الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دروس الوحدة بين مصر وسوريا

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من دروس الوحدة
بين مصر وسوريا.
في مثل هذا اليوم، قبل ستة وستين عامًا، أُعلنت الجمهورية العربية المتحدة من مصر وسوريا. لكن عمر الوحدة انقصف بعد عمر بالكاد ذرف على ثلاث سنوات. بالطبع، هناك قوى رجعية عربية متخلفة متحالفة تاريخيًّا مع الدول الاستعمارية وما تزال، لا مصلحة لها بالوحدة، ومعها إسرائيل بالتأكيد. لكن الدولتين المتحدتين، أي مصر وسوريا، تتحملان قسطهما من أسباب فشل الوحدة، وهي متكثرة، نكتفي بأهمها. لم يكن عبدالناصر متحمسًا للوحدة عمومًا، ليس لأنه ضد المبدأ، بل لظروف تخص أوضاع سوريا الداخلية. لكن الضباط الذين قابلوه بشأن الوحدة، وعلى رأسهم عفيف البزري، أخذوه بالعاطفة:"أتترك سوريا في هذه الظروف الصعبة تضيع...". كانت البرجوازية السورية متحمسة جدًّا للوحدة مع نظام عبدالناصر ليس حبًّا به ولا قناعة بالوحدة، ولكن ليخلصها من الاحزاب، وبشكل خاص الحزب الشيوعي السوري اللبناني القوي وواسع النفوذ والامتداد آنذاك. وهو ما تحقق لها بالفعل بعد الوحدة، حيث ارتكبت فظاعات ضد الشيوعيين وغيرهم. ومن هذه الفظاعات قتل أحد أبرز القيادات الشيوعية، فرج الله الحلو، بإذابة جسده بالأسيد. كان موقف عبدالناصر من الأحزاب واحدة من أخطاء نظامه وخطاياه.
فشل الوحدة بين مصر وسوريا، في مرحلة تميزت بأن كان المد والحماس القوميين أحد أبرز عناوينها، يثبت أن الاستعمار واسرائيله ليس هم المسؤولون فقط عن شرذمة العرب وانقسامهم وتشتتهم في ٢٢ مزرعة، عفوًا، قصدي دولة، معظمها يعاني من مركب أزمات خانقة. ما تزال مركبات القبيلة وعناصرها، من أبرز محددات العقل السياسي العربي، والقبيلة انقسامية بطبيعي أمرها. ونضيف محددًا آخر لا تقل مفاعيله انعكاسًا على الواقع العربي لجهة تغذية الشرذمة وتوفير أسبابها، ونعني الغنيمة كإطار للعمل السياسي في واقعنا العربي. فكرة الدولة بمفهومها الحديث، أي الدولة لكل مواطنيها، لم تنضج في عقل ما تزال الثقافة التي أنتجها وانتجته تشحنه بأن "من اشتدت وطأته وجبت طاعته". الدولة في العقل السياسي العربي "غنيمة" لمن اشتدت وطأته وأخذها ب"الشوكة"، و"الغلبة والتغالب". ولهذا لا غرابة أن تُدمر دول عربية على أرضية الصراع على السلطة. ولا غرابة أن تذهب مدارس فكرية، إلى أن الصراع على السلطة السياسية هو الفاعل الرئيس في التاريخ العربي منذ سقيفة بني ساعدة قبل حوالي ألف وخمسمائة عام وحتى يوم الناس هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على