الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميراث الفصول.. قراءة في روايتي (طوفان صَدفي) و(رياح قابيل)

قيس كاظم الجنابي

2024 / 2 / 22
الادب والفن


ميراث الفصول قراءة في روايتي (طوفان صَدفي) و(رياح قابيل)
-1-
في روايتي الكاتب سعدي عوض الزيدي القصيرتين (طوفان صَدفي)،و(رياح قابيل)، ثمة اتصالات متعددة تتمثل بالأسلوب الشاعر والسرد المكثف، من حيث الحجم والازمنة التي تحصل فيها الاحداث، وأزمة الانسان في البلد المستباح، بلد الجماعات والتحديات والظروف الغامضة والصراعات المتناسلة التي لا تتوقف عن الانجاب. لا أستطيع أن أصف الروايتين بالروايات السردية ذات الطبيعة النثرية الخالصة، ولكنني من خلالهما أستطيع القول ان ثمة نمطاً أو اتجاهاً جديداً من الكتابة المختزلة والمركزة والمتمحورة حول جانب واحد، والنثر المركز هو أقرب الى ما كان يكتبه حسين مردان، القريب من قصيدة النثر، أما في العراق فان الكتابة الروائية فمازالت واقعية واصفة ومتسمرة في أسلوب غريب.
يقول فاضل العزاوي عن رواياته:
" وهكذا وجدت انه ليفهم القارئ رواياتي عليه أن يقرأها على مستويين، مرة كرواية وأخرى كقصيدة أي بمعنى آخر إحداهما تبدأ، حيث تنتهي الأخرى.
القصيدة برق المعنى في منطقة تترك وصفها وتجسيدها للرواية التي تحيلك الى الشعر، في اللحظة التي تنتهي فيها من قراءة جملتها الأخيرة، بمعنى الشاعرية الانشائية المبتذلة التي يتوهمها بعض الكتاب وإنّما الأسئلة التي يفجرها العمل. من هذا الانتقال بين الشعر والنثر اقتنص متعة النظر الى الشرارة التي تبرق بين غيمتين".[ ص103/ المؤتلف والمختلف من قصيدة الشعر الى قصيدة النثر، رؤية نقدية: فاضل العزاوي، دار المدى(بغداد، 2023م)]
بالطبع لاتشبه كتابة الرواية لدى سعدي الزيدي ما يكتبه فاضل العزاوي لا من قريب ولا من بعيد ،وذلك لاختلاف المكان والزمان والأسلوب، الكتابة التجريبية التي اتبعها جيل الثمانينات والتسعينات في العراق شعراً وسرداً لها مواصفات تجريبية تجعل السرد أقرب الى الشعر، وتمنح الكاتب لغة شاعرية تتمثل بالجمل المركزة المكتنزة المشحونة بالإحالات وبالأساليب التجريبية المتمثلة بالمونتاج الزمني(اللصق) وتداخل الأصوات، والغموض الذي يهدف الى التخلص من التأويلات السياسية القريبة منها، في بلد ما قبل الاحتلال وما بعده؛ وتداخل الاجناس النثرية وتداخل الحوار بالسرد واستخدام تقنيات ما وراء الرواية والاقتراب من المشهد العجائبي(الفنتازي) لتمييع الاحالات المباشرة او القريبة ودفعها لان تكون غير مباشرة، وغير صادمة تماماً. واستخدام العنوانات الملغزة والمثيرة التي تبعد الكاتب عن المشهد الذي يعيش فيه، ويخشى من التقلبات، ومن الجماعات المتنفذة وغير ذلك من الأساليب والقدرات اللغوية والمؤثرات النفسية والاجتماعية.
-2-
تتكون رواية (طوفان صَدفي) من ثلاثة أقسام انفرد القسم الثالث بأنه استهله بتنويه/تمهيد بعنوان (إرهاص)؛ أي البداية التي تؤرخ للخروج عن السياق المتبع في هذه الرواية، ثم صار عنوان القسم الثاني هو عنوان الرواية(طوفان صدفي) والرواية توظف الاحداث التالية لسقوط الدولة العباسية سنة 1258م، وما حصل فيها من غزو همجي على بغداد والعراق بكامله؛ وقد جعل الكاتب كل قسم يتكون من مفردات تتسلسل من 1-10 في الأول، ومن 1-4 في الثاني ،أو من 1-6،والكاتب لايصرح باسم المدينة وانما يبدأ الرواية بقوله:
" في المدينة التي نقطنها مكث الجلائريون، في سنة ما ،أعقبهم برابرة النهر، وقيل هؤلاء وأولئك ، سخر الفوضويون من برابرة النهر لذواتهم الأطفال،واتخاذهم الصبايا خليلات".[طوفان صدفي" سعدي عوض الزيدي، دار الحرم(القاهرة، 2020م)،ص 7]
تتداخل الأصوات والروائح والشخصيات بين الماضي والحاضر، ومن خلال شخصية إبراهيم الانقطاعي ، في محاولة لتوظيف تاريخ مدينة أور القديم واستحضار الاحداث الحالية وخصوصاً وان زمن كتابة الرواية هو (1997-2005).
في البدء قد نتساءل :لماذا جعل العنوان متضمناً كلمة(طوفان) التي تشير الى أحداث الطوفان في العراق القديم في عهد أتونابشتم، الذي صنع السفينة وخلص البشرية من غضب الطبيعة، ثم جاء سلفه النبي إبراهيم ليكون مركزاً للرواية ، ثم وصفه بالانقطاعي؟
تكتنف الغرائبية والشاعرية هذه الرواية بطريقة لها أسبابها ، في رحلة الكتابة، لفهم الاحداث الجارية وتفسر الوقائع التي حصلت بين 1997-2005، فمزج التواريخ والحركة بعيداُ عن ضوابط التاريخ وحركة الاحداث فيه والشخصيات مما يمنحنا المبررات للاجابة عن الكثير من التساؤلات، حول الشخصيات التي طالت البلاد والعباد، حين اسمى الناس الحملات العسكرية على البلاد بتلك السنة بـ"سنة الخنفساء وبالرغم مما يتسم به مواليد سنة الخنفساء بالنحس للشبه بين أصواتهم وأصوات تلك الحشرات وهي تفري تحت الاقدام الثقيلة".[ص8]
لربما يحيلنا ذكر الخنفساء الى رواية(حفلة التيس) التي تشير الى استخدام سيارات الفوكس والگن السوداء في الأجهزة الأمنية (المخابرات) التي تلاحق المعارضين للنظام الاستبدادي سماها الناس (الخنساء)، راجع: حفلة التيس : ماريو بارغاس يوسا، ترجمة صالح علماني، دار المدى ، (دمشق ، 2000م)،وكأن الخنفساء بما تتمتع به من الاشمئزاز تحيل الى مواليد سنوات الحرب الثماني العجاف، في ان أبناء الحروب يكونون مغامرين ومشاغبين، فهو يصف واحداً منهم بأنه" كان مشاغباً وقاطع طريق. وهو الوحيد الذي دخل تاريخ المدينة، بل مكث في قلب تاريخها".[ص8]
في الغالب السرد التاريخي في الرواية لا يعني دقة السرد للاحداث والوقائع، ولكنه يوظف المناخ التاريخي لرسم صورة الواقع، والزيدي في الغالب يقفز على الاحداث ولا يصرح بها، ويستحضر بعضها أو بعض شخصياتها التاريخية مثل مدحت باشا، واصلاحاته المعروفة والكاتب يتلاعب بالالفاظ ويغري القارئ بالاستمرار بالمتابعة من أجل اكتشاف صحة الحدث وتحولات المواقف؛ بحيث يشكل الماء لديه محوراً مهماً في رمزيته في الدلالة على الخصب والهوية والاتصال الجسدي، ولا يفوته ان يخلط الاحداث التي عاصرها مع الاحداث التي عاشها العراق منذ الاحتلال الجلائري ، حيث قرر أحد القادة اعداد الخندق فقذف جثث كل الرجال الذين رفعوا سيوفهم بوجه العدل حتى صاروا طعماً للكلاب.
تتحرك الرواية في فضاء ملتبس، بين القانون واللا قانون، من مسلة حمورابي الى سليمان القانوني ، بحيث يتحول القانون الى مشجب لتحقيق رغبات السلطان، وإبراهيم الانقطاعي الذي يتحرك في السر والعلانية يشبه تنفيذ القوانين وتقلبات الاحداث، بحيث يبدو الناس في تلك(القرية)"ليس من أحد منهم يعرف سنة ميلاده ولكنهم يعرفون من امهاتهم انهم ولدوا في سنة واحدة وشهر واحد(...) وعرفوا بأنهم أخوة كبار ولبعضهم أخوة من أخوات صغيرات من أمهاتهم وان آباءهم مجهولون".[ص22]
وهكذا عاد الناس الى المشاعية القديمة، والكاتب يحاول ان يصنع من شخصية إبراهيم الانقطاعي وجهاً يوازي حصول الطوفان ،وان ما عزي له كان من أفعال الانكشارية الذين "أبادوا أناساً كُثر، وقرى عديدة مُسخت من الخرائط، والرجال في تلك القرى بخطى الجند الانكشارية ، أقتيدوا من دون النساء الى أرض بعيدة، بعيدة جداً، سميت فيما بعد منافي.."[ص24] فكانت الوصية نبوءة تحققت فيما بعد، وتناست النساء. حيث فرّ إبراهيم بامرأة واحدة، وهو كناية عن أبي البشر آدم، ثم أكمل ابنه إسماعيل الرحلة والذي وحيدا لامه حين غرق والده في دجلة بعد الفيضان/الطوفان.
تهيمن أجواء الحروب والحرمان والارامل والفيضانات، وفرحة الناس بالبذار القادم بعد غياب الرجال، فكانت أرحام النساء من دون حارس يراقب غنج الانوثة؛ ولهذا وضع الشيخ الوصايا ذاتها يوم مسح سليمان القانوني في يوم الخنفساء القرية فتحولت الى مقبرة. وهنا تبدو الاحالات الرمزية مضغوطة بشكل لا يستطيع القارئ ان يفصل بعضها عن البعض الآخر، وقد أسهم الأسلوب الشاعري المحلّق في فضاء القصة القصيرة وقصيدة النثر في اثارة الكثير من الأسئلة التي تحال إزاحة الغموض الذي يكتنف السرد وتحولاته المتتالية ، حين يتداخل فيه صوت إبراهيم مع الآخرين، فيتحوّل الى سارد محمّل بذاتية مفعمة بالحرمان، ففي الفصل(10) من الطوفان الأول يتحدث إبراهيم في سرد لا ينقطع عبر القوس المتوسط(...) ثم يستمر من دون ان يغلقه؛ مما يعني استمرار السرد حتى نهاية الطوفان الأول، حول الخيبة الجماعية والاحساس بالحرمان لدى النساء وبحثهن عن الذكورة ، ثم يستمر إبراهيم في تداعيات متتالية تشير الى المجاعة والذبح وضياع الملك.
يبدو التوازي بين الاحتلال العثماني والاحتلال الأمريكي واضحاً، اذ تشكل شخصية إبراهيم الانقطاعي استكمالاً لشخصية أبيه؛ مما يعني ان التاريخ الافتراضي هو نحو 150 سنة قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، اذا افترضنا ان سن إبراهيم هو ثمانون سنةً ،والآن سن أبيه بين 80-85 سنة، والذي مانع بناء السد في حوض القرية ، حين صعد تلك الأماكن ووصل الى قبر نائلة؛ وهذه الاحالات ربما لها تأويلات أبعد زمنياً وتاريخياً، الى إبراهيم الذبيح ابن النبي إبراهيم ،أو الى نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان والفتنة التي أدت الى مقتله وفرق المسلمين شيعاً، ولكن الكاتب يقول:" لا أحد يبوح بسر قريته".[ص36] فالقرية تحمل معناها الرمزي الذي حمله لها القرآن، وفي ظل تداعيات عديدة لها علاقة بالإسلام السياسي والصراع على السلطة.
-3-
في (الطوفان الثاني) يحيل بطريقة ما الى انهيار سد مأرب كرمز عربي قديم والصراع بين عرب الشمال وعرب الجنوب، ونزوح القبائل العربية منه، الذي يحاكي حرب الطوائف والنزوح الطائفي، حينما تعرض سكان القرية "بعد النزوح الأخير ثلاث قرون من الان"؛ بحيث ترتب على ذلك الاكتشاف "بأن لا صلة لإسماعيل بذلك الرجل الانقطاعي الذي مات مطلوباً لجميع الولاة ومديري الشرطة".[ص41] كما أثبتت الرواية الشفاهية بأن الوثائق ربما كشفت عن أكذوبة اسمها(إبراهيم) حيث امتزجت الرحلة بالرواية ،والماضي بالذاكرة، وكأنّ الكاتب بدأ من عهد الطوفان الأول مع إبراهيم ، ثم انتقل في الطوفان الثاني الى إسماعيل الذي كانت مربيته (شاكرية) حفيدة (نائلة) التي كان يناديها أمي، حين يعلق ثيابه على شجرة الغرب فيتلبسه العري الفاضح، فتزداد الشكوى منه لغرض اجتثاثه، حتى أخذت هذه الشكاوى حيزها حتى تتمكن "النسوة من رفع غليان الفحولة في أعصاب رجالهن فضلاً عن حمية خفية على العرض الذي تحتسبه طفولة مجنونة..".[ص49]
كما استهل (الطوفان الثالث) بتمهيد عنوانه(إرهاص) في نوع من التجريب، وربما الإهمال،حتى ان الطوفان الذي حصل لم يوثق في الموسوعات العالمية، واضطر الكاتب الى استخدام التضمين حين كتب مقاله عن (التمثال) الذي خلّد واحداً من المجانين /الدراويش؛ فصار الحجر قريناً للخلود والذاكرة، وذلك على لسان السيدة، بحيث صار الطوفان تعبيراً عن خصوبة ينبع منها مبدعون كبار" يظهر واحداً منهم كل عشرة آلاف سنة، ويترك أثره الخالد رسالة للدهور التالية".[ص60]وهذا الامر جعل إسماعيل تمثالاً تكون العيون والابصار مشدودة اليه، لهذا كان فقدانه خسارة لان تاريخه يتعلق بالطوفان الثالث،والذي سمي بالطوفان الصدفي حينما فاضت روح إسماعيل قبل مئة عام حسب ما أرخه شاعر قروي في العام الذي اندحر فيه سليمان القانوني عند باب الطلّسم.
لباب الطلّسم هذا أكثر من حكاية، فيروى ان طلسماً فيه، لا فتحه الا فاتح جديد، وكان آخر سلاطين بني عثمان الذين فتحوا بغداد، بعد غزوها من الفرس، هو السلطان مراد، ثم أغلقه ومنع فتحه، وهو الباب الوحيد الباقي لحد الان من أبواب بغداد، فبعد انكسار الجيش العثماني تمكنت بريطانيا من احتلال العراق وفتح بغداد، توجه نحو الركن البعيد من بيت إبراهيم شلة من الغزاة؛ وهنا تتوضح بعض الاسرار التي كان الكاتب يوحي بها،وهي ان الغاية من الاحتلال هو هدم الأسس الدينية الكبرى للاسلام، فلا بدّ والحالة هذه ان ينتفض إسماعيل لهدم بيت ابينا إبراهيم، في إشارة الى نهب آثار مدينة اور وغيرها، بعد الاحتلال الأمريكي، من أجل إعادة هيكلتها لإقامة القداس العبري؛ ومن هنا كان الكاتب يمازج بين الماضي والحاضر، وهو يتأمل" قرية تل أو بيوت أرامل الانكشارية زيجات إبراهيم الانقطاعي، وحدها – القرية لم تغمرها المياه ، في الحقيقة السفح العالي ورأس التل هما اللذان تعاليا على المياه".[ص91] فكانت النهاية هي الغرق في بحيرة هائلة ليغلق أثر وسر الى الابد، حيث تنتهي الرواية نهاية مأساوية.

-4-
في رواية (رياح قابيل) يبدو التجريب على أشده واضحاً، منذ الاستهلال الذي كان مستقى من (العنقاء والنواح) لشكسبير:
وانت يا مثلث الاعمار يا غرب
يا من بالسواد مسربلاً نفسه
كلما صعدت أنفاسه وهبطت
مع النائحين عليك أن تحضر
حيث الإشارة الى (الغراب) الشاهد على جريدة قتل قابيل لأخيه هابيل، فعلمه كيف يواري سوءَة أخيه. تتكون هذه الرواية من الأقسام التالية:( في البدء قبل فصل الرواية)، ثم (فصل الرواية)؛ أي من توطئة ونص الرواية، يسرد بطل الرواية (يوسف بن آدم البدعاوي)الاحداث بطريقة ذاتية/نرجسية مقحمة، وهو يتجول بين النهر والشجرة بعد أن طرح شخصية قابيل في تمهيد الرواية ،فقال:
" قابيل أخي كان في أول المحنة: الرأس، الدودة، الفكرة، تنخر فيه وان لم تنغلق ولكني كيف أفصح بعد الثلاثين عن شيء مسيح بكل نزواتي.. أشياء تتقافز، تطفر بملعنة تشوبها المرارة".[ ص13/رياح قابيل: سعدي عوض الزيدي، دار الحرم(القاهرة،202م)]
وهكذا ارتبطت شخصية قابيل منذ العنوان بالموت أو بالقتل، والغدر من خلال شخصية(يوسف) ؛فالموضع هو صراع الاخوة الأعداء، والكاتب يستخدم اللصق(الولاج) في التقنية للمزاوجة بين الماضي والحاضر، ولكي لا ينكسر نمط السدر ويحيله الى مشاهد متوالية أو متبادلة، بحيث تتحول شعرية السرد من السرد الى الحوار الداخلي أو الخارجي لتأثيث الرؤى والاتجاهات الكامنة في الرواية ، في نوع من التجريب الفريد، الذي يحاول ان ينقل الرواية من فضائها السردي و الوصفي التقليدي الى فضائها الشاعر أو المنولوجي؛ مما يثير الكثير من الأسئلة ويكشف عن أكثر من أزمة داخلية متوغلة.
تتعرض الرواية الى توظيف الكثير من الرؤى والمعتقدات والاساطير منذ البدء، وخصوصاً في حكايات قابيل ويوسف وموسى ويحيى، ومن ذلك دفن الحبل السري في مكان ما ، حتى يهفو اليه صاحبه في المستقبل، وكذلك احداث نوع من الاهتمام بالآثار والاطلال التي تؤرخ لتاريخ وحضارة العراق؛ففي حكاية النبي يوسف يتماهى الماضي بالحاضر والاسرار وقابيل، حين يقول:
"يوسف الهاتف أطلق النار عليَّ.. انت فتحت الأبواب ، شرعت النوافذ وفضحت الاسرار، قابيل سرق أسرارك".[ص32]
وفي الغالب لا يستخدم الوصف ،ولكنه يستخدم الكثير من الرموز والاساطير ،مثل اور واليشن والذئب وانكيدو والبوم والغراب وخضر الياس، كما انه يحيل بعض الأحيان الى ما وراء الرواية وسرده في الغالب واضح ويتصل بشخصية هابيل ، عبر علاقة العنوان بالمتن.
في الفضاء المكاني ونقل السرد من سرد القصة القصيرة الى سرد الرواية ووضعها في اطار ضيق لا يستوعب سعة وفضاء الرواية الرحب، يلعب التجريب دوراً كبيراً في تمرير هذه الكتابة المتوترة، كما يأخذ التجريب عدة اتجاهات لغوية وتجنيسية تتنقل بين الاقصوصة المتوترة والمكتنزة، ضمن صياغات وتراكيب خاصة تتأرجح بين فضاء الأسطورة وفضاء الشعر، لاستغوار النفس البشرية المأزومة، والمتفجرة دائماً بالمتغيرات ،والمتأثرة ضمنا وسياقاً بالأحداث وتحولاتها ، بحيث بدت الشخصيات القديمة وكأنها معاصرة لنا ،لأنها تتوغل في الحاضر بقدر ما تستلهم من الماضي ؛فضلاً عن التضمين والحوار المتشعب داخل السرد وداخل المشاهد الوصفية المترعة بالالم والمعاناة والمشربة بالاحزان والمخاوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان