الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خرف الشيوخة - والملك بايدن العاري

كريم المظفر

2024 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم نجد أي قصة او حكاية تاريخية ، لوصف حالة الرئيس الأمريكي بايدن ، قد تكون عنوانا لمقالنا هذا ، سوى كلمة " الخَرَف " ، الذي بات واضحا ، انه باب يستحوذ على عقل وفكر الرئيس العجوز ، الذي يحاول ان يتصابى في أواخر عمره ، والذي كلما تقدم به العمر يوما ، يزداد لديه " الخرف التقدمي " ، الذي يسبب تضرر في الأوعية التي تمد الدماغ بالدم ، ويسهم في اضطرابات الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب.
ولا يمكن لنا أن نشبه بايدن الا بذلك الملك العاري ، الذي يعيش في عالمه الخيالي والكئيب ، في قصة "ثوب الإمبراطور" أو "الملك العاري" ، والتي نسبت للكاتب الدنماركي كريستيان أندرسون ، بل هي قصة مغربية ، وتربط بين القصص الغربي وبين التراث الشعبي ، ولا تقتصر على “ألف ليلة وليلة” كما هو شائع، وملخصها ، محتالان ، كانا يشيعان بأنهما حائكان يعملان في صناعة النسيج، قاما بالاحتيال على الملك المولع بشراء الملابس مهما غلا ثمنها ، واوهموه بانهما قد انتهيا من خياطة ثوبه ( مقابل مبالغ كبيرة ) لحضور احتفاله الكبير.
وقبيل ذلك أراد الملك ان يرى ما وصل اليه عملهما ، فارسل رئيس وزراءه الذي دخل غرفتهما ( المحتالان ) التي يعمل فيها الحائكان ، وشاهد النول الفارغ، ففكر قائلاً: “اللهم احفظنا!.. إنني لا أرى شيئاً” ، ولكن أحد النصابين بادره بالسؤال: “أخبرنا ما رأيك فيما ترى؟” ، فرد متمتماً: “رائع” وبادر إلى ضبط نظارتيه على عينيه، ثم لم يلبث الإمبراطور أن دخل الحجرة التي كان الحائكان منهمكين بالعمل على النول الفارغ ، فكر الإمبراطور: “إنني عاجز عن رؤية أي شيء إنها لكارثة” ، ثم صاح بصوت مرتفع: “إنه قماش رائع، وهو يروق لي”.
وأخيراً أعلن المحتالان على الملأ: “ملابس الإمبراطور الجديدة جاهزة” وعندما اقترب الإمبراطور منهما تحركا ، على نحو يوحي بأنهما يقومان بإلباسه الثياب الجديدة ، وعندما سار في الموكب، أجمع سكان البلدة على أنها رائعة ، ولم يجرؤ أحد على الاعتراف بأنهم لا يرون شيئاً ، ولكن طفلاً صغيراً لم يلبث أن صرخ قائلاً: “إنه لا يرتدي شيئاً” ، ودار الهمس واللغط بين الحاضرين قبل أن يكرّروا ما قاله الطفل الصغير: “الإمبراطور عريان” ، وهذا هو حال الرئيس الأمريكي بايدن ، الذي يرى في عينيه بأنه يرتدي ثوب " العفة والنزاهة والصدق " ، وهو ما لا يراه الاخرين فيه .
ووفقا لمتخصصي العلوم النفسية، فان مصطلح "الخَرف" ، يُستخدَم لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية ، وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به ، ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض ، ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً ، وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض.
والشخص المصاب ، تبرز عنده مشكلات في التواصل أو التعبير بكلمات مناسبة ، او صعوبة في القدرات البصرية والمكانية، مثل فقدان الطريق أثناء القيادة ، أو ضعف التناسق الحركي وصعوبة التحكم في الحركة ، والخَرَف ، ولنا في هذه الحالات العشرات من التصرفات للرئيس الأمريكي ، والتي تثبت بشكل قطعي انه وكما يقول المثل المصري " جاب آخره " ، كأن يسلم على أناس مجهولين غير متواجدين بالقرب منه ، او يضل طريقه ويدور حول نفسه ، او يمشي ويتعثر بإقدامه ، او السقوط على السلالم ، لأنه " نسي " أنه بات عجوزا ، أكثر ما يمكن ان يعمله هو ، مسك " خراطيم المياه " لسقي حديقة بيته .
وتحذر هيئة الخدمات الصحية البريطانية ، من أن المؤشر الأول لمرض " الخرف " هو عادة مشاكل ذاكرة بسيطة، وظهور الأعراض التالية مع تفاقم الحالة ، والارتباك والضياع في الأماكن المألوفة ، وصعوبة التخطيط أو اتخاذ القرارات ، او مشاكل في التكلم واللغة ، ومشاكل في الحركة دون مساعدة أو في أداء مهام الرعاية الذاتية ، و تغيرات في الشخصية، مثل أن تصبح عدوانيا ومتطلبا وتشكك في الآخرين ، بالإضافة الى الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة) وأوهام (تصديق أشياء غير صحيحة بشكل واضح) .
نسوق هذه المقدمة الطويلة ، لنعود مرة أخرى الى ما خرج به الرئيس الأمريكي من آداب اللياقة، والدبلوماسية ، بتصريحات غريبة ، تؤكد ان " العجوز بايدن " بالفعل يحتاج الى نقله الى مستشفى الامراض العقلية ، لمعالجته مما هو عليه الان ، وان تدهور حالته أكثر ، قد تكون سببا مباشرة لنشوء صراعات عالمية ، قد لا تحمد عقباها ، فخلال فعالية انتخابية مغلقة في سان فرانسيسكو تكلم "بوقاحة" تجاه الرئيس الروسي بوتين، حيث قال: "لدينا أبناء عاهرات مجانين مثل هذا الرجل بوتين وغيره، وعلينا دائما أن نقلق بشأن الصراع النووي .
وكعادته فإن الكريملين استقبل تلك التصريحات بهدوئه المعهود، وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف ، إن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكية من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ، لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها، وأضاف أنه، كمواطن ( ونحن معه ) ، نريد من مساعديه أن يقوموا "بالبحث عن بيان واحد مسيء" من بوتين ضد بايدن، وبالتأكيد لن يجدوا ذلك .
وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج العجوز بايدن عن منطق " العقل " ، وكثيرا ما تطاول على الرئيس بوتين ، حيث أثار خلافا دبلوماسيا عندما وصف الزعيم الروسي بأنه "قاتل"، وهو ما علق عليه الرئيس الروسي بتمنياته بالصحة والعافية لبايدن، وأشار إلى أن تقييم الآخرين يشبه النظر في المرآة ، وبعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، وصف بايدن بوتين علنا بأنه "دكتاتور" و"جزار" و"مجرم حرب" وقال إنه "لا يمكنه البقاء في السلطة".
ان تقييم الاخرين يشبه بالنظر في المرآة ، نعم فالرئيس الأمريكي ، ماذا سيجد في المرآة ، سوى صورة (راعي البقر في هوليوود) التي يستغلها ببساطة وكما عبر عنها بيسكوف من اجل السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة ، وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الفظة من فم رئيس دولة ، من غير المرجح أن تسيء بطريقة أو بأخرى لرئيس دولة أخرى، لا سيما الرئيس بوتين ، " لكنها وصمة عار كبيرة على الولايات المتحدة نفسها ".
أن معظم العقلاء في جميع أنحاء العالم ، يعتبرون سياسات بايدن جنونا حقيقيا ، وأن بايدن هو التهديد الرئيسي للبشرية جمعاء، لقدرته على الوصول إلى (الحقيبة النووية)" ، وإن مثل هذه التصريحات الفظة لبايدن ، لا يمكن وصفها إلا "بخرف الشيخوخة" ، ويبدو أنه( بايدن ) يعود إلى مرحلة الطفولة، وينظر إلى العالم كله بوصفه لعبا في الرمال، حيث يسمح له وحده باللعب، ويتعامل مع من حوله بوصفهم جزءا من اللعبة ، إلا أنه يجب إعادة تربية الطفل المدلل، ونحن متأكدون من أن الشعب الأمريكي لن يكرر الخطأ في الانتخابات الرئاسية ، ولن يسمح بعد الآن لهذا " الخرف " الذي أثار الحروب في مختلف أرجاء العالم بالوصول إلى السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. للمرة الأولى منذ 33 عاما.. فرنسا تحتضن قمة الفرانكفونية


.. عاجل | خامنئي يتحدث عن الرد الإيراني على إسرائيل ويوجه رسالة




.. فائق الشيخ علي: حزب الله إنتهى وصواريخ إيران لم تجرح إسرائيل


.. أبرز ما جاء في رسائل خطبة المرشد الإيراني




.. ارتفاع غير مسبوق وباء الكوليرا في السودان.. ما القصة؟