الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمين المتطرف.. إلى أين؟

الاء السعودي

2024 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اليمين المتطرف.. إلى اين؟

الكثير أنصار اليمين المتطرف الغربي في أوروبا وأمريكا، متناقضون لابعد ما يمكن تصوره! ففي خطاباتهم تستطيع ان ترى انهم لا يمانعون تبنيهم قيم الليبرالية الشكلانية التي تركز على الحرية الانتقائية والرفاهة الاقتصادية والاجتماعية! في وقت يحتقرون كل المخالفين لهم فكرًيا وسياسيًا ويمكرون لهم العداوة المضللة، ويزدرون من يختلف عنهم اجتماعيًا وطبقيًا! فنرى في الكثير وجهات نظرهم تحمل طابعا عنصريا وخطابات تحمل تتسم بالعداء والتحفظ تجاه الأقليات، وهو ما يعكس انفصامًا أخلاقيًا وسلوكيًا قبيحًا ويعكس تشوه منظومتهم القيمية! وهم لا يخجلون من التعبير عن ازدواجيتهم الحمقاء تلك! في وقت يدّعون فيه مواجهة التحديات الإقليمية، بل في احيان كثيرة تراهم يتبنون خطابًا شوفينيًا (الشوفينية هي القومية المتطرفة) تجاه الخارج، ويرون في أنفسهم تجسيدًا للنقاء العرقي والوطني الذي لا ينبغي للآخرين تشويهه أو إفساده! لهذا نرى الكثير التيارات تتبنى أفكارًا تشدد على الهوية الثقافية والعرقية، مع التأكيد على الحفاظ على السلالات الأوروبية والهوية البيضاء، حيث يُعبر بعض القادة اليمينيين المتطرفين عن قلق حيال التأثير الثقافي والديموغرافي للهجرة والتنوع الثقافي، وهو خطاب غارق في بحور الماضوية، أُناس مؤدلجون إلى ابعد ما يمكن تصوره! (والمؤدلج هو ذلك الشخص الذي ينحصر فكريًا وعقائديًا في نتاج جماعة ضيقة الحدود، تمنعه من نقاش او الاعتراض على اي من أفكارها وعقائدها)! ومع كل ذلك، فإن أنصار اليمين المتطرف بشكل عام، لا يكفون عن السخرية والتشفي في عشرات الشباب الذين لقوا حتفهم في أحد قوارب الهجرة، او الدخول غير المشروع لدول اخرى قريبة من حدودهم، وعوضا من ان يقوموا بمحاصصة ومحاكمة كل من تسبب بتلك الكوارث البشرية التي تسببت سياسات انظمتها في هروب هؤلاء، ومعظمهم صبية وشباب لا تتجاوز أعمارهم عن الثلاثين، يلومون الضحية ويعايرونها بالهروب فقط من اجل التشدق بمعارضة الهجرة! اي قبح هذا! تماما كموقف اليمين المتطرف الاميركي في موقفٍ مخجلٍ سيسجّل ضمن المواقف المخزية لهذه الفئات، وتاريخها الطويل على امتداده يشهد على ذلك، فحينما نرى موقف اليمين المتطرف في أوروبا تجاه ما يحدث مع غزة! تستطيع ان تقول اننا وصلنا إلى أقصى درجات التطور البشرية في القذارة والقبح! وذلك سعت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى الاستفادة من الوضع الراهن في غزة لتعزيز نفوذها السياسي! والذين يعتبرون إسرائيل بؤرة الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط! فنرى حزب اليمين المنطرف في المانيا "من اجل المانيا"، والذي يصنف ككيان متطرف، يدعو الى إلى خفض المساعدات والدعم المالي المقدم إلى الجانب الفلسطيني! ووقف التبرعات المالية الممنوحة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعلى شاكلته نرى مارين لوبان وحزبها "التجمع الوطني" يتخذون موقفا مصفقا ومطبلا لكل مواقف إسرائيل على دمويتها في الشرق، وايضاً حزب الحرية النمساوي الذي اظهر دعمًا لإسرائيل في مواجهتها لكل التحديات الأمنية التي تمر فيها حاليا، والكثير الكثير لمواقف لا إنسانية، اي عار هذا الذي لا نستطيع تخلصا منه ولا فكاكا، حينما نرى الإنسانية تُباع في المزادات! لأنه اصبح من النادر جدًا في وقت كهذا، ان نرى حقًا "إنسان"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب