الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إسرائيل تحوّل اليهود إلى نازيّين ( الجزء 2 ) : - المحتجّون - المدنيّون الإسرائيليّون يغلقون معبر كرم سالم لتجويع الأطفال الفلسطينيّين حدّ الموت فى غزّة
شادي الشماوي
2024 / 2 / 21ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إسرائيل تحوّل اليهود إلى نازيّين ( الجزء 2 ) : " المحتجّون " المدنيّون الإسرائيليّون يغلقون معبر كرم سالم لتجويع الأطفال الفلسطينيّين حدّ الموت فى غزّة
جريدة " الثورة " عدد 841 ، 19 فيفري 2024
https://revcom.us/en/israeli-civilian-protesters-shut-down-kerem-shalom-crossing-starve-palestinian-children-death-gaza
" لقد قامت إسرائيل بشيء مُدهش حقّا – لقد تمكّنت إسرائيل من تحويل اليهود إلى نازيّين ! "
( " حكم مستفزّ في الوقت المناسب صادر عن بوب أفاكيان " ، مصاحب لتصريحه بأنّه " بعد محرقة الهولوكوست ، أسوء ما حدث لليهود هو دولة إسرائيل ." )
-----------------
في 7 نوفمبر 1938 ، قام شاب يهودي غاضب ، ساخط على تهجير أسرته و آلاف الآخرين من ألمانيا النازيّة نتيجة التطهير العرقيّ الإرهابيّ ، قام بإغتيال دبلوماسي ألماني في باريس في سياق عمل ثأريّ يائس .
مستغلاّ ما حدث ن وبّخ جوزاف غوبالس ، مسؤول سامي نازي مكلّف بالدعاية ، وبّخ جميع اليهود على الإغتيال و أطلق العنان لأكثر الأحداث حسما في ما أضحى معروفا بالإبادة الجماعيّة النازيّة أي القتل المنهجيّ لملايين اليهود . و أعلن غوبلس أنّ القائد النازي ، هتلر ، أصدر توجيها بأنّ " المظاهرات لا ينبغي أن يُعدّ لها و ينظّمها الحزب [ النازيّ ] ، لكن متى إندلعت عفويّا لا يجب " كبح جماحها " " .
تلك الرسالة أرست كرستال ناخت ( ليلة الزجاج المكسور ). فعبر ألمانيا و المجرّ ( التي أُلحقت بألمانيا ) و تشيكوسلوفاكيا ( التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التعرّض للغزو الألمانيّ ) ، قامن الغوغاء بتخريب و تدمير و حرق الكنائس و المتاجر اليهوديّة بينما ، كما تمّ الأمر بذلك ، لم تقم الشرطة بكبح الإرهاب و القتل . و علاوة على السماح للغوغاء بممارسة العنف و القتل ، إعتقلت الشرطة و نقلت إلى محتشدات 30 ألف يهودي .
و على هذا النحو ، إستطاع النازيّون أن يقولوا إلى العالم إن هذه الحملة الإباديّة الجماعيّة " لسنا رسميّا مسؤولين عنها فمن قام بها ألمانيّون عاديّون و كان علينا أن ندعهم يعبّرون عن غضبهم تجاه اليهود " . و في المجرّ المحتلّة من قبل المانيا ، أين كان السكّان يساندون على نطاق واسع النازيّين ، كانت الكرستال ناخت عنيفة بصفة خاصة إذ شاهد أكثر من 115 ألف يهودي و يهوديّة جيرانهم غير اليهود يحرّضون على قتلهم ففرّ من المجرّ تقريبا كامل السكّان اليهود .
إنّ تكتيك التشجيع على " الإحتجاجات " الإباديّة الجماعيّة بينما لا تقوم السلطات ب " كبح جماحها " طبخة من صنع حكّام إسرائيل ، الآن بالذات . فبينما تقف السلطات الإسرائيليّة جانبا ، يجرى تصوير " المحتجّين " بتعاطف من طرف وسائل الإعلام الإسرائيليّة و الأمريكيّة و هم يقطعون المساعدات التي تحتاج إليها غزّة حاجة يائسة .
و في جانفي ، مع بلوغ الظروف في غزّة اليأس المريع ، شرع " المحتجّون " في منع مرور الشاحنات المحمّلة بالغذاء و الماء و الأدوية و أشياء أساسيّة أخرى ، إلى داخل غزّة عبر معبر كرم سالم من إسرائيل . ز كرم سالم هو الطريق الحديث الوحيد لدخول الشاحنات الكبرى إلى غزّة . (1)
و تُصوّر تقارير وسائل الإعلام السائدة الإسرائيليّة و الأمريكيّة هذه " الإحتجاجات " على أنّها ببساطة إحتجاجات أقرباء الأسرى الإسرائيليّين و نشطاء يطالبون حماس بتحرير الأسرى الإسرائيليّين المحتجزين في 7 أكتوبر . لكن في مدوّنة الأجندا الإباديّة الجماعيّة المطبّقة للمنظمات الميمنة في هذه " الإحتجاجات " هي التطهير العرقي التام لقطاع غزّة و تهجير كافة الفلسطينيّين و إحتلال غزّة و إقامة الصهاينة لمستوطنات فيها . (2)
و بالتوازى مع " المحتجّين " الذين يفرضون الموت جوعا على الأطفال في غزّة ، شنّ " المستوطنون " الإسرائيليّون الفاشيّون حملات دمويّة في منطقة الضفّة الغربيّة من فلسطين . (3)
و جاء في تقرير لجريدة الواشنطن بوست في 10 فيفري أنّ " قوّات الدفاع الإسرائيليّة " تزعم على الأقلّ أنّها جعلت من كرم سالم منطقة عسكريّة مغلقة منذ أواخر جانفي و لكن ليلا ، ما من نقاط تفتيش بها ما يُيسّر أكثر دخول مجموعات من المحتجّين " . و تبيّن روايات في عديد وسائل الإعلام أنّ " المحتجّين و الشرطة و الجيش الإسرائيليّين ياتقطون صورا تذكاريّة جنبا على جنب . و قد جاء في تقرير ل NPR في 12 فيفري أنّه " خلال ثلاثة أيّام متتالية من أسبوع واحد ، تمكّن [ المحتجّون الصهاينة ] من منع جميع الشاحنات من العبور " إلى غزّة ( التشديد مضاف ) .
و هؤلاء المحتجّون ليسوا بصدد حرق منازل و متاجر و مساجد الشعب الفلسطيني ( على الأقلّ ليس في هذا التحرّك ) ليطردونهم من ديارهم ، مثلما فعلت الغوغاء الهائجة النازيّة ضد اليهود في الكرستال ناخت . فالجيش الإسرائيلي يتولّى ذلك بدعم تام من الولايات المتّحدة .
لكنّ هؤلاء " المحتجّين " يطالبون كعمليّة ثأريّة لمن قتلتهم و أسرتهم و غير ذلك من جرائم حماس بالموت جوعا و بردا و مرضا لآلاف و آلاف الأطفال الفلسطينيّين في غزّة بحرمانهم من الغذاء و الماء و الدواء و الوقود . و معظم " المحتجّين " يطالبون بالتطهير العرقي التام لفلسطين . و هكذا يرث هؤلاء " المحتجّين " روح المدنيّين الداعمين للنازيّة الذين نفّذوا الكرستال ناخت . و السلطات الإسرائيليّة تتّبع خطى هتلر في إصدار توجيه بعدم " كبح جماح " الغوغاء الإباديّة الجماعية أثناء الكرستال ناخت .
هوامش المقال :
1- معبر رفح من مصر إلى غزّة هو المعبر الوحيد الذى كان مفتوحا أمام المساعدات إلى 17 ديسمبر وهو لا يملك طاقة تقترب من طاقة معبر كرم سالم . و عندما يُغلق " المحتجّون " كرم سالم ، توجه شحنات المساعدات إلى خارج إسرائيل نحو مصر ثمّ تعطّل هذه الشحنات جرّاء إجراءات التفتيش عبر الحدود و جرّاء الطقة الأدنى بكثير لمعبر رفح و الهجمات العسكرية الإسرائيليّة على رفح من جهة غزّة . كلّ هذا الوضع يسمح لبايدن بزعم أنّه أقنع السلطات الإسرائيليّة بفتح طريق أسرع لدخول المساعدات إلى إزّة ، في حين بوسع السلطات الإسرائيليّة أن تقول إنّها وافقت على طلب بايدن غير أنّ " المحتجّين " هم الذين يمنعون عبور الشاحنات .
2- قائد " إحتجاج " في كرم سالم إقتبست جريدة الواشنطن بوست كلماته من نشطاء منظّمة ضصهيونيّة فاشيّة ( Im Tirtza ) و هذه المنظّمة تدّعى أنّ النكبة أي التطهير العقي للفلسطينيّينزمن تأسيس دولة إسرائيل ، أسطورة . و أكّد الناطق باللغة الأنجليزيّة باسم واحدة من أقوى المنظّمات التي تقف وراء " الإحتجاجات " في كرم سالم ، أنّ الطريقة الشرعيّة الوحيدة لحصول الذين يتعرّضون إلى المجاعة في غزّة هي " فتح الحدود مع مصر و نقل الناس إلى هناك ليحصلوا على مساعدة إنسانيّة في مصر " . و جاء في تقرير الجريدة الإسرائيليّة هآرتس أنّ واحدة من المنظّمات الداعمة ل " الإحتجاجات " تسمّى " شعب إسرائيل يعود إلى غزّة " وهي التي نظّمت حديثا مسيرة شارك فيها الآلاف و طالبوا ببناء " مستوطنات " يهوديّة تشبه تلك المقامة في الضفّة الغربيّة لفرض التطهير العرقي لغزّة ، بما في ذلك على أنقاض غزّة . و دور هذه القوى في " الإحتجاجات ينسجم مع مطالبة قوى نافذى في حكومة إسرائيل بأن يتمّ قتل أو تهجير إلى المنافى جميع سكّان غزّة .
3- " المستوطنون " اليهود في منطقة الضفّة الغربيّة لفلسطين ( منطقة وقع الإستيلاء عليها أثناء الحرب و إحتلّتها إسرائيل سنة 19678 ) صعّدوا تصعيدا دراماتيكيّا من حملات الهجمات الإرهابيّة على الفلسطينيّين . متحدّثين عن الثأر ل 7 أكتوبر، قاموا بقتل المدنيّين الفلسطينيّين و ترويع القرى و أحيانا إجبار جميع سكّان منطقة على الفرار . و ينهب المستوطنون المنازل و القرى و يسرقون المخزون الغذائي من المزارع الفلسطينيّة في وضح النهار . و كلّ هذا يحدث بصفة طاغية بدعم من الجيش الإسرائيليّ الذى قتل 288 فلسطينيّا و جرح و إعتقل الآلاف الآخرين منذ 7 أكتوبر . ( أنظروا على موقع أنترنت revcom.us مقال " Rabid, Racist, Israeli Regime Escalates Terror Against Palestinians ".)
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال