الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهايات

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2024 / 2 / 21
الادب والفن


من طرفٍ واحدٍ
أسحبُ خيطي من نسيجِ البعدِ
ليعلمَ الطرفُ الآخر
إني لستُ على وئامٍ
فلا حاجةَ للشروقِ من بينِ الأخاديدِ الهامدةِ
إذا كانَ ما دفناهُ ميّتاً بحقٍّ
الرسائلُ الماضيةُ كلُّها شواهدُ قبورٍ مؤجلةٍ
معكَ فقط
أودُّ الموتَ فارغاً
فالمقابرُ
سَئمتْ من الأسرارِ المخبوءةِ
في قلوبِ الجثامين
أموتُ فارغاً
وأدعُ الحقيقةَ تَشوي بصَلَها
على أُذنِ الواقعِ
ولأني أعلمُ بأنَّ القادمَ يسودهُ عطبُ الماضي
أزحتُ السماءَ...
فافتضحتْ عورةَ الكواليسِ
فوجدتُ الأقدارَ كرات زجاجية
تلعبُ فيها كائناتٌ ممسوخةَ تُدعى الملائكةُ
وإذا اصطدمتْ كرةٌ بأخرى
تسقطُ المصدومةُ من الأعلى على شَكلِ عذرةِ عُصفورٍ
لتستقرَ على رأسِ بشريٍّ يؤمنُ بالقاذورات
بشريّاً يعتقدُ أنّ المنايا
محكومةٌ بسقوطِ أوراقِ سدرةِ المنتهى
يجهلُ تماماً أنّ الأوراقَ تسقطُ بالمجان
بعدَ قيامِ أطفالِ الملائكةِ المشاغبين
برمي السدرةِ بنعلٍ مقطوعٍ للحصولِ على بعضِ ثمارِها
وكلّما تعبوا
ذهبوا لشربِ الماءِ والعبثِ في اللوحِ المحفوظِ في الثلاجةِ المقدسةِ
فكم من مرةٍ أوصى الإلهُ بأن:
(يحفظُ بعيداً عن متناولِ الأطفال)
الأطفالُ يمتلكونَ دائماً ما يجهلهُ الكبارُ
إذ يمسكونَ الأشياءَ من نهايتِها
ويجرُّونَها خلفَهم
كما يُعذبونَ القططَ في الأزقةِ الرطبةِ
هكذا فعلوا بالحقيقةِ تاركينَ وجهَ جُوهرِها مُصفرَّاً
وأتاحوا للغرقى خيطاً واحداً فقط
الخيطُ نفسهُ الذي سحبتُهُ من طرفي
في بادئِ النصِ
حين علمتُ أنَّ للبعدِ نسيجاً
حاكتْهُ ارتعاشةُ يدٍّ مَسلوبةُ القرارِ
الآن بلغتُ نهايةَ الخيطِ
فلم أجدْ فيهِ إلا ما توقعتُهُ
صنارةً وفكرةً
وحنيناً للاعتكافِ في فمٍ
أتلفَهُ السكوت....
__________

حملقَ آبسو كثيراً
في وجهِ الهورِ
قبلَ أن يَطلُقَ أناتهِ
ويلاه.... ويلاه
وكأنهُ يبثُّ جواباً فاضحاً
لسترِ أسئلةِ الحياةِ
لم يستقطبْ هذا الصراعَ
من أرخى حبلِ ودادهِ
ولم يجنِ على نفسهِ
من رسمَ على وجهِ الأرضِ تسبيحةً مسموعةً
ترنُّ كلما لامستْ أوتارُها أقدامَ راحلٍ
ما كانَ ليتذوقَ المنفى
ما لم تحكمْ عليهِ بذلكَ المُعضلاتُ
ذاكَ الذي كانتْ تفوحُ من بينِ أصابعهِ الآلهةُ
وتنزلُ من أطرافِ تعرُّقهِ الملائكةُ
وتضطربُ من دونِ ذوقهِ الأغنياتُ
الشامخُ بضحكتهِ الساخرةِ
وهو يخلقُ أفكاراً وأفكاراً
تدورُ في رأسي كزوبعةٍ غاضبةٍ
المُحرِّضُ الأولُ على صنعِ سفينةٍ معي
فصعدَ فيها من كلِّ كتابٍ وأغنيةٍ وذكرى
زوجينِ اثنينِ
قبلَ أن يبصُقَ آبسو طوفانهُ الأخير...
فكانتْ سببأ لأنْ ينجوَ الجميعُ
وأموتُ أنا.....
_________

أغلِقوا أبوابَكم ونوافذَكم بإحكامٍ
تعفَّنوا في الداخلِ إن شئتُم
لا تدعوا ثقباً يَتسرَّبُ منهُ إليكم
عِطرُ الشراكةِ
فما لا تودُّونهُ لأنفسِكم، لايودُّهُ غيرُكم
كونوا موتى هناكَ، موتوا فحسب
واتركونا نَحيا كما نُريد
كونوا رماداً على الطريقِ إن شئتُم..
واختفوا إلى الأبد
تحتَ أقدامِ مرورِ الوقت....
__________

ليتَني ما تلفظتُ بالإهمالِ
ليتَني كنتُ صريحاً وقلتُ (احتقار)
ليتَني طويتُ وجوهَهم المفتوحةَ في وَجهي
ليتَني كنتُ فظَّاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولي
ليتَني مَحوتُ ذلكَ السرَّ
وتفانيتُ بالنسيان
ليتَني أتلفتُ صندوقي المُعبأَ بأغراضِ تعذيبي
وأعدتُ رسمَ الخريطةِ من دونِ أن يكونوا مُرشِدينَ
سأضيعُ لأنني جاهلٌ
هكذا سيقولونَ....
نعم، سأضيعُ في راحتي
ولن أجدَ وجهتي في جحيمِهم العبثي...
___________

أنتِ قارةٌ واحدة
وألفُ ثَقافةٍ وتشتُتٍ وانقسام
وأمامَكِ...
ماذا عليهِ أن يفعلَ شبحٌ مِثلي
ولا يمكنني حتى اتخاذِ دورِ الإبرة
لأرتقَ جهاتَكِ المُهشَّمة
أو أفصحَ عن رغبتي في مُجاراتِكِ بالنظر
نظراتٌ... نظراتٌ
مُكدسةً على رفوفِ عُزلتي كالجرائد
أخبرتُكِ؛ إنّ السكوتَ لغةٌ فقدتْ وجودَها منذُ أولِ توجعٍ راودَ الآلهةَ؛ وهم يوزعونَ مهامَ الكونِ على بعضِهم، وتيامات تنبشُ أنفَها وراءَ جبروتِ أبيها الغاضب..
َوأخبرتُكِ؛ إنّ التفكيرَ عزفٌ فوضويٌّ في رأسِ الآلهةِ والأنبياءِ والفلاسفةِ والمجانين، أولئكَ الذينَ تطوعوا بالفطرةِ ليكونوا شُرطةَ مُرورٍ أمامَ عجلةِ السلوكِ الإنسانيّ المُضطرب، كأنْ يرتكبَ المجرمُ جنايةً فضيعةً ويذهبُ إلى النوم، فيصابُ المُفكِّرُ بالأرقِ أثرَ ذلك، أخبرتُكِ ذلكَ وأنتِ تشحذينَ السكينَ، لتقطِّعي حِبالَ مَودتي أم لتقطِّعي صدرَ الدجاجِ!! لا أعلم...
هناكَ من نعلِّمهُ السلوكَ نهاراً بأصابعٍ من حرير، فيسلُكَ ليلاً في طريقِ أفكارِنا بحذائهِ المُزوّدِ بالمسامير، ويحررُ ما جمعناهُ من عصافيرِ الراحة، فمن أكثرُ عاطفةً منِّي، وأكثرُ توجساً من إحساسي تجاهَ الوقت!!
أخبرتُكِ؛ إنّ الوقتَ حيوانٌ مفترسٌ لا يألفُنا مهما ربطناهُ بشعورِنا الأليف، يتركُ فينا غصَّةً تصفعُنا كلما سهونا في العيش، ليسلبَ من بينِ أعيُنِنا آخرَ ضوءٍ للرفاهية، وتعلمينَ؛ أنَّ الراحةَ نبيٌّ واهمٌ أضاعَ القومَ الذي بُعثَ إليهم، فهل ألومُ تحديقَهُ في مرايانا المهشمةِ، وعبوسُهُ هدوءٌ يسبقُ العاطفة!!
أخبرتُكِ؛ أيضاً كيفَ يلوي الشِّعرُ عنقَ المسافةِ، فيجعلُ رأسيها أقربَ للتعشقِ، أقربَ للتعانقِ، أقربَ للخرابِ لنا، نحنُ الشجرتانِ المتشابكتانِ بالاعتياد، والمنخورتانِ منذُ أولِ لقاءٍ قامَ على سربِ الدودِ، العالقاتانِ بأمنيةٍ كما تعلقُ رسالةٍ في جوفِ قارورةٍ زجاجيةٍ في بحرٍ مالحٍ تجمَّعَ من نحيبِ الآلهةِ الأكبرِ سنَّاً.
كانَ عليَّ أن أخبرَكِ؛ إنّ الحياةَ نفايات يُعادُ تكريرُها لتكونَ شيئاً، فتكون؛ لكنَّها في النهايةِ تعودُ كما كانتْ نفايات.
___________

عندَ بابِ الوعدِ
ينتظرُ
الأبوابُ الموصدةُ تفتَّحتْ
والمطباتُ اختفتْ
والسماواتُ تلبَّدتْ بالآمالِ
وأفردَ قوسُ قزحٍ ألوانهُ عبرَ المحطاتِ الطاعنةِ بالمنِّ
وحانَ الحصادُ
إلا إنَّ العاشقَ مازالَ ينتظرُ
ولو همسةٌ عابرةٌ من ثغرِ الفتياتِ
أو عِطرٌ هاربٌ من ثيابهنَ القديمةِ
إلى الآن؛ ينتطرُ
عندَ بابِ الوعدِ في مُقدمةِ المقبرةِ
________

لن أدعَكَ
تعبرُ على جُفونِ الحُلمِ
ولا أريد السلامة لعينيكَ
أيها :
النافي لكلِّ سَكينةٍ
والخالقُ المبدعُ لكلِّ المَنافي
عِشْ عندَ من اخترتَهُم
جَاوِرهم بنجاحاتِكَ المُبتذلةِ
ودعني أموتَ بسلام

بالضربِ يستقيمُ الحديد
بالضربِ تنبضُ القلوب
بالضربِ تنتبهُ النفوس
بالضربِ يُمدُّ العجين
بالضربِ تُعدُّ القهوة
بالضربِ تُعمرُ الأرضُ
وبالضربِ تُهدَّمُ
بالضربِ نأكلُ
بالضربِ نشربُ
بالضربِ نُعاقِبُ، وبالضربِ نُلاطِفُ
فمن لم يستطعْ أن يكونَ وتراً
يجمعُ صَمتَهُ الطويلَ ليكونَ دُفاً
ينتظرُ من يَستنطقُهُ
بلمسةٍ ثائرةٍ بوجهِ آزليةِ الهُراء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص