الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتاة غسان ، قنديل من بلدي سورية محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 2 / 23
الادب والفن


فتاة غسان ، قنديل من بلدي سورية


الشاعرة فاطمة سليمان الأحمد (فتاة غسان)
ولدت فتاة غسان في قرية السلاطة التابعة لمدينة القرداحة في اللاذقية عام ١٩٠٨م.

نشأت في كنف والدها ، العالم النحرير ، سليمان محمد الأحمد ، المتبحر في علوم الدين والأدب واللغة. لقد كان العلامة الشيخ سليمان الأحمد نبراسا في العلم بنوعيه الديني والدنيوي وأحد المصلحين الدينيين والاجتماعيين المرموقين.

لقبت الشاعرة فاطمة سليمان الأحمد نفسها فتاة غسان تيمنا بانتمائها لتقاليد قبيلة غسان العربية من جانب ولكونها زهرة القبيلة المدللة.
تلقت الشاعرة تعليمها على يد والدها النحرير وترعرعت تنهل العلم من منابعه وتحفظ الشعر والحكمة العربية وكانت تحفظ الجميل من الشعر وبدأت تصوغه صوغا جميلا منذ نعومة أظفارها، إلى أن شجعها العلامة على الكتابة في المجلات الأدبية في ذلك الوقت مثل جريدة المعرض، مجلة منيرفا، مجلة الأماني، مجلة النور.
تزوجت الشاعرة فاطمة سليمان الأحمد من الشاعر الكبير كامل صالح، وهو ينتمي إلى بيت علم وأدب يشبه بيئتها التي تربت في كنفها. فاستمرت تكتب الشِعر، إضافة إلى العديد مِنْ المقالات التي دعت مِنْ خِلالها إلى استنهاضِ طاقاتِ الشبابِ وإمكاناتِهم، والعملِ الحثيثِ على تحريرِ المرأةِ وتمكينها في المجتمع وإتاحة فرص التعليم أمامها.

شهدت فاطمة سليمان الأحمد مرحلة مهمة من تاريخ سورية و نضالها ضد الاستعمار الفرنسي. كتبت الشعر لأول مرّة وهي في الخامسة عشرة من عمرِها، حيث حملت القصيدة عنوان: "ذكرى الغريب". نَسجت الشاعرة فاطمة سليمان الأحمد خيوط القصيدة العمودية، متناوِلة أغراضها ومعانيها بأسلوب جميل ولطيف فأكثرت مِن الوجدانيات ووصف الطبيعة و مزجت بينهما، و تبدَت في قصائدها الوطنية الصور والمعاني التجديدية المرهفة الاحساس.

جمعت قصائدها في كتاب بعنوان "فاطمة سليمان الأحمد.. شاعرة الإنسان والوطن- فتاة غسان". كما كتبت "فتاة غسان" مقدمة ديوان أخيها الشاعر الراحل محمد سليمان الأحمد المعروف باسم بدوي الجبل.

كتبت الكثير من القصائد المتفرقة في مجلات كانت تصدر في مرحلة صباها مثل المعرض و منيرفا والأماني والنور.

تربطني بالشاعرة الراحلة قرابة روح ودم ، وكنت من بين قلائل شهدوا ليلة رحيلها ،إذ كان يوما ثقيلا على العائلة والمحبين . كان الرابع من أيار عام ١٩٨٥ طويلا . لقد رحلت فتاة غسان عن عمر ناهز سبعة وسبعين عاما . واثناء الدفن ترجل الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري أبياتا عند قبرها كانت تقول وفق ما أذكر و أحفظ :

وصرفت عيني وهي عالقة
صرف الرضيع برغمه فطما
عن كل ما جرت الدماء به
ما دق من شيئ وما عظما
عن دورة الوجد التي انسجمت
وجمال هيكلها الذي انسجما
نطقت به شفتان زودتا
بألذ ما وعت الشفاه فما
جمع الشتات يسيح مرشفه
عبق الربيع وينفخ الضرما
عن روعة النهدين خلتهما
متوزعين إذا هما إلتأما
عن كل ما فيها وأحسبها
حكت معاني لم تجد كلما
حتى لأخجل أن تسد يدي
لتجيد فيه القرض والقلما
عريتها خلسا وما أثمت
ووجدت لذة مشته أثما
وصرفت عيني أدّري ألما
من حيث رحت أضاعف الألما
فإن الوجد عنده عدما
ويريدني أن أوجد العدما.

وفيما بعد تم جمع قصائدها في ديوان يخلد ذكراها.اليوم ترقد فتاة غسان في ضريحها بجانب والدها بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي