجتمع

الديمقراطية وسيلة لإدارة الدولة
الديمقراطية السياسية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزلاندا معقدة للغاية ولا يمكن أن تطبق في البلدان الهشة سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا.
إن هذه الديمقراطية تخضع لمعايير دقيقة جدًا، اجتماعية ونفسية وسياسية واقتصادية ومدروسة دراسة دقيقة من خارجها.
ولا يمكن أن تورد هذه الديمقراطية لأي دولة ليست جاهزة كبنية تحتية سلوكية ونفسية وثقافية. إنها تحتاج إلى تعبيد طرق كثيرة للوصول إليها. تحتاج إلى إنسان يخضع لشروطها وينفذ ما يطلب منه بدقة ودون تشويش أو لبس.
وإذا كان هناك دول تبنت القيم الديقراطية الغربية فهذا تم ويتم بشروط الآخر المتنفذ، كتركيا وكوريا الجنوبية واليابان.
إن الديمقراطية السياسية في البلدان العربية في فترة الانتداب كانت رومانسية، تدور في فلك المنتدب وتنفذ سياساته. وكان المجتمع يستفيد من هذا المناخ وتفاعل معه. وكانت هذه الديمقراطية هي نتاج خارجه، وبمجرد أن خرج أنهارت هذه الأحلام نتيجة تداخل القوى في الداخل والخارج.
ربما سنشهد إنحسار هذه الديمقراطية في البلدان الغربية بفعل فاعل في السنوات المقبلة، لأننا كما قلنا جاءت من خارجه.
الخصخصة ستفرغ الدولة من مهامها الاجتماعية في القادم من الأيام، هذا وارد جدًا خاصة أن الاقتصاد لم يعد مرتبطًا وطنيًا قي اي مكان في الغرب، انه عائم وعلاقته بالدولة هو انتهازية، ليأخذ الحماية مقابل دفع الضرائب. هذا التمفصل بين الدولة والشركات العائمة فوق الاوطان سينتج دولة طفولية يتناسب مع انتهازية الشركات

أنا كاتب دون رأس
قلت له:
أنا كاتب مبتور الرأس، يرى الحياة من زاوية ضيقة جدًا. أستطيع القول من نصفها الميت، ويضيع النصف الاخر السليم في المتاهات لوجود خلل في البلاط المعبد لهذه الذاكرة المريضة.
ـ كيف تقول هذا عن نفسك يا رجل؟
ـ لست حرًا ولن أكون. ومن لا يملك الحرية لا يستطيع أن يكون كائنًا طبيعيًا. ولست مستقلًا. هناك الكثير من الجراثيم تنغل في سقف الجمجمة تلعب بالذاكرة وتشوه الطريق.
ولا يوجد من ينقب هذه الجراثيم كما تفعل الطيور التي ترسو على ظهر الجواميس، لإنهم قابعين تحت القحف، في العمق، في التلافيف.
ـ وكيف ترى غيرك؟
ـ لا أستطيع الإجابة، دع كل واحد ينقب ذاكرته علّه يفعل شيئًا.

الكتب مفتاح العقل والمخ والرأس للخروج من الظلمة
الكتب المهمة جدًا، تلك التي تسبب لك جرحًا غائرًا في قلبك ووجدانك.
وتفتح ذهنك المفتوح على الخبايا الموجودة في قاع الواقع المؤلم.
هناك من يخطط لك ويتعب على إعادتك إلى الهمجية وجهنم ليسرق ما تبقى لك من جمال وفرح وبراءة.
الكتب الجميلة هي تلك التي تعرفكم على الجهنم الجديدة التي نعيش فيها اليوم، ومعرفة ماذا يخطط لنا كبشر في هذا العالم.
هناك روايات مضى عليها أربعين سنة ووأكثر، ولا زلت أذكرها واستمتع بقرءاتها وتذكرها كأغلب روايات عبد الرحمن منيف، خاصة الأشجار واغتيال مرزوق، وهناك من زرع في قلبي الحزن والألم، كرواية الغاب للكاتب الأمريكي أبتون سينكلر، وأرض ثمارها من ذهب لجورج أمادو.
وهناك روايات تدفع خيالي للتخيل عميقًا كموسم الهجرة إلى الشمال، وهنغواي كرواية الشيخ والبحر، ولا انسى أعمال جنكيز ايتماتوف، وداعًا يا غوليساري، والكلب الأبلق ويطول اليوم كأنه قرن وجميلة. واعمال ديستيوفسكي وتولستوي وغوغول وغيرهم كثر.

كل إنسان عليه مسؤولية حسب قدرته
بالنسبة لي, لا أحمل الناس العاديين أي مسؤولية سواء أخلاقية أو شخصية. الكثير من العرب والاكراد والاتراك خلصوا الأرمن من الموت وعرضوا أنفسهم للموت من أجل إنقاذ طفل أو امرأة أو شيخ أو رجل.
وكمان الكثير شارك.
دائما أقول أن المسؤولية تقع على السياسات والثقافة وحوامل الثقافة. علينا ان نبحث في الثقافة والفكر والمعرفة عن عالم أقل قسوة وأقرب للرحمة والمساواة.

اليسار في بلادنا لم يتعب على نفسه، غير منتج للمفاهيم
بتقديري, ولد اليسار في منطقتنا مشوهًا، بل ميتًا.
هو صدى صوت, مجرد طبل مجوف من المحتوى, لم يستطع طوال مسيرته الطويلة أن ينتج المفاهيم النابعة من منطقتنا، أو يدخل في جوهر الصراع الذي عاشته وتعيشه بلداننا أو حاول تفكيكه.
إنه منفصل ثقافيًا عن الواقع, فكريًا وسياسيًا.
ولا أرى أن هناك فارقًا بينه وبين الفكر الديني في الجوهر، فكلاهما ينهل من جذر واحد.
أما سياسيًا, فحدث ولا حرج. جاءت الثورة لتكشف عرينا, كذبنا, ضحكنا على أنفسنا.
عندما نتعرى من أمراضنا, البارانويا السياسية والشخصية, ربما نستطيع أن نفكر, وننتج ونلتحم بواقعنا ونعرف ماذا نريد.
إن جنون العظمة لا تنتج مفكرين, مبدعين, ابدًا، تنتج أقزامًا.
لم نرق الى مستوى الفصل بين الفكر والشخصنة.
نندغم بالفكر الذي نعتنقه دون تمحيص, بل نصبح جزء منه. لهذا رؤيتنا شمولية للذات والأخر, للمجتمع, للسلطة, الدولة, القومية, الطائفة, العشيرة, الدين. حتى في انتماءنا, ايماننا الايديولوجي, نصبح دوغما, ندافع عن موقفنا, ونتعصب له, واحيانا كثيرة دون تمحيص.
الرؤية الشمولية, ترى الغابة, نوع واحد من الشجر.
والجمال في المتعدد.

النص المقدس يجب إخراجه من يد الجهلة
النص المقدس واقع موضوعي, لا يمكن القفز عليه أو تجاوزه أو اهماله. إنه كائن حي يعيش بيننا. ومن الخطأ تركه بيد الجهلة يشكلوه على مقاسهم. ففي تحنيط النص, موات, مأساة, تحنيط المجتمع, بناءه الثقافي. وأن إعادة بناء النص معرفيًا, تأويله وفق العصر, في بلداننا, يجب أن يقع على عاتق الجميع, مؤمنين وغير مؤمنين. ففي احيائه, تأويله بما يتوافق مع الحداثة, احياء للمجتمع, لتطوره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم