الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثور الرمادي!.

ماجد الشمري

2024 / 2 / 20
كتابات ساخرة


في معرض ندمه على دعمه للنازية وأسفه بعد فوات الاوان لعدم وقوفه ضد الفاشية الصاعدة التي لم ينجو هو نفسه من قمعها واعتقل لمدة8سنوات ونجا من الاعدام لحسن حظه.كتب اللاهوتي الالماني اللوثري مارتن نيمولر قصيدته المشهورة:
جاؤوا اولا والتي يقول فيها:

(في البدء ، أقتادوا الشيوعيين
لكنني لم أهتم،
فلم أكن شيوعياً.
ثم أعتقلوا الاشتراكيين
ولم أرفع صوتي،
لأنني لست اشتراكياً.
ثم جاؤوا الى أعضاء النقابات
ولم أهتم قط،
لأنني لم أكن نقابياً.
ثم أقتادوا اليهود
ولم أصرخ،
فأنا لست يهودياً.
وعندما اضطهدوا الكاثوليك
لم ابالي لانني بروتستانتي

ثم جاؤوا إليَّ..
ولكن لم يكن قد بقيَ أحد
ليرفع صوته لأجلي).
........................................
لقد كان مارتن نيمولر ليس هوالثور الاسود في حكاية الثيران الثلاثة والاسد. بل هو الثور الرمادي المقتنع بوهم أمانه،و الحالم بوهم نجاته خارج القطيع!.ومع ذلك لم ينجو!.فمنطق الغفلة ونهج اللامبالاة ، والنزعة الفردية الخالصة، وانعدامحس التضامن ،والاخاء والجماعيةعلى شاكلة :هذالايعنيني!وليس هذا من شأني! وهذا الامرلايخصني! والقمع ليس ضدي! والاعتقالات بعيدا عني!الخ،من المواقف السلبية الفردية التي لاتبالي،ولم تبالي ولن تبالي-لااحد يتعض من التجارب؟-و بمايحدث للاخرين طالما هو لايمسهم بسوء،ثم يصحون يوما ليجدوا انفسهم شاءوا ام ابوا داخل دائرة الاعتقال او التصفية او القمع او حجر الحريات. هذه السلبية الخطيرة والعدمية المصادرة لقوة التضامن والاخاء المجتمعي هو الذي يقود الى ازدهار وقوة وبقاء الفاشيات والانظمة الشمولية والدكتاتورية التي تسحق الجميع بسلطتها الغاشمة ولكن على مراحل وتدرج متعاقب، وتكتيك الانفراد بضحاياها واحدا بعد الاخر لانهم مفتتون وانانيون ولااباليون ،وكل يفكر بمصلحته ونفسه بعيدا عن اخوانهم واهلهم في المواطنة والوطن، ولايدركون ذلك الخطر الوشيك الذي سوف يسحقهم الا عندما تحرقهم نار البطش ولكن بعد فوات الاوان ،ولات ساعة مندم !.وانهم أكلوا يوم أكل الثور الابيض ولم يكن هناك من ينصرهم او يدافع عنهم!!!ومهما تغيرت الوان الثيران فكلها مشاريع للذبح بمنطق السلطات القاهرة والقامعة لمجتمعاتها المدنية.فسواء اكنت احمرا او اسودا او ابيضا سيأتي دورك حتى لو كان لونك رماديا،وخارج قوائم المسلخ،لانه مصاب بعمى الالوان،ولايرى الا اجساد ضحاياه!!!
........................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا