الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المواقع الالكترونية والابداع

صبيحة شبر

2006 / 11 / 30
الصحافة والاعلام


قبل ظهور النت ، كان الكاتب يدبج مقالته ، بعد سهر طويل ، وإمعان فكر،، ويرسلها الى الجريدة او المجلة التي يريد ،، وينتظر شهورا طويلة ان تنشر ، وقد لا يتحقق حلمه ، فيضيع نتاجه في طريق البريد ،، او يكون خطه غير واضح ، مما يجعل المسئول عن الصفحة الأدبية ، يرمي بما وصله عن طريق البريد جانبا ، لأنه لم يستطع ان يفك رموز الخط أولا ، او ان المشرف على الإبداع ، لا يفهم شيئا في ذلك السر العجيب ، الذي يجعل البعض يحسن الكتابة ،، او الرسم او النحت ، او عزف الألحان ، فتضيع مواهب عديدة ، ويعاني المبدعون من عدم الإنصاف ، الذي يجعل بعضهم يؤثر السكوت ، طلبا لراحة البال
بعد ظهور النت ، تغير الحال كثيرا ، حدث انقلاب كبير في وسائل الاتصال ، مواقع كثيرة وعديدة ، ترحب بالمبدع ، وتفتح ذراعيها مرحبة مشجعة ، داعية إياه ان يدخل الى ضفافها الجميلة ، ويعيش بين خمائلها الفاتنة ، مما جعله يكثر من الكتابة..
وهذا الإبداع الكثير ، الذي تسانده ، وتحتضنه مواقع الكترونية عديدة ، لم يحظ بالتقويم او التقييم ، كما كان الحال مع المبدعين في الصحافة الو رقية ، كان ظهور كتاب واحد حافز أمام النقاد والكتاب ،، كي يقوموا بالقراءات المتعددة ، ويكتبوا وجهات نظرهم عن النتاج الجديد سلبا او إيجابا ، الآن الأديب سواء كان شاعرا ام ناثرا ، لا يجد من يأخذ بيده ، ويريه معالم الطريق ، التي مهما قيل عن سهولتها فهي شاقة وعسيرة أمام المبدع ، الذي يطمح الى وجود القاريء الواعي ، المتفهم لطبيعة أدبه
المواقع الالكترونية مع ما قدمته للأديب من خدمات جليلة ، لتعريف القاريء على إبداعه ، الا انها لم تقدم له الناقد الماهر ، والمنصف ، الذي يتصدى للعمل الإبداعي ، مبينا عوامل النجاح او الإخفاق فيه
وهنا قد يتبادر الى الذهن سؤال مفاده ، ان كانت المواقع الالكترونية قد قدمت فوائد عديدة للأدب ’ فلماذا لم تقدم له العنصر الذي به يتطور ، ويسلك طريقه الى النجاح الا وهو النقد ، لماذا لم يزدهر النقد الأدبي مع ازدهار الأدب وتقدمه ، في ظل المواقع الالكترونية ؟؟ الجواب على هذا السؤال يصدم القاريء والباحث على السواء ، ان اغلب المتتبعين لما ينشر في المواقع الالكترونية يجردون ذلك المنشور من سمات الأدب الجيد الذي يمكن ان نطلق عليه لفظة ( الإبداع ) وكثيرا ما تتردد تلك المقولة التي تنص على موت الإبداع والأدب الجيد ، او ان ما ينشر على المواقع الالكترونية لا يغدو ان يكون مجرد ثرثرة لا ترتقي الى منزلة الأدب الرفيع ، ورغم ما في هذا الراي من إجحاف للحركة الأدبية التي أخذت تطلعنا على نتاجها عبر المواقع الالكترونية ، ولكننا لا نبعد عن الصواب ان قلنا ان أكثر ما تنشره المواقع الالكترونية بعيد عن المواصفات الأدبية التي يمكن ان نطلق على النتاج صفة الإبداع الأدبي ، وان تناولنا هذه المواقع بالدراسة ، سوف نجد ان القليل منها يعتني بما ينشره من كتابات ، ويحرص على الجيد منها ، والنوع الثاني منشورات كتابه تتباين بين النتاج الجيد الذي يستحق الإعجاب وبين الكتابة الرديئة التي نجد كثيرا من كتابنا هذه الأيام يجامل أصحابها مع انها تخلو خلوا تاما من شروط الجودة
أكثر المواقع الالكترونية تحفل بالغث من الكلام ، مما يوهم أصحابها أنهم بلغوا شأوا عاليا من الإبداع ، وهم في الحقيقة ما زالوا في أماكنهم التي انطلقوا منها
هذا الوضع يجعل من واجب الكتاب والمبدعين والنقاد ان يتصدوا لهذه الظاهرة الخطيرة ، وان يفرزوا الجيد من الرديء الذي ينشر بذلك الفيضان المرعب على المواقع الالكترونية ، حتى يمكننا ان نتبين مواقع سيرنا رغم عتمة الطريق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول في الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مغلولة لشن هجوم ضد إس


.. هيئة البث الإسرائيلية: إعطاء الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا ل




.. الكاريبي تستعدّ للإعصار بيريل -البالغ الخطورة-


.. الجيش السوداني يعلن سيطرته على مركبة للدعم السريع في سنار




.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولة لتهريب أسلحة للضفة