الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقترح ميثاقا ديمقراطيا بين الشمال والجنوب / الرئيس الكولومبي في مؤتمر ميونخ: العدالة الاجتماعية بدلاً من القنابل

رشيد غويلب

2024 / 2 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


انتقد الرئيس الكولومبي اليساري غوستاف بيترو، المرشح لجائزة نوبل للسلام، بشدة النهج العسكري الحالي الذي تتبعه كوريا الشمالية في التعامل مع الأمن.
واكد في الجلسة الافتتاحية، للدورة الستين من «مؤتمر ميونيخ للأمن»، الحاجة إلى العدالة الاجتماعية لبناء السلام عالميا. وهو أول رئيس من أمريكا الجنوبية يدعى للمشاركة في جلسة الافتتاح.
جاء ذلك في حلقة حوار بعنوان «تكبر الكعكة: نظام عالمي يعمل لصالح الجميع»، وشارك في الحوار رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي ورئيس غانا نانا أكوفو أدو، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
واتفق الرئيس الكولومبي مع رؤية الامين العام للأمم المتحدة غوتيريش للأزمة العالمية الناجمة عن الحروب وتغير المناخ، التي تعني انهياراً شاملاً، ونهاية نموذج السوق الحرة الذي سيطر على سياسة الحكومات في جميع أنحاء العالم. وقال بترو، إن هذا النموذج جلب للإنسانية خطر الانقراض والهمجية في عام 1933، في اشارة الى وصول هتلر للسلطة.
ومن أعراض ذلك رد الفعل العالمي على الإبادة الجماعية الجارية في غزة: «لا يمكننا أن نفعل أي شيء حيال ذلك أو أننا شركاء فيه». وكان الرئيس الكولومبي يقصد العدوان الاسرائيلي على سكان غزة وهو ما ذكره غوتيريش أيضا.
إن وحشية الحرب تشبه التطور الوشيك المحتمل للصراعات في الشمال العالمي بسبب تدفقات الهجرة من الجنوب العالمي نتيجة لتغير المناخ.
وأكد بيترو أن الجواب على ذلك هو «فاشية الشمال وتدمير القيم الديمقراطية للإنسانية».
ويرى بيترو أن «ميثاق ديمقراطي» هو الحل. ان أفريقيا وأمريكا الجنوبية تتمتعان بأكبر إمكانات الطاقة النظيفة. «إنهم (في الشمال) لديهم المدخنة التي ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون وتؤدي بنا جميعاً إلى الانقراض. ماذا نفعل؟ الهمجية والحرب؟ القصف؟ أم ميثاق ديمقراطي بين الشمال والجنوب؟»
ومن الضروري هنا إحداث نقلة نوعية: «السوق، عندما تعمل بمفردها، ولا تقودنا إلى الرخاء، بل إلى الهاوية»، كما أكد بترو. ولذلك، يجب تعزيز قوة الصالح العام على المستوى العالمي، وليس على المستوى الوطني فقط. وهذا يعني «تغييرا في ميزان القوى».
وقال بيترو، ان «توازن القوى اليوم يعني القوة الغاشمة. ويقاس بعدد الطائرات المقاتلة والقنابل. وإذا كنا كبشرية نريد حقا البقاء على قيد الحياة، فيجب اعتماد القوة التصويتية.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة صوتت لصالح إنهاء الحروب. «لماذا لا يمتثلون؟ لأن لديهم المزيد من الطائرات المقاتلة؟ المزيد من الطائرات المقاتلة همجية. المزيد من الأصوات ديمقراطية وحضارة وإنسانية».
وعندما سأله رئيس مؤتمر الأمن، كريستوف هيوسغن، عن كيفية عمل كولومبيا من أجل السلام الداخلي، أجاب بترو: «ما وأكد قيمته هو العدالة الاجتماعية، والحد من أسباب عدم المساواة الاقتصادية». وفي الواقع، «في عالم يتحدث عن الحرب، تتحدث كولومبيا عن السلام».
وقال بيترو، إن الصراع المسلح المستمر منذ 75 عامًا في كولومبيا يرجع إلى حقيقة أن البلاد هي واحدة من أكثر الدول التي تعاني من عدم المساواة في العالم. «كيف سيتم تحقيق التهدئة: بالسجون بالقنابل؟» لقد تعرض الأطفال في الماضي للقصف في كولومبيا».
وتعيش البلاد منذ فترة طويلة في توتر سياسي بين «القنبلة التي تمزق الأطفال» وفكرة ميثاق العدالة الاجتماعية.
وأضاف بيترو أن الأخيرة أدت إلى انخفاض كبير في الوفيات الناجمة عن العنف اليوم، حتى لو لم تحقق كولومبيا السلام الكامل بعد.
وقال السفير الكولومبي لدى ألمانيا، يادير سالازار، إن دعوة الرئيس الكولومبي للمشاركة في جلسة الافتتاح لم تكن صدفة. حدث ذلك لأن دول الشمال كانت تعتبر الرئيس بيترو الصوت الرائد للجنوب. وأكد سفير كولومبيا لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية بالوكالة، لويس جيلبرتو موريللو، أيضًا أن كولومبيا أصبحت ناطقًا بلسان بلدان الجنوب.
وقال سفير كولومبيا لدى بروكسل، خورخي روخاس، إنه بينما يدور الحديث عن الحرب في أوروبا، جاء الرئيس إلى هنا ليقترح سلامًا يعتمد على الأمن البشري وتحول الطاقة.
وعلى هامش اجتماع مؤتمر الأمن، التقى بيترو بالمستشار الالماني أولاف شولتس ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
وذكر الرئيس أنهما ناقشا خيارات الدعم لاستبدال الاقتصاد غير القانوني في كولومبيا، في اشارة الى تجارة المخدرات ونشاطات المافيا التي تعاني منها كولومبيا منذ عقود طويلة، باقتصادات قانونية ذات إمكانات تنموية.
واضاف، انه «يمكن لهذه البلدان أن تساعدنا. وليس هناك سوى شيء واحد يجب القيام به: شراء إنتاج المناطق الريفية وصغار المزارعين والسكان في هذه المناطق لبضع سنوات».
وتحدث بيترو وبوريل أيضًا عن قمة مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) والاتحاد الأوروبي، التي ستعقد في كولومبيا عام 2025. وستتولى كولومبيا رئاسة سيلاك.
وقال بيترو إن الأجندة يجب أن تدور حول التغلب على أزمة المناخ والحروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت