الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على انغام الراديو - قصة قصيرة

كامل الدلفي

2024 / 2 / 22
الادب والفن


على انغام الراديو
قصة قصيرة


أخذ عن أبيه مكارم ورفعة السلوك، وأحبّ الناس بشكل مفرط حتى أنه لايظن بأحد ظن سوء وإن كان مسيئا حقاً. ولما يتعرض إلى عتب، أولوم عما هو فيه يرد بقناعة، وثبات: أو ليس هم عيال الله فما اقول في غد لصاحب العيال..؟ هو يدرك انحراف المخطئين لكنه يدرك أكثر منه أهمية موقفه في الحفاظ على جادته في النقاء بعيدًا عن التلوث العام.
وجد في خلوه إلى نفسه متنفسًا يجدد صلابته، ويمنع انحناء قامته للزمن، فهو صاحب صوت فريد، وذاكرة تحفظ نوادرالأبوذية، والزهيري، والدارمي، وان توقيت خلوته يوميًا يكون عند الساعة التي تسبق المغرب، ويوافق أن ينتشر الهدوء في تلك الساعة الجميلة ما جعل الأهالي يختلفون في تقدير السبب والنتيجة بين الهدوء وصوته، في أيهما يبعث الآخر. وتلك ظاهرة شغلت اهل القرية وقتًا ليس بقصير، فتعدت الى الحيوانات والطيور، ويرونها قد تمتعت بنعمة الهدوء. في ذات مرة عزم أن يذهب إلى المدينة الكبيرة التي تبعد خمسة وثلاثين كيلومترا عن قريتهم ليشتري كمية أعلاف فصلية لأبقاره وأغنامه، ارتدى دشداشته اللائقة، وشمّر غترته على رأسه، ودس دنانيره في جيب الورك، ومضى مشيًا مايقارب كيلومترين حتى موقف السيارات الذاهبة الى المدينة.. من المعتاد ان تقبط السيارة ب14 راكبا حتى تنطلق، جلس في وسط اثنين من الركاب مألوفين له، فهما من سكان أطراف القرية، مضت السيارة في السير وران صمت يقابل صوت راديو السيارة الذي لم يعره أحدهم بالًا، نظر الى جانب الشارع فعرف من خلال بعض الدلالات انهم قطعوا ما يعادل نصف المسافة إلى المدينة، في اللحظة تلك أحس بأن يد الراكب من جهة اليمين تمتد إلى جيبه الورك، وتلتقط رزمة الدنانير بخفة ومهارة، لم يمنع اليد من سرقته، وظل ساكنا هادئا الى ان وصلت السيارة كراج المدينة. نزل الركاب وبقي هو في السيارة، سأله السائق عن سبب بقائه قال سأعود معك إلى القرية قد نسيت فلوسي..! استغرب اهله
عودته السريعة فشرح الموقف الذي تعرض له وانكر معرفته بالجاني، وشاع الخبر في القرية، وجاء المتندرون، العذال، والشطار بعتب ثقيل :لماذا لم تمسك بيده حتى تسلمه إلى الشرطة؟ واردفوا كثيرا مما يشبه ذلك، فاغلق الحديث معهم بقوله :أتعتقدون إن شاحنة علف حيواني تساوي تلويث سمعة انسان تلصق معه طوال عمره، وما ذنب عائلته لتلاحقها الألسن هذه "عائلة الحرامي"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال