الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزاع الصحراء الغربية بين الجمهورية الموريتانية والنظام المزاجي البوليسي العلوي المغربي .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هل علاقة الدولة الموريتانية ، مؤسسات وشعب ، بأزمة نزاع الصحراء الغربية ، تبتدئ من التوقيع على اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء الغربية قسمة الغنيمة ، حيث استولت موريتانية على منطقة وادي الذهب ، واستولى النظام المزاجي البوليسي العلوي على الساقية الحمراء ، مع الإشارة ان قسيمة الغنيمة وهي قسمة صعاليك الصحراء ، لم تنجح في وضع المؤسسات الدولية ، مجلس الامن والجمعية العامة ، والمؤسسات القارية كالاتحاد الأوروبي امام الامر الواقع ، بعد اصدار محكمة العدل الدولية لقرارها الشهير الصادر في 16 أكتوبر 1975 ، والذي ينص على تقرير المصير والاستفتاء كآلية لحل نزاع الصحراء الغربية .
فدخول جيش النظام المزاجي البوليسي للصحراء الغربية ، لم يفرض سياسة الامر الواقع ، بل ان تقسيم الصحراء كغنيمة ، بين موريتانية وبين النظام المخزني ، سيصبح وضعا مهزوزا دوليا ، عندما ظل ثلث الأراضي الصحراوية المسماة بالمنطقة العازلة ، خارج عملية التقسيم ، ورغم ان القاعدة العامة للوضع القانوني لِ هكذا نزاع يفرض خضوع الثلث الخارج عن التقسيم لسلطة الأمم المتحدة ، فهذه ظلت عاجزة في بسط سيطرتها على المنطقة ، التي لم تخضع يوما لسيطرة الأمم المتحدة . بل ظلت أراضي تصول فيها جبهة البوليساريو كيف شاءت . وعوض ان تكون منطقة منزوعة السلاح ، أصبحت من المناطق التي عرفت استعمال السلاح بكثرة . وهذا الوضع الغير طبيعي ، إضافة الى الوضع القانوني ، للگويرة " التي كانت جزءا من أراضي وادي الذهب ، فرغم ان موريتانية قامت بنقد ذاتي اعتبرت فيه تقسيم الصحراء بمقتضى اتفاقية مدريد ، هو احتلال واستعمار للصحراء ، فخرجت موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، لكن رغم النقد الذاتي الذي قامت به ، فهي ظلت منذ سنة 1979 تحتل " الکويرة " الى اليوم . وهذا يخلص ، واخذا بعين الاعتبار للنقد الذاتي الموريتاني ، انّ بقاء الجيش الموريتاني ب " الکویرة " قد اعطى المجتمع الدولي التعامل مع نزاع الصحراء الغربية ، كاراضي تنتظر الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي وحده يحدد جنسية الصحراء بالنسبة للطرف الذي تكون نتيجة الاستفتاء في صالحه . وهذا الوضع القانوني ، في اعتبار تواجد النظامين الموريتاني والنظام المزاجي البوليسي ، بالوضع الدال لوحده على نفسه ، لم ينجح في الحسم النهائي لنزاع الصحراء الغربية كما يريد النظام المزاجي البوليسي ، خاصة وانه عجز في اقناع المجتمع الدولي بالوضع المفروض بعد اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء كغنيمة ..
اذن . يبدو ان المشكل بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي ، ليس هو رفض المجتمع الدولي لسياسة الامر الواقع في الصحراء ، بل ان المشكل الذي زاد في تعقيد الوضع القانوني للنظام المزاجي البوليسي المخزني ، هو الجمهورية الموريتانية ، التي تخندقت ضد اتفاقية مدريد ، بل وكشريك للنظام المزاجي البوليسي في تقسيم الصحراء كغنيمة ، خروج النظام الموريتاني من قسم من الصحراء ، وادي الذهب الذي اعتبره غير موريتانيا ، واحتفاظه ب " الگزيرة " التي هي جزء من أراضي وادي الذهب . وعجز النظام المزاجي البوليسي من ضم " الگويرة " الى الأراضي أراضي وادي الذهب ..
بل ان المشكلة الموريتانية بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي ، مع الأنظمة التي تعاقبت على الحكم ، يرجع الى فترة تبعد عن اتفاقية مدريد الثلاثية ، وتعود الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، عندما كانت الدولة الموريتانية ترفض الانضمام الى المغرب ، واعتبرت نفسها بالدولة المستقلة التي لا علاقة تجمعها مع الدولة المغربية ، غير حسن الجوار . وهنا يجب التذكير بالنزاع الموريتاني مع النظام المغربي ، حين رفض الحسن الثاني الاعتراف بالجمهورية الموريتانية ، واعتبرها جزءا من المغرب ، وكيف تطور النزاع بما اصبح يهدد النظام .. ورغم الرفض ، اضطرالحسن الثاني الى الاعتراف باستقلالية الجمهورية الموريتانية ، في بداية الستينات ، بعد ان اعترفت بالاستقلال الموريتاني اول دولة عربية ، هي تونس " الحبيب بورقيبة " ..
ومنذ اعتراف النظام العلوي باستقلال الجمهورية الموريتانية ، فان هذا الاعتراف الذي جاء على مضض ، لم ينهي المشكلة الموريتانية التي ظلت ، بل وتطورت الى كيان يهدد النظام المغربي ، حيث ظلت موريتانية في ضمير النظام ومعه حزب الاستقلال ، مغربية كما كانت قبل دخول الاستعمار الى البلد .
ان هذه الحالة ، خاصة تصريحات القيادة البرجوازية لما يسمى بالحركة الوطنية ، بمغربية موريتانية ، والكل يتذكر تصريح حميد شباط الذي خلف خوفا للقيادة الموريتانية ، وقبل شباط تصريحات علال الفاسي ، والدويري ، بالتذكير بالمشكلة الموريتانية . بل عندما دخل مسلسل نزاع الصحراء الغربية النفق الخطير ، واصدر الملك الامر للبرلمان بالتصويت بالموافقة على اتفاقية الحدود المغربية الجزائرية في سنة 1994 ، فان حزب الاستقلال امتنع عن التصويت لصالح الاتفاقية ، لأنه ظل يعتبر الصحراء الشرقية الجزائرية مغربية .. وهذا الموقف لحزب الاستقلال ، رغم انه فشل في تأكيد أطاريحه بالبرلمان ، فان تصويت البرلمان بالإيجاب على اتفاقية الحدود المغربية الجزائرية ، لم يدفع بالجزائر الى تزكية مغربية الصحراء ، بعد ان ربحت نزاع الحدود .. وكانت الجزائر بعد توقيع اتفاقية الحدود ، تنتظر ان يصادق البرلمان الملكي على الاتفاقية لترقى الى الاتفاقيات الدولية ، التي ترتب حقوقا وواجبات على موقعيها ، مقابل ان تعترف له بمغربية الصحراء المغربية --- الصحراء الشرقية مقابل الصحراء الغربية --- . لكن ستهب الرياح في اتجاه اخر ، لان الجزائر التي ربحت اتفاقية الحدود ، لم يعد لها ما يخيفها ، خاصة وانها على معرفة بحجم الخسائر اليومية التي يتكبدها النظام في الصحراء ، بسبب الحرب التي كانت حربا بالمعنى المفهوم ، ولتنتهي اللعبة باعتراف الدولة العلوية بجزائرية الصحراء الشرقية ، لكن الجزائر لم تعترف للنظام بمغربية الصحراء ، سيما واثناء الحرب الباردة التي كانت لا تزال متواصلة ، أصبحت من المدافعين الاشاوس على استقلال الصحراء الغربية .فتم اعتماد الجانب الحقوق والديمقراطية للميثاق الاممي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير . فكانت النهاية ان النظام المزاجي الذي يتصرف مزاجيا ، لأنها خاصية نظام المخزن ، ان فقد الصحراء الشرقية التي أضحت بتصويت البرلمان جزائرية ، وفقد الصحراء الغربية ، عندما تقدم مرة بحل الحكم الذاتي ، ومرة وهي المصيبة المزاجية ، اعترف صراحة وامام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واصدر ظهيرا وقعه محمد السادس بخط يده ، يقر فيه بهذا الاعتراف الذي اصبح قانونا عندما نشره في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 . وتكون الجزائر قد أقفلت نزاع الصحراء الشرقية التي أضحت جزائرية ، وحرمت النظام المزاجي من حسم نزاع الصحراء الغربية التي ينتظرها حل الاستفتاء وتقرير المصير على طريقة تيمور الشرقية Le Timor Oriental ..
ففي هذا الخضم من قواعد الصراع المستعملة ، والخطأ هنا ممنوع ، ستبرز المشكلة الموريتانية ليس كطرف من المغرب الذي استقلت عنه ، وباعتراف الحسن الثاني . بل ستظهر اكثر خطورة على وجود النظام المزاجي البوليسي عند استقلال الصحراء عنه . فالمشكلة الموريتانية ، ستبدأ بالمناورة ، وستنتهي بالانقلاب على النظام المزاجي البوليسي .
ان اكبر مشكلة خلقتها المبادرات الموريتانية للنظام المزاجي ألبوليسي ، ووقْعُها بالنسبة للنظام الذي فقد الثقة في نفسه ، عندما قسمت الصحراء كغنيمة باتفاقية مدريد الثلاثية ، وعندما ستقرر الخروج من الصحراء ، أي التنازل عن أراضي وادي الذهب ، واعتبار التواجد الموريتاني بالوادي بمثابة احتلال . وهنا يكون الانسحاب الموريتاني في سنة 1979 ، ضربة قوية للنظام المزاجي البوليسي ، حيت عرّته من الاستجداء بالتاريخ ، لصالح الدولة الصحراوية . فموريتانية عندما خرجت من ووادي الذهب ، ومن دون اخبار النظام المزاجي البوليسي ، بدأت وشرعت في تسليمه الى الجبهة الشعبية ، لتقيم فيه الجمهورية الصحراوية . لكن فطنة النظام لهذا التصرف الذي يعتقد انه سيصبح بسياسة فرض الامر الواقع ، ستعطي للنظام السبق مع الزمن والوقت الذي يهدده ، فدخل الى وادي الذهب ، مثل دخوله الى الساقية الحمراء . ومثل ان المنتظم الدولي رفض سياسة الامر الواقع التي فشل النظام في فرضها في الساقية الحمراء ، ستفشل سياسة الامر الواقع في حالة وادي الذهب .. وعندما تصرح موريتانية ان تواجها بالصحراء كان احتلالا ، فهي تؤكد على ان تواجد جيش النظام المزاجي البوليسي ، هو احتلال كذلك .
ليس الى هنا كان الانقلاب الموريتاني على النظام المزاجي البوليسي ، بل ان الجمهورية الموريتانية ستذهب بعيدا عندما اعترفت صراحة وامام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية . وهي كشريك سابق مع النظام ، شرعت في تقريعه ، وبما يزيد من خلق المشاكل له .. فماذا يعني خروج الجيش الموريتاني من وادي الذهب في سنة 1979 ، والاحتفاظ ب " الگویرة " التي هي جزء من وادي الذهب .. وما يعني دخول جيش النظام المزاجي البوليسي لوادي الذهب ، مع بقاء " الگويرة " تحت الاحتلال الموريتاني ... وللإشارة ، فعند دخول جيش النظام المزاجي البوليسي الى وادي الذهب ، بعد الانسحاب الموريتاني منه في سنة 1979 ، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الشهير، الذي كان رفضا وردا على دخول جيش النظام الى وادي الذهب دون الگويرة ، قرارها الشهير 34/37 السنة 1979 ، تعتبر فيه " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بمثابة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. أي رافضة للتواجد لجيش النظام بالساقية الحمراء قبل سنة 1979 ، ورافضة لتواجده بالقوة بوادي الذهب ..
ان المشكلة الموريتانية بالنسبة للنظام المزاجي البوليسي العلوي ، هي مشكلة تاريخ فشل في تفسيره وفي الدفاع عنه .. وهي مشكلة مؤامرة كما سمتها القيادة الموريتانية عندما دخلت الى الصحراء في سنة 1975 ، ومشكلة قناعة أصبحت مهزوزة عندما شرعت الجمهورية الموريتانية ، تتخندق الى جانب المشروعية الدولية . بل وتدافع صراحة عن الحق التواجدي للدولة الصحراوية بالمنديات والمنظمات الدولية ، كالتواجد بمنظمة الوحدة الافريقية OUA ، وبالاتحاد الافريقي UA .. وأصبحت تناصرها وتناصر قضيتها في المحافل الدولية .. فعندما يصرح الرئيس الموريتاني مرتين في سنة 2023 ، بان الاعتراف الموريتاني بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، هو اعتراف استراتيجي ، وهو موقف متحامل على النظام المزاجي البوليسي ، تصبح مسألة العلاقة بين الجمهورية الموريتانية وبين الدولة الصحراوية ، والجزائر واضحة ، وهي علاقات على حساب ما كان يسمى بالعلاقات مع النظام المزاجي المخزني .. وهنا ندرج الموقف الموريتاني من معبر الگرکرات ، والدور الموريتاني في الرفع من الرسوم الجمركية على صادرات النظام المزاجي البوليسي ، وصادرات المرتبطين به ، من الفواكه والخضر .. التي تكبد خسارتها النظام المغربي ، دون ان يكون هناك حل في الأفق لعلاج كل التشنجات ..
لقد توجه الرئيس الموريتاني الى تندوف الجزائرية لتدشين الطريق المعبد الزويرات / تندوف ، وتوقيع اتفاقيات لها علاقة بهذا المشروع الذي سيخنق النظام المزاجي البوليسي . وباستثناء معبر الگرگرات الذي يرسم الحدود الموريتانية المغربية ، فالنظام المزاجي مطوق من جميع الجهات ، ومحاصر الحصار التام . فحتى معبر الگرگرات ، سيصبح مشكلة لأسواق النظام المخزني ، لتصريف الخضر والفواكه لضيعاته ، التي سيعمها الفساد والتعفن .. لكنها ستكون في صالح فقراء المغرب المفقرين ، بالنسبة لتدني الاثمنة في السوق الوطنية ..
حين تدعي الجمهورية الموريتانية بالحياد التام في نزاع الصحراء الغربية ، والتزام نفس المسافة بين اطراف الصراع .. فالنظام الموريتاني وكما يدعي الحياد ، لا علاقة له بالحياد ، وانه نظام متخندق ، مع جبهة البوليساريو ، والجمهورية الصحراوية ، والجزائر .. فهل الحياد هو الاعتراف بالدولة الصحراوية ، والانقلاب على كل المشاريع التي خطط لها مع النظام المزاجي البوليسي قبل سنة 1979 ..
ان الحياد الحقيقي ، هو ان تلتزم الجمهورية الموريتانية بالمشروعية الدولية ، التي تنص في كل قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تنص على الدولة الصحراوية .. والدليل على تأكيد المشروعية الدولية ، واتخاذ نفس المسافة من اطراف النزاع ، هو الاستفتاء الذي ستحدد نتائجه جنسية الصحراء الغربية . وهنا فرغم اعتراف الملك وامام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، فباستثناء الافارقة الذين اعترفوا بالدولة الصحراوية ، فان دول الفيتو بمجلس الامن ، والدول الاقتصادية العظمى ، تجاهلوا هذا الاعتراف الملكي ، وكأنه لم يكن . لان المشروعية الدولية في جميع قراراتها ، لا يوجد في احدها أيّة إشارة الى الدولة المنتظر بناءها . بل النصوص والقرارات تنص على فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ..
لكن لماذا هذا التحامل الموريتاني على النظام المزاجي البوليسي ، رغم ان موريتانية تتصرف وتصرفت ضد المشروعية الدولية عندما اعترفت بالجمهورية الصحراوية ؟ . في حين ان المشروعية تنص على الاستفتاء وتقرير المصير لحل النزاع العالق منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة ( 47 ) ؟
بعد خروج موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، وأكيد سيكون هناك اتفاق بين نواكشوط وبين الدولة الصحراوية فيما يخص قضية الگويرة ، عند الحل النهائي ، ستواصل القيادة الموريتانية الاشتغال على الحيطة من العدو الأساسي والمنتظر ، الذي هو طبيعة وهوية النظام المزاجي البوليسي المخزني ، خوفا من الضم يوما ما .. فالخطر هنا هو خطر تاريخ الامبراطوريات التاريخية ، المجسدة في الطقوس المخزنية ، وفي الإشارات التي تلوح هنا وهناك .. لذا فان اصل المشروع الموريتاني الذي تشتغل عليه القيادة الموريتانية ، هو ان يكون لموريتانية حدودا مع الجمهورية الصحراوية ، وليس حدودا مع الدولة المخزنية البوليسية .. فتغيير الحدود ، ابعاد للخطر الامبراطوري ، وحفاظا على استقلالية الدولة الموريتانية . ومن هنا وبسبب الحالة الغير قارة التي نتجت عن اتفاقية مدريد الثلاثية ، أي قسمة الغنيمة ، توجست نواكشوط الخطر القادم ، بعد حسم اصل ومعركة الدولة الصحراوية .. لتصبح موريتانية طعم المستقبل للنظام الامبراطوري الذي ينتظر التوسع كما كان في العهود السالفة . فهذا الخوف ، والذي أدى الى الانقلاب الموريتاني على النظام المغربي ، هو ما جعل موريتانية تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، وتشدد الإجراءات الصارمة في علاقاتها مع النظام المزاجي البوليسي ..
وعند الانتهاء من تعبيد الطريق السيار بين الزويرات / تندوف ، واغلاق النقل عبر معبر الگرگرات ، والتشدد المتصاعد خاصة الجمرك ، والضرائب المختلفة .. مما يعني وقوع النظام المزاجي البوليسي في الخنق ، لأنه محاصر ... وفي انتظار حسم نزاع الصحراء الغربية ، وتصبح الحدود الموريتانية مع الحدود الصحراوية ، التي ستصبح حدودها مع الدولة الطقوسية ، المخزنية ، المزاجية ، البتريركية ، البتريمونيالية ، الثيوقراطية .. الرعوية .. المفترسة .. تكون الجمهورية الموريتانية قد أمّنت الخطر الامبراطوري ، وحافظت على استقلالها الذي رفضه الحسن الثاني ، ورفضه حزب الاستقلال ، وما يسمى بالحركة الوطنية ..
ان ما يردد من اخبار بناء مغرب قوي وكبير ، بين تونس ، والجزائر ، وليبيا ، ومصر ، وموريتانية ، ومن دون وجود النظام المزاجي البوليسي ، سيكون له الوقع الكبير على وضع النظام المغربي .
واذا اضفنا الى هذه العزلة المشاهدة ، عزلة النظام من قبل المجتمع الدولي في قضية نزاع الصحراء الغربية ، وقضية الديمقراطية ، وقضية مجالات حقوق الانسان .. يكون مصير الدولة السلطانية ، المزاجية ، البوليسية ، المخزنية .. على المحك .. أي التخلص من النظام المغربي نظام محمد السادس ، لفائدة نظام جديد ، بملك ديمقراطي مثقف .
فهل اجتمع العالم على حتمية قلب نظام محمد السادس
المعزول دوليا وعربيا وجغرافيا ، وسيكون مدخله نزاع الصحراء الغربية .. التي تحدد مصيرها دوليا . ؟ .
ملاحظة : تعتبر سفارة النظام المزاجي البوليسي المخزني في نواكشوط ، من السفارات التي يكون سفراءها عمالا بوزارة الداخلية . كما ان موظفيها من الأجهزة البوليسية السياسية ، التي تجمع الاخبار من كل جانب ، وتستشرف نوعية المبادرات القادمة . فالسفارة نسميها بوكر البوليس السياسي النافد في القطاعات الموريتانية .. ويلاحظ هذا كثير عند حصول أزمات بين المناصرين للنظام المغربي ، والمناصرين لجبهة البوليساريو ، وللجزائر .. لذا كانت الدولة الموريتانية ولا زالت ، محط النزاع المغربي الجزائري ، لترتيب الأوضاع بما يخدم قضايا الأطراف ، حتى لا تداهمهم أشياء جديدة تصبح معطيات تؤثر سلبيا على اصل النزاع بين كل هذه الأطراف المتصارعة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة