الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب دولية كبيرة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 2 / 21
القضية الفلسطينية


يحار المتابع لحلقات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في فهم آليتها وأبعادها الجغرافية و الإستراتيجية لاسيما أنها تترافق مع صخب إعلامي هائل و كثير من الأكاذيب التي تتوالى على مدار الساعة حيث تحتل كذبة مكان أخرى كما لو صلاحية كل منها محدودة زمنيا بحسب التطورات الميدانية .
لا شك في أن هذه الحرب أسقطت المقولة المعروفة عن أن إسرائيل لا تستطيع خوض حرب تستمر أشهرا وهي ليست قادرة أيضا على احتمال خسائر بشرية كبيرة و التضحية بحياة أسرى لها وقعوا بين أيدي خصومها . أغلب الظن أن المقاومين الفلسطينيين الذين بادروا إلى إطلاق الانتفاضة المسلحة راهنوا على هذه الأمو فاخطأوا .فلقد مضت حتى الآن خمسة أشهر على بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة و لم يتوقف بعد ، بالرغم من الدمار الواسع و من سقوط آلاف القتلى من المدنيين ، و من غيرها من العذابات ، الى حد أن دولا مستقلة ذات وزن على الصعيد الدولي مثل روسيا والبرازيل و جنوب أفريقيا و اسبانيا لا تتردد في اتهام إسرائيل بارتكاب أبادة جماعية . من المعلوم أن الولايات المتحدة الأميركية و الدول الأوروبية الرئيسية متل بريطانيا و فرنسا و ألمانيا ، أعلنوا " دعمهم غير المشروط لإسرائيل " ومنعوا مجلس الأمن الدولي من إقرار وقف أطلاق النار في القطاع ، تعبيرا واضحا على موافقتهم على الخطة التي ينفذها الإسرائيليون أو بكلام أكثر صراحة على أنهم متواطئون معهم .
لعل في هذا دليل على أن الحرب الحالية مختلفة عن الحروب التي شنها الإسرائيليون في السابق دوريا ، على قطاع غزة .حيث أن قادتهم أفصحوا أثناءها عن نواياهم الحقيقية ، التي تكشفت خلال السنوات الماضية من خلال أطلاق حركة استيطان واسعة ، المتمثلة "بالدولة اليهودية" و إفراغ فلسطين من الفلسطينيين بكل الأساليب و الوسائل المتاحة ، كحل جذري للأزمة السكانية نتيجة صيرورة أكثرية فلسطينية غير يهودية و بالتالي استحالة إخفاء نظام التمييز العنصري القائم في إسرائيل ، محليا و دوليا .
يحسن التذكير في هذا الصدد أن دولة إسرائيل هي جزء عضوي من النظام الغربي الامبريالي في بلدان شرق المتوسط و صولا إلى الصين و الهند ،بالإضافة إلى البحر الأسود و البحر الأحمر . و لا شك في أن التقلبات التي تشهدها جميع هذه المناطق ، شرقا و شمالا و جنوبا ،بدءا من سنة 1978 ، خصوصا انهيار الدولة في أفغانستان و التدخل الروسي فيها ، الثورة الإيرانية و سقوط نظام الشاه ، نهوض الصين الشعبية ،استرجاع روسيا لسيادتها و قوتها وهويتها القومية ، يتمظهر تأثيرها اليوم في حرب أوكرانيا و في الحرب على قطاع غزة أيضا ، ما يجعلهما بالقطع حربان دوليتان .
استنادا إليه يمكننا القول أن الحرب على قطاع غزة تختلف عن الحروب السابقة في أوجه عدة أهمها من و جهة نظرنا :
ـ توافق دول الغرب الإمبريالي على ترسيخ دولة إسرائيل و تقويتها بإخراجها من أزماتها و مآزقها ، عن طريق تصفية القضية الفلسطينية نهائيا ، و رسم حدودها و فرض نفوذها في بلدان كان يسكنها سابقا يهود و غير يهود اليهود العرب قبل إجبار اليهود على الهجرة إلى فلسطين .
ـ انخراط إسرائيل في تأدية دور فاعل في الحروب الامبريالية الغربية ، انطلاقا من المتوسط و من البحر الأحمر .
لا نعتقد أن لشبه الدول العربية ، موقع أو اعتبار ، في طار هذا المنظور ، في حال تحقق المشروع الامبريالي الغربي ، ما يعني انتصار هذا الغرب في حروبه الدولية ، التي يخوضها في الراهن بواسطة الفاشيين العنصريين في اكرانيا و في إسرائيل ، و اخفقت المقاومات الشعبية التي تتصدى له في المنطقة العربية في إنتاج مشروع و طني يمنحها هوية وطنية و بعدا إنسانيا و حضاريا في مواجهة توحش الرأسمالية الغربية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر